فلجة

أهلا وسهلا بك في منتدى فلجة اذا كنت غير مسجل
تسطيع التسجيل في المنتدى و المشاركة ... أهلا وسهلا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

فلجة

أهلا وسهلا بك في منتدى فلجة اذا كنت غير مسجل
تسطيع التسجيل في المنتدى و المشاركة ... أهلا وسهلا

فلجة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 

    الحياة .. فسحة من أمل

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    انثى
    عدد الرسائل : 5871
    العمر : 37
    البلد : دمشق
    شغلتك بلدنية : جرافيكية+مهندسة ديكور وعمارة داخلية
    المزاج : good
    تاريخ التسجيل : 29/08/2007
    نقاط : 9015
    السٌّمعَة : 29

    قلم الحياة .. فسحة من أمل

    مُساهمة من طرف Admin الإثنين يناير 24, 2011 3:12 pm

    الحياة .. فسحة من أمل

    في كثير من الأحيان نظلم أنفسنا، حقيقة، عندما نحملها أكثر مما ينبغي، ونكيل لها من الأوزار ما تتحمله، كل ذلك لان نروي غرورنا، ونقول إننا أنصفنا أنفسنا، وأننا حاسبناها كما ينبغي أن تحاسب، وهي كلها أوهام، وتقديرات تجانب الحقيقة.
    فهذا الجلد المستمر يفقدنا الكثير من الجوانب المضيئة في حياتنا، ونفوت على أنفسنا فرص الاستمتاع بالحياة الجميلة، فالحياة على اتساعها تستوعب كل إخفاقاتنا، وكل خروجنا على دائرة الحياة الحقة، وما دام الأمر يتسع لكل هذا الاشتغال نحو الصورة المشرقة للحياة، فلم نأت نحن بقصور تفكيرنا ونحد من هذا الاتساع في استغلال جوانب الحياة المختلفة؟
    تشكل البيئة الأسرية - أحيانا - دورا في هذا التحجيم، إن جاز التعبير، ولذا تنغلق الرؤية، أو تتقاصر عن مداها الحقيقي، فتتكور على ذاتها، ولا ترى في المقابل، ذلك الاتساع نحو الشروع في استغلال مختلف الجوانب المضيئة في حياتنا، يأتي هذا من خلال مجموعة من النواحي، والالتزامات التي لا أول لها، ولا آخر، ويظل احدنا يدور في هذه الحلقة المفرغة إلى ما لا نهاية، وتكون المحصلة بعد ذلك مجموعة من الهموم، ومجموعة من المحددات النفسية التي في غنى عنها من الأساس.
    تقول العبارة المشهورة: «ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل»، ومن خلال هذه الفسحة تعانق النفس البشرية الصور المشرقة في حياتها، او العكس، نعم قد تكون هناك عوامل مختلفة تحد من هذا الاتساع، ولكن متى ما تحل احدنا بالصبر، وبالرؤية الخضراء، متى كان له القدرة على تجاوز كل المنغصات التي تمر به، او توقعه الظروف المختلفة فيها.
    استحضر هنا أيضا الحديث المروي عن الرسول - صلى الله عليه وسلم- فيما معناه: «إذا قامت القيامة وفي يد احدنا فسيلة فليغرسها»، وفي ذلك دلالة كبرى على مدى المساحة المتاحة لنا في تغذية الأمل في نفوسنا، ولنتمعن في مفردات الحديث فقيام القيامة معناه انتهاء الحياة برمتها، ومع ذلك يحثنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- على غرس الفسيلة، ونحن في تلك اللحظة الحرجة من حياتنا، فما بالنا بمنغصات الحياة الدنيا، والتي لا تساوي شيئا، متى استطعنا أن نستوعبها، ونهضمها، ونوظفها لصالحنا لكي تكون عامل بناء، لا عامل هدم لذواتنا.
    المسألة موقوفة أيضا على نوعية الثقافة التي يتحلى بها احدنا، ومدى قدرته على هضم مختلف الظروف التي تحيط به – كما أسلفت – فقد تجد إنسانا معدما لا يملك أحيانا حتى قوت يومه، ومع ذلك ترى نور السعادة يشع من جميع جوانب جسده، وحياته، ويضفي على من حوله معاني هذه السعادة، وفي المقابل تجد آخر لا ينقصه شيء لا مال، ولا جاه، ومع ذلك تجده محملا بكل هموم البشر، وكأن الحياة لا تستوعبه جسدا، وفكرا، قانط من كل ما حوله، ناقم على الجميع، لا يهنأ له بال، ولا يقر له استقرار، وعندما تقترب منه أكثر لا تجد عنده كل ما يستحق هذا الحمل النفسي المضني، إلا انه «لا يعجبه العجب» كما يقال.
    حياتنا ليست سيئة على هذه الدرجة، حتى نحملها فوق ما تحتمل، قد تقض مضاجعنا، أحيانا، بعض المواقف التي نتعرض لها، ونرى فيها النهاية لمسيرة حياتنا، ولكن أتصور أن هناك مخارج يمكن ان ننفذ من خلالها إلى مساحات أكثر اتساعا، ونور أكثر إشراقا، وأمل يضيء الكون كله، وقد مثل احدهم حجم المشكلة، أية مشكلة تكون، بحجر صغير كلما قربته من أمام عينيك كبر هذا الحجم، وغطى كل الرؤية التي يمكن أن تنفذ منها لمساحات أكثر اتساعا، وكلما أبعدتها عن عينيك تضاءلت، وصغرت.
    فلنقس كل ما نتعرض إليه بهذه الصورة
    ، ولندع الحياة بكل تجلياتها الرائعة تأخذ مساحتها الكبيرة، والشاسعة، وتبقى العبارة ماثلة: «ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل».



    منقول للكاتب أحمد الفلاحي

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 9:35 pm