أحكام العيد والأضحية
Admin- Admin
عدد الرسائل : 5871
العمر : 37
البلد : دمشق
شغلتك بلدنية : جرافيكية+مهندسة ديكور وعمارة داخلية
المزاج : good
تاريخ التسجيل : 29/08/2007
نقاط : 9217
السٌّمعَة : 29
- مساهمة رقم 1
أحكام العيد والأضحية
Admin- Admin
عدد الرسائل : 5871
العمر : 37
البلد : دمشق
شغلتك بلدنية : جرافيكية+مهندسة ديكور وعمارة داخلية
المزاج : good
تاريخ التسجيل : 29/08/2007
نقاط : 9217
السٌّمعَة : 29
- مساهمة رقم 2
مقاصد العيد
مقاصد العيد
اقتضت سنة الله في خلقه
ألاَّ تسير وقائع الحياة على وتيرة واحدة، وألاَّ تستمر في رتابة ثابتة،
بل جعل التغيير والتنويع من السنن التي فطر عليها الحياة والأحياء، فكان في
تشريع الأعياد ما يلبي حاجات الناس، ويتجاوب مع فطرهم، من حب للترويح
والتغيير، ونزوع إلى التجديد والتنويع، فشرع لهم عيد الفطر عقب ما فرض
عليهم من الصيام، وشرع لهم عيد الأضحى بعد ما أوجب عليهم من فريضة الحج .
والأعياد وإن كانت من الشعائر التي توجد لدى جميع الأمم والشعوب - فما
من أمة إلا ولها أعيادها ومناسباتها -، إلاَّ أن الأعياد في الإسلام تختلف
في مقاصدها ومعانيها، وقد قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة ولهم
يومان يلعبون فيهما، قال : ما هذان اليومان ؟ قالوا كنا نلعب فيهما في
الجاهلية ؟ فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( إن الله قد أبدلكم بهما خيرا
منهما يوم الأضحى ويوم الفطر )رواه أبو داود وغيره.
ومن المقاصد العظيمة التي شرعت لأجلها الأعياد في الإسلام، تعميق
التلاحم بين أفراد الأمة الواحدة، وتوثيق الرابطة الإيمانية، وترسيخ
الأخوة الدينية بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، مصداقاً لقول
المصطفى - صلى الله عليه وسلم - : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه
بعضاً ) البخاري , فالعيد في الإسلام لا يختص به بلد دون آخر، ولا أناس في
مكان ما دون غيرهم، بل يشترك فيه المسلمون جميعهم في شتى البقاع والأماكن
حيثما كانوا وحيثما وجدوا، طالما انتسبوا لهذا الدين، وكانوا في عداد
المؤمنين .
و لهذا شرع في يوم العيد الخروج إلى المصلى، وأن لا يترك أحد من أهل
البيت صغيراً أو كبيراً، ذكراً أو أنثى، حتى المرأة الحائض، ليلتقي
الجميع، مهللين مكبرين ذاكرين لله، تحقيقاً لهذه الغاية .
ومن مقاصد العيد، تغيير نمط الحياة المعتادة، وكسر رتابتها الثابتة،
ذلك أن من طبيعة النفس البشرية حبها وتطلعها إلى تغيير ما اعتادته من
أعمال، فكان العيد مناسبة للتغيير، وفرصة للترويح، لتستريح بعد التعب،
وتفرح بعد الجد والنصب، وتأخذ حظها من الاستجمام وما أباح الله، فتعود
أكثر عملاً ونشاطاً، ولهذا - والله أعلم - جاء النهي عن صيام يوم العيد،
وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( أيام التشريق أيام أكل وشرب
وذكر ) رواه مسلم وغيره .
ومن مقاصد العيد مباسطة الأهل ومداعبتهم، وخصوصاً بعد أن باعدت تكاليف
الحياة ومشاغلها بين الأب وأبنائه، وبين الزوج وزوجته، وبين الإنسان
وأرحامه، وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : دخل عليَّ النبي -
صلى الله عليه وسلم - وعندي جارتيان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش
وحوَّل وجهه، فدخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمار الشيطان عند رسول الله ؟
فأقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ( دعهما فإنه يوم عيد
)، فلما غفل غمزتهما فخرجتا، وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق - ( الترس
) - والحراب، فإما سألتُ رسول الله، وإما قال: ( تشتهين تنظرين ؟ فقلت :
نعم، فأقامني وراءه، ورأسي على منكبه وخدي على خده، حتى إذا مللت قال :
حسبك ؟ قلت: نعم )، وفي رواية : " فدعاني النبي - صلى الله عليه وسلم-
فوضعت رأسي على منكبه، فجعلت أنظر إلى لعبهم، حتى كنتُ أنا التي انصرف عن
النظر إليهم " متفق عليه .
فهذا الحديث يدل على أن العيد فيه من الانبساط ما ليس في غيره، وأن من
مقاصده الترويح عن النفوس، والتبسط مع الأهل والأصحاب، في حدود ما أباح
الله، قال الحافظ ابن حجر : " وفي هذا الحديث من الفوائد : مشروعية
التوسعة على العيال في أيام الأعياد بأنواع ما يحصل لهم بسط النفس، وترويح
البدن من كُلَفِ العبادة، وفيه أن إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين
".
ويجب التأكيد على أن هذا الانبساط واللهو المباح، لا يعني أبداً
الانفلات من القيود، والتحلل من الآداب، وإطلاق العنان للشهوات، لتسترسل
النفوس في الآثام واللذات، وتنساق مع دواعي الهوى والشيطان، دون رادع من
دين أو وازع من حياء بدعوى التبسط والترويح .
ومن مقاصد العيد الأساسية التذكير بحق الضعفاء والعاجزين، ومواساة أهل
الفاقة والمحتاجين، وإغناؤهم عن ذل السؤال في هذا اليوم، حتى تشمل الفرحةُ
كلَّ بيتٍ، وتعمَّ كل أسرة، ومن أجل ذلك شُرِعت الأضحية وصدقة الفطر .
والعيد فرصة لتتصافى النفوس، وتتآلف القلوب، وتتوطد الصلات والعلاقات،
وتدفن الضغائن والأحقاد، فتوصل الأرحام بعد القطيعة، ويجتمع الأحباب بعد
طول غياب، وتتصافح الأفئدة والقلوب قبل الأيدي .
وفي الختام فإن العيد في حقيقته شكر للمنعم على توفيقه للعبادة
وإعانته على تمامها، كما قال سبحانه : {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على
ما هداكم ولعلكم تشكرون } ( البقرة 185)، تقبل الله منا ومنكم، وأعاده
علينا بالخير والبركات .
من موقع الشبكة الاسلامية.
ألاَّ تسير وقائع الحياة على وتيرة واحدة، وألاَّ تستمر في رتابة ثابتة،
بل جعل التغيير والتنويع من السنن التي فطر عليها الحياة والأحياء، فكان في
تشريع الأعياد ما يلبي حاجات الناس، ويتجاوب مع فطرهم، من حب للترويح
والتغيير، ونزوع إلى التجديد والتنويع، فشرع لهم عيد الفطر عقب ما فرض
عليهم من الصيام، وشرع لهم عيد الأضحى بعد ما أوجب عليهم من فريضة الحج .
والأعياد وإن كانت من الشعائر التي توجد لدى جميع الأمم والشعوب - فما
من أمة إلا ولها أعيادها ومناسباتها -، إلاَّ أن الأعياد في الإسلام تختلف
في مقاصدها ومعانيها، وقد قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة ولهم
يومان يلعبون فيهما، قال : ما هذان اليومان ؟ قالوا كنا نلعب فيهما في
الجاهلية ؟ فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( إن الله قد أبدلكم بهما خيرا
منهما يوم الأضحى ويوم الفطر )رواه أبو داود وغيره.
ومن المقاصد العظيمة التي شرعت لأجلها الأعياد في الإسلام، تعميق
التلاحم بين أفراد الأمة الواحدة، وتوثيق الرابطة الإيمانية، وترسيخ
الأخوة الدينية بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، مصداقاً لقول
المصطفى - صلى الله عليه وسلم - : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه
بعضاً ) البخاري , فالعيد في الإسلام لا يختص به بلد دون آخر، ولا أناس في
مكان ما دون غيرهم، بل يشترك فيه المسلمون جميعهم في شتى البقاع والأماكن
حيثما كانوا وحيثما وجدوا، طالما انتسبوا لهذا الدين، وكانوا في عداد
المؤمنين .
و لهذا شرع في يوم العيد الخروج إلى المصلى، وأن لا يترك أحد من أهل
البيت صغيراً أو كبيراً، ذكراً أو أنثى، حتى المرأة الحائض، ليلتقي
الجميع، مهللين مكبرين ذاكرين لله، تحقيقاً لهذه الغاية .
ومن مقاصد العيد، تغيير نمط الحياة المعتادة، وكسر رتابتها الثابتة،
ذلك أن من طبيعة النفس البشرية حبها وتطلعها إلى تغيير ما اعتادته من
أعمال، فكان العيد مناسبة للتغيير، وفرصة للترويح، لتستريح بعد التعب،
وتفرح بعد الجد والنصب، وتأخذ حظها من الاستجمام وما أباح الله، فتعود
أكثر عملاً ونشاطاً، ولهذا - والله أعلم - جاء النهي عن صيام يوم العيد،
وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( أيام التشريق أيام أكل وشرب
وذكر ) رواه مسلم وغيره .
ومن مقاصد العيد مباسطة الأهل ومداعبتهم، وخصوصاً بعد أن باعدت تكاليف
الحياة ومشاغلها بين الأب وأبنائه، وبين الزوج وزوجته، وبين الإنسان
وأرحامه، وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : دخل عليَّ النبي -
صلى الله عليه وسلم - وعندي جارتيان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش
وحوَّل وجهه، فدخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمار الشيطان عند رسول الله ؟
فأقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ( دعهما فإنه يوم عيد
)، فلما غفل غمزتهما فخرجتا، وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق - ( الترس
) - والحراب، فإما سألتُ رسول الله، وإما قال: ( تشتهين تنظرين ؟ فقلت :
نعم، فأقامني وراءه، ورأسي على منكبه وخدي على خده، حتى إذا مللت قال :
حسبك ؟ قلت: نعم )، وفي رواية : " فدعاني النبي - صلى الله عليه وسلم-
فوضعت رأسي على منكبه، فجعلت أنظر إلى لعبهم، حتى كنتُ أنا التي انصرف عن
النظر إليهم " متفق عليه .
فهذا الحديث يدل على أن العيد فيه من الانبساط ما ليس في غيره، وأن من
مقاصده الترويح عن النفوس، والتبسط مع الأهل والأصحاب، في حدود ما أباح
الله، قال الحافظ ابن حجر : " وفي هذا الحديث من الفوائد : مشروعية
التوسعة على العيال في أيام الأعياد بأنواع ما يحصل لهم بسط النفس، وترويح
البدن من كُلَفِ العبادة، وفيه أن إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين
".
ويجب التأكيد على أن هذا الانبساط واللهو المباح، لا يعني أبداً
الانفلات من القيود، والتحلل من الآداب، وإطلاق العنان للشهوات، لتسترسل
النفوس في الآثام واللذات، وتنساق مع دواعي الهوى والشيطان، دون رادع من
دين أو وازع من حياء بدعوى التبسط والترويح .
ومن مقاصد العيد الأساسية التذكير بحق الضعفاء والعاجزين، ومواساة أهل
الفاقة والمحتاجين، وإغناؤهم عن ذل السؤال في هذا اليوم، حتى تشمل الفرحةُ
كلَّ بيتٍ، وتعمَّ كل أسرة، ومن أجل ذلك شُرِعت الأضحية وصدقة الفطر .
والعيد فرصة لتتصافى النفوس، وتتآلف القلوب، وتتوطد الصلات والعلاقات،
وتدفن الضغائن والأحقاد، فتوصل الأرحام بعد القطيعة، ويجتمع الأحباب بعد
طول غياب، وتتصافح الأفئدة والقلوب قبل الأيدي .
وفي الختام فإن العيد في حقيقته شكر للمنعم على توفيقه للعبادة
وإعانته على تمامها، كما قال سبحانه : {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على
ما هداكم ولعلكم تشكرون } ( البقرة 185)، تقبل الله منا ومنكم، وأعاده
علينا بالخير والبركات .
من موقع الشبكة الاسلامية.
Admin- Admin
عدد الرسائل : 5871
العمر : 37
البلد : دمشق
شغلتك بلدنية : جرافيكية+مهندسة ديكور وعمارة داخلية
المزاج : good
تاريخ التسجيل : 29/08/2007
نقاط : 9217
السٌّمعَة : 29
- مساهمة رقم 3
أحكام العيد والأضحية
أحكام العيد وآدابه
العيد في الإسلام مظهر من
مظاهر الفرح بفضل الله ورحمته، وفرصة عظيمة لصفاء النفوس، ووحدة الكلمة،
وتجديد الحياة، وهو لا يعني أبداً الانفلات من التكاليف، والتحلل من
الأخلاق والآداب، بل
لا بد فيه من الانضباط بالضوابط الشرعية والآداب المرعية .
وهناك جملة من الأحكام والسنن والآداب المتعلقة بالعيد، ينبغي للمسلم
أن يراعيها ويحرص عليها، وكلها تنطلق من المقاصد والغايات التي شرعت
لأجلها الأعياد في الإسلام، ولا تخرج عن دائرة التعبد لله رب العالمين، في
كل وقت وحين .
فمن هذه الأحكام حرمة صوم يوم العيد، لما ثبت عن عمر رضي الله عنه،
أنه صلَّى قبل الخطبة، ثم خطب الناس فقال : " يا أيها الناس، إن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قد نهاكم عن صيام هذين العيدين، أما أحدهما فيوم
فطركم من صيامكم، وأما الآخر فيوم تأكلون نُسُكَكَم " . رواه البخاري .
كما يستحب في العيد الإكثار من التكبير، فيكبر في عيد الفطر من غروب
شمس آخر يوم من رمضان، ويستمر حتى صلاة العيد لقول الله تعالى: {ولتكملوا
العدة ولتكبروا الله على ما هداكم } ( البقرة 185 )، ويتأكَّد التكبير عند
الخروج إلى المصلى، وانتظار الصلاة .
وأما في الأضحى فإن التكبير المطلق مشروع من أول أيام ذي الحجة لقوله
تعالى : {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات } ( الحج 28 )، والأيام
المعلومات هي عشر ذي الحجة، وثبت في الصحيح أن ابن عمر و أبا هريرة - رضي
الله عنهما- كانا يخرجان إلى السوق في أيام عشر ذي الحجة يُكبِّران،
ويُكبِّر الناس بتكبيرهما .
ولذا فإنه يسن إظهار التكبير في هذه الأيام، ورفع الصوت به في
المساجد والدور والطرق والأسواق وأماكن تجمع الناس، إظهاراً لهذه الشعيرة،
وإحياءً للسنة، واقتداء بسلف الأمة .
وأما التكبير المقيد بعد الصلوات المفروضة فيبدأ من فجر يوم عرفة
بالنسبة لغير الحاج، وأما الحاج فيبدأ من صلاة الظهر يوم العيد، لأنه
مشغول قبل ذلك بالتلبية .
ويستمر التكبير المطلق - في كل وقت- مع التكبير المقيد إلى عصر آخر
يوم من أيام التشريق، وهو رابع أيام العيد، لقوله تعالى : {واذكروا الله
في أيام معدودات } ( البقرة 203 )، ولقوله عليه الصلاة والسلام : ( أيام
التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله ) رواه مسلم .
وصفة التكبير أن يقول : الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله
أكبر الله أكبر ولله الحمد، وإن كبَّر ثلاثاً فهو حسن، والأمر في ذلك واسع
.
ومن الآداب المستحبة في يوم العيد الاغتسال والتجمل، والتطيب ولبس
أحسن الثياب، لأنه يوم يجتمع الناس فيه، وقد ثبت أن ابن عمر رضي الله عنه
كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى، وأقرَّ النبي - صلى الله
عليه وسلم - عمر بن الخطاب ، ولم ينكر عليه التجمل للعيد حين رأى عمرُ جبة
من إستبرق فقال : يا رسول الله، ابتع هذه، تجمل بها للعيد والوفود، فقال
له - صلى الله عليه وسلم -: ( إنما هذه لباس من لاخلاق له ) أخرجه البخاري
مما يدل على مشروعية أصل التجمل والتزين للعيد .
فالذي ينبغي على المسلم أن يكون في هذا اليوم على أحسن مظهر، وأتم
هيئة، وذلك إظهاراً لنعمة الله عليه، وشكراً له على ما تفضل به، فإن الله
عز وجل يحب أن يرى أثر نعمته على عبده.
والسنة في عيد الفطر أن يأكل قبل الصلاة، وأن يأكل تمرات وتراً،
ثلاثاً أو سبعاً أو تسعاً ....، وأما في الأضحى فلا يأكل حتى يذبح أضحيته
ليأكل منها، فعن بريدة رضي الله عنه قال : " كان النبي - صلى الله عليه
وسلم - لا يخرج يوم الفطر حتى يأكل، ولا يأكل يوم الأضحى حتى يرجع فيأكل
من أضحيته " رواه أحمد .
ويُستحب أن يخرج إلى المصلى ماشياً، لقول علي رضي الله عنه : " من
السنة أن تخرج إلى العيد ماشياً، وأن تأكل شيئاً قبل أن تخرج " رواه
الترمذي .
ويستحب كذلك أن يخالف الطريق ذهابا وإياباً، فيذهب من طريق ويعود من
غيره، لحديث جابر رضي الله عنه قال: " كان النبي - صلى الله عليه وسلم -
إذا كان يوم العيد خالف الطريق " كما في البخاري .
وقد تلمس أهل العلم لذلك بعض الحكم منها: إظهار شعائر الإسلام
بالذهاب والإياب، ومنها السلام على أهل الطريقين، ومنها شهادة البقاع،
ومنها التفاؤل بتغير الحال إلى المغفرة، ومنها قضاء حاجة من له حاجة في
الطريقين.
والتهنئة بالعيد من العادات الحسنة التي تعارف عليها الناس، مع ما
فيها من تأليف القلوب، وجلب للمودة والألفة، وعليه فلا حرج في التهنئة بأي
لفظ من الألفاظ المباحة كأن يقال : " عيد مبارك "، أو " أعاده الله عليك
"، أو " كل عام وأنتم بخير " أو نحو ذلك من العبارات، وقد كان أصحاب رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: "
تقبل الله منا ومنك ".
وإظهار السرور والفرح في الأعياد من شعائر الدين، فلا بأس من اللعب
واللهو المباح، وفعل كل ما يُدخل البهجة في النفوس، مع مراعاة الحدود
الشرعية، من غير إفراط ولا تفريط، فقد قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال : ( ما هذان اليومان ) ؟ قالوا
كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : (
إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر ) رواه أبو داود
.
وليحذر المسلم مما يُرتَكَب في أيام الأعياد من تبذير وإسراف، وتبديد
للأموال والأوقات، وجرأة على محارم الله، ونحو ذلك من الأمور التي تنافي
التعبد لله الواحد الأحد في الأعياد وغيرها، وتعود بالضرر والخسران على
أصحابها في الدنيا والآخرة، نسأل الله أن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن
يعيد علينا هذه الأيام باليُمن والخير والبركة .
من موقع الشبكة الاسلامية.
مظاهر الفرح بفضل الله ورحمته، وفرصة عظيمة لصفاء النفوس، ووحدة الكلمة،
وتجديد الحياة، وهو لا يعني أبداً الانفلات من التكاليف، والتحلل من
الأخلاق والآداب، بل
لا بد فيه من الانضباط بالضوابط الشرعية والآداب المرعية .
وهناك جملة من الأحكام والسنن والآداب المتعلقة بالعيد، ينبغي للمسلم
أن يراعيها ويحرص عليها، وكلها تنطلق من المقاصد والغايات التي شرعت
لأجلها الأعياد في الإسلام، ولا تخرج عن دائرة التعبد لله رب العالمين، في
كل وقت وحين .
فمن هذه الأحكام حرمة صوم يوم العيد، لما ثبت عن عمر رضي الله عنه،
أنه صلَّى قبل الخطبة، ثم خطب الناس فقال : " يا أيها الناس، إن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قد نهاكم عن صيام هذين العيدين، أما أحدهما فيوم
فطركم من صيامكم، وأما الآخر فيوم تأكلون نُسُكَكَم " . رواه البخاري .
كما يستحب في العيد الإكثار من التكبير، فيكبر في عيد الفطر من غروب
شمس آخر يوم من رمضان، ويستمر حتى صلاة العيد لقول الله تعالى: {ولتكملوا
العدة ولتكبروا الله على ما هداكم } ( البقرة 185 )، ويتأكَّد التكبير عند
الخروج إلى المصلى، وانتظار الصلاة .
وأما في الأضحى فإن التكبير المطلق مشروع من أول أيام ذي الحجة لقوله
تعالى : {ويذكروا اسم الله في أيام معلومات } ( الحج 28 )، والأيام
المعلومات هي عشر ذي الحجة، وثبت في الصحيح أن ابن عمر و أبا هريرة - رضي
الله عنهما- كانا يخرجان إلى السوق في أيام عشر ذي الحجة يُكبِّران،
ويُكبِّر الناس بتكبيرهما .
ولذا فإنه يسن إظهار التكبير في هذه الأيام، ورفع الصوت به في
المساجد والدور والطرق والأسواق وأماكن تجمع الناس، إظهاراً لهذه الشعيرة،
وإحياءً للسنة، واقتداء بسلف الأمة .
وأما التكبير المقيد بعد الصلوات المفروضة فيبدأ من فجر يوم عرفة
بالنسبة لغير الحاج، وأما الحاج فيبدأ من صلاة الظهر يوم العيد، لأنه
مشغول قبل ذلك بالتلبية .
ويستمر التكبير المطلق - في كل وقت- مع التكبير المقيد إلى عصر آخر
يوم من أيام التشريق، وهو رابع أيام العيد، لقوله تعالى : {واذكروا الله
في أيام معدودات } ( البقرة 203 )، ولقوله عليه الصلاة والسلام : ( أيام
التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله ) رواه مسلم .
وصفة التكبير أن يقول : الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله
أكبر الله أكبر ولله الحمد، وإن كبَّر ثلاثاً فهو حسن، والأمر في ذلك واسع
.
ومن الآداب المستحبة في يوم العيد الاغتسال والتجمل، والتطيب ولبس
أحسن الثياب، لأنه يوم يجتمع الناس فيه، وقد ثبت أن ابن عمر رضي الله عنه
كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى، وأقرَّ النبي - صلى الله
عليه وسلم - عمر بن الخطاب ، ولم ينكر عليه التجمل للعيد حين رأى عمرُ جبة
من إستبرق فقال : يا رسول الله، ابتع هذه، تجمل بها للعيد والوفود، فقال
له - صلى الله عليه وسلم -: ( إنما هذه لباس من لاخلاق له ) أخرجه البخاري
مما يدل على مشروعية أصل التجمل والتزين للعيد .
فالذي ينبغي على المسلم أن يكون في هذا اليوم على أحسن مظهر، وأتم
هيئة، وذلك إظهاراً لنعمة الله عليه، وشكراً له على ما تفضل به، فإن الله
عز وجل يحب أن يرى أثر نعمته على عبده.
والسنة في عيد الفطر أن يأكل قبل الصلاة، وأن يأكل تمرات وتراً،
ثلاثاً أو سبعاً أو تسعاً ....، وأما في الأضحى فلا يأكل حتى يذبح أضحيته
ليأكل منها، فعن بريدة رضي الله عنه قال : " كان النبي - صلى الله عليه
وسلم - لا يخرج يوم الفطر حتى يأكل، ولا يأكل يوم الأضحى حتى يرجع فيأكل
من أضحيته " رواه أحمد .
ويُستحب أن يخرج إلى المصلى ماشياً، لقول علي رضي الله عنه : " من
السنة أن تخرج إلى العيد ماشياً، وأن تأكل شيئاً قبل أن تخرج " رواه
الترمذي .
ويستحب كذلك أن يخالف الطريق ذهابا وإياباً، فيذهب من طريق ويعود من
غيره، لحديث جابر رضي الله عنه قال: " كان النبي - صلى الله عليه وسلم -
إذا كان يوم العيد خالف الطريق " كما في البخاري .
وقد تلمس أهل العلم لذلك بعض الحكم منها: إظهار شعائر الإسلام
بالذهاب والإياب، ومنها السلام على أهل الطريقين، ومنها شهادة البقاع،
ومنها التفاؤل بتغير الحال إلى المغفرة، ومنها قضاء حاجة من له حاجة في
الطريقين.
والتهنئة بالعيد من العادات الحسنة التي تعارف عليها الناس، مع ما
فيها من تأليف القلوب، وجلب للمودة والألفة، وعليه فلا حرج في التهنئة بأي
لفظ من الألفاظ المباحة كأن يقال : " عيد مبارك "، أو " أعاده الله عليك
"، أو " كل عام وأنتم بخير " أو نحو ذلك من العبارات، وقد كان أصحاب رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: "
تقبل الله منا ومنك ".
وإظهار السرور والفرح في الأعياد من شعائر الدين، فلا بأس من اللعب
واللهو المباح، وفعل كل ما يُدخل البهجة في النفوس، مع مراعاة الحدود
الشرعية، من غير إفراط ولا تفريط، فقد قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال : ( ما هذان اليومان ) ؟ قالوا
كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : (
إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر ) رواه أبو داود
.
وليحذر المسلم مما يُرتَكَب في أيام الأعياد من تبذير وإسراف، وتبديد
للأموال والأوقات، وجرأة على محارم الله، ونحو ذلك من الأمور التي تنافي
التعبد لله الواحد الأحد في الأعياد وغيرها، وتعود بالضرر والخسران على
أصحابها في الدنيا والآخرة، نسأل الله أن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن
يعيد علينا هذه الأيام باليُمن والخير والبركة .
من موقع الشبكة الاسلامية.
Admin- Admin
عدد الرسائل : 5871
العمر : 37
البلد : دمشق
شغلتك بلدنية : جرافيكية+مهندسة ديكور وعمارة داخلية
المزاج : good
تاريخ التسجيل : 29/08/2007
نقاط : 9217
السٌّمعَة : 29
- مساهمة رقم 4
رد: أحكام العيد والأضحية
صلاة العيدين
صلاة العيد من شعائر
الإسلام الظاهرة، وقد ارتبطت بعبادتين عظيمتين وهما عبادة الصيام والحج،
حيث يجتمع المسلمون فيها مكبرين مهللين، فرحين بفضل ربهم عليهم، بعد أن
تقربوا إليه بأنواع الطاعات
والقربات، لينالوا جائزة مولاهم في هذا اليوم العظيم .
ولصلاة العيد أحكام وسنن يمكن إجمالها فيما يلي :
حكم صلاة العيد
اختلف أهل العلم في حكم صلاة العيد، فذهب بعضهم إلى أنها سنة مؤكدة،
وذهب البعض إلى أنها فرض على الكفاية إذا قام بها من يكفي سقطت عن
الباقين، وإن لم يقم بها أحد أثم الجميع بتركها، وذهب آخرون إلى وجوبها،
وهذا هو الذي نصره جماعة من أهل العلم منهم شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره،
وذلك لأمر الله بها في قوله تعالى : { فصل لربك وانحر } ( الكوثر 2)،
فجمهور المفسرين على أن المراد بها صلاة العيد، ولأن النبي - صلى الله
عليه وسلم - واظب على فعلها ولم يتركها، بل أمر بخروج النساء لها حتى
الحُيَّض وذوات الخدور كما في حديث أم عطية رضي الله عنها قالت : أمرنا
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نُخْرِج في الفطر والأضحى العواتق
والحُيَّض وذوات الخدور، فأما الحُيَّض فيعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير
ودعوة المسلمين .... " رواه مسلم .
أضف إلى ذلك أنها من أعظم شعائر الإسلام، والناس يجتمعون لها أعظم من اجتماع الجمعة، وقد شرع فيها التكبير .
فلذلك ينبغي على المسلم أن يحرص عليها، وألا يتخلف عنها، كما ينبغي حث
الأولاد والنساء وأهل البيت على حضورها إظهاراً لشعائر الإسلام، وشكراً
لله على التوفيق للطاعة .
وقت أدائها
يبتدئ وقت صلاة العيد من طلوع الشمس وارتفاعها قدر رمح ويقدر بـ 15
دقيقة تقريباً، ويمتد وقتها إلى زوال الشمس، فوقتها هو وقت صلاة الضحى .
ويسنُّ تأخير الصلاة في عيد الفطر ليتمكن الناس من إخراج زكاتهم، كما
يسن تعجيلها في الأضحى في أول الوقت ليتمكنوا من ذبح أضاحيهم قبل ارتفاع
النهار .
مكان الصلاة
السنة في صلاة العيد أن تؤدى في المُصَلَّى فقد ثبت عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – كان يخرج يوم
الفطر والأضحى إلى المُصَلَّى ..... " رواه البخاري .
وليس لصلاة العيد أذان ولا إقامة لقول ابن عباس وجابر رضي الله عنهما
- كما في الصحيح - : " لم يكن يُؤَذَّنُ يوم الفطر ولا يوم الأضحى "، ولا
يُشرع النداء للعيدين بـ" الصلاة جامعة " ونحو ذلك لعدم ثبوته .
وليس لها سنة قبلية ولا بعدية لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي
- صلى الله عليه وسلم - خرج يوم الفطر فصلى ركعتين،لم يصل قبلها ولا بعدها
" رواه البخاري ، فالسنة أن يقتصر المسلم على صلاة العيد، إلا إذا
أُدِّيَت في المسجد لعذر من الأعذار، فإنه يصلي حينئذ ركعتين تحية المسجد
.
صفة أدائها
وصلاة العيد ركعتان يُكَبِّر في الأولى ست تكبيرات غير تكبيرة
الإحرام، ويكبر في الركعة الثانية خمس تكبيرات غير تكبيرة الانتقال والرفع
من السجود، لما ثبت عند الترمذي وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - (
كبَّر في العيدين في الأولى سبعاً قبل القراءة، وفي الثانية خمساً قبل
القراءة )، وهذا التكبير سنة لا تبطل الصلاة بتركه، والمأموم يكبر تبعاً
لإمامه .
ويُستحب رفع اليدين مع كل تكبيرة لما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم -
( أنه كان يرفع يديه مع التكبير ) رواه أحمد وهو عامٌّ يشمل كل تكبير في
الصلاة فيدخل فيه تكبيرات صلاة العيدين .
وله أن يحمد الله بين كل تكبيرتين، ويُثني عليه، ويصلي على النبي -
صلى الله عليه وسلم -، ويدعو بما تيسر له من الدعاء، فقد ثبت ذلك عن ابن
مسعود وغيره، وليس فيه شيء مرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-، وإن
سكت فلا حرج .
ويسن للإمام أن يقرأ بعد التكبير والفاتحة بسورة " الأعلى" وفي
الثانية بسورة " الغاشية"، أو يقرأ في الأولى بسورة "ق"، وفي الثانية
بسورة " القمر" ويجهر فيها بالقراءة، وكل ذلك ثابت في صحيح مسلم ، ولو قرأ
بغير ذلك فلا حرج .
ثم يكمل الركعتين كغيرهما من الصلوات لا تختلف عنها في شيء .
خطبة العيد
فإذا فرغ الإمام من الصلاة خطب في الناس خطبتين، يفتتحها بالحمد
والثناء على الله، ويكثر التكبير أثناءها، وإن كان العيد عيد أضحى رغب
الناس في الأضحية وحثهم عليها وبين لهم أحكامها .
ولا يلزم حضور خطبة العيد لحديث عبد الله بن السائب رضي الله عنه قال:
شهدت العيد مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما قضى الصلاة قال: ( إنا
نخطب، فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يذهب فليذهب )، رواه
أبوداود .
ولا شك أن الحضور أولى لما فيه من استماع الذكر، ومجالس الخير، وحضور الملائكة، ولما فيه من تعليمٍ للجاهل وتذكيرٍ للغافل.
من موقع الشبكة الاسلامية.[/right]
صلاة العيد من شعائر
الإسلام الظاهرة، وقد ارتبطت بعبادتين عظيمتين وهما عبادة الصيام والحج،
حيث يجتمع المسلمون فيها مكبرين مهللين، فرحين بفضل ربهم عليهم، بعد أن
تقربوا إليه بأنواع الطاعات
والقربات، لينالوا جائزة مولاهم في هذا اليوم العظيم .
ولصلاة العيد أحكام وسنن يمكن إجمالها فيما يلي :
حكم صلاة العيد
اختلف أهل العلم في حكم صلاة العيد، فذهب بعضهم إلى أنها سنة مؤكدة،
وذهب البعض إلى أنها فرض على الكفاية إذا قام بها من يكفي سقطت عن
الباقين، وإن لم يقم بها أحد أثم الجميع بتركها، وذهب آخرون إلى وجوبها،
وهذا هو الذي نصره جماعة من أهل العلم منهم شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره،
وذلك لأمر الله بها في قوله تعالى : { فصل لربك وانحر } ( الكوثر 2)،
فجمهور المفسرين على أن المراد بها صلاة العيد، ولأن النبي - صلى الله
عليه وسلم - واظب على فعلها ولم يتركها، بل أمر بخروج النساء لها حتى
الحُيَّض وذوات الخدور كما في حديث أم عطية رضي الله عنها قالت : أمرنا
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نُخْرِج في الفطر والأضحى العواتق
والحُيَّض وذوات الخدور، فأما الحُيَّض فيعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير
ودعوة المسلمين .... " رواه مسلم .
أضف إلى ذلك أنها من أعظم شعائر الإسلام، والناس يجتمعون لها أعظم من اجتماع الجمعة، وقد شرع فيها التكبير .
فلذلك ينبغي على المسلم أن يحرص عليها، وألا يتخلف عنها، كما ينبغي حث
الأولاد والنساء وأهل البيت على حضورها إظهاراً لشعائر الإسلام، وشكراً
لله على التوفيق للطاعة .
وقت أدائها
يبتدئ وقت صلاة العيد من طلوع الشمس وارتفاعها قدر رمح ويقدر بـ 15
دقيقة تقريباً، ويمتد وقتها إلى زوال الشمس، فوقتها هو وقت صلاة الضحى .
ويسنُّ تأخير الصلاة في عيد الفطر ليتمكن الناس من إخراج زكاتهم، كما
يسن تعجيلها في الأضحى في أول الوقت ليتمكنوا من ذبح أضاحيهم قبل ارتفاع
النهار .
مكان الصلاة
السنة في صلاة العيد أن تؤدى في المُصَلَّى فقد ثبت عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – كان يخرج يوم
الفطر والأضحى إلى المُصَلَّى ..... " رواه البخاري .
وليس لصلاة العيد أذان ولا إقامة لقول ابن عباس وجابر رضي الله عنهما
- كما في الصحيح - : " لم يكن يُؤَذَّنُ يوم الفطر ولا يوم الأضحى "، ولا
يُشرع النداء للعيدين بـ" الصلاة جامعة " ونحو ذلك لعدم ثبوته .
وليس لها سنة قبلية ولا بعدية لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي
- صلى الله عليه وسلم - خرج يوم الفطر فصلى ركعتين،لم يصل قبلها ولا بعدها
" رواه البخاري ، فالسنة أن يقتصر المسلم على صلاة العيد، إلا إذا
أُدِّيَت في المسجد لعذر من الأعذار، فإنه يصلي حينئذ ركعتين تحية المسجد
.
صفة أدائها
وصلاة العيد ركعتان يُكَبِّر في الأولى ست تكبيرات غير تكبيرة
الإحرام، ويكبر في الركعة الثانية خمس تكبيرات غير تكبيرة الانتقال والرفع
من السجود، لما ثبت عند الترمذي وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - (
كبَّر في العيدين في الأولى سبعاً قبل القراءة، وفي الثانية خمساً قبل
القراءة )، وهذا التكبير سنة لا تبطل الصلاة بتركه، والمأموم يكبر تبعاً
لإمامه .
ويُستحب رفع اليدين مع كل تكبيرة لما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم -
( أنه كان يرفع يديه مع التكبير ) رواه أحمد وهو عامٌّ يشمل كل تكبير في
الصلاة فيدخل فيه تكبيرات صلاة العيدين .
وله أن يحمد الله بين كل تكبيرتين، ويُثني عليه، ويصلي على النبي -
صلى الله عليه وسلم -، ويدعو بما تيسر له من الدعاء، فقد ثبت ذلك عن ابن
مسعود وغيره، وليس فيه شيء مرفوع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-، وإن
سكت فلا حرج .
ويسن للإمام أن يقرأ بعد التكبير والفاتحة بسورة " الأعلى" وفي
الثانية بسورة " الغاشية"، أو يقرأ في الأولى بسورة "ق"، وفي الثانية
بسورة " القمر" ويجهر فيها بالقراءة، وكل ذلك ثابت في صحيح مسلم ، ولو قرأ
بغير ذلك فلا حرج .
ثم يكمل الركعتين كغيرهما من الصلوات لا تختلف عنها في شيء .
خطبة العيد
فإذا فرغ الإمام من الصلاة خطب في الناس خطبتين، يفتتحها بالحمد
والثناء على الله، ويكثر التكبير أثناءها، وإن كان العيد عيد أضحى رغب
الناس في الأضحية وحثهم عليها وبين لهم أحكامها .
ولا يلزم حضور خطبة العيد لحديث عبد الله بن السائب رضي الله عنه قال:
شهدت العيد مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما قضى الصلاة قال: ( إنا
نخطب، فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يذهب فليذهب )، رواه
أبوداود .
ولا شك أن الحضور أولى لما فيه من استماع الذكر، ومجالس الخير، وحضور الملائكة، ولما فيه من تعليمٍ للجاهل وتذكيرٍ للغافل.
من موقع الشبكة الاسلامية.[/right]
Admin- Admin
عدد الرسائل : 5871
العمر : 37
البلد : دمشق
شغلتك بلدنية : جرافيكية+مهندسة ديكور وعمارة داخلية
المزاج : good
تاريخ التسجيل : 29/08/2007
نقاط : 9217
السٌّمعَة : 29
- مساهمة رقم 5
ولكن يناله التقوى منكم
ولكن يناله التقوى منكم
الأضحية شعيرة من شعائر
الدين ، سنَّها خاتم المرسلين ، تقرباً إلى الله رب العالمين ، وامتناناً
لما أسبغ به على عباده المؤمنين ، واقتداء بخليل الله إبراهيم ، قال
سبحانه : {ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة
الأنعام }( الحج 34 ) وقال جل وعلا :{والبدن جعلناها لكم من شعائر الله
لكم فيها خير }( الحج 36 ) .
ومشروعية الأضحية ثابتة بالكتاب الكريم ، والسنة الشريفة ، وإجماع أهل
العلم ، وهي من أعظم القربات التي يتقرب بها العباد إلى ربهم ، شرعها
سبحانه لحكم جليلة ومقاصد عديدة ، وفعلها رسوله - صلى الله عليه وسلم -
امتثالاً لأمر ربه ، وتشريعاً للأمة من بعده ، قال سبحانه : {فصل لربك
وانحر } ( الكوثر2) ، وقد ضحى - صلى الله عليه وسلم - بكبشين أملحين
أقرنين .
وفي هذه العجالة نحاول أن نتلمَّس أهم المقاصد التي شُرعت لأجلها
الأضحية ، إيماناً منَّا بأن لله في كل حكم من أحكامه حكمة وغاية ،
عَلِمَها من عَلِمَها ، وجَهِلَها من جَهِلَها .
فمن المقاصد التي شُرعت لها الأضحية أن الله جعل لأهل الأمصار ما
يشاركون به أهل الموسم ، فأهل الموسم لهم الحج والهدي ، وأهل الأمصار لهم
الأضحية ، فجعل لهم نصيباً مما لأهل المناسك ، ولذلك نهاهم عن الأخذ من
الشعر والظفر في أيام العشر من أجل أن يشاركوا المحرمين بالتعبد لله تعالى
بترك الأخذ من هذه الأشياء ، والتقرب إليه بذبح الأضاحي .
ومن أهم مقاصد الأضحية كذلك توحيد الله سبحانه وتعالى ، وإخلاص
العبادة له وحده ، وذلك بذكره وتكبيره عند الذبح ، قال تعالى عن الأضاحي :
{كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم } ( الحج 37) ، وقال : {
فاذكروا اسم الله عليها صواف } (الحج 36) ، ولذلك كان من هدي النبي -صلى
الله عليه وسلم- عند ذبح الأضحية التسمية والتكبير ، امتثالاً لأمر الله
تعالى ، فإن الذبح عبادة من أعظم العبادات التي أمر الله بإخلاصها له
سبحانه ، وذكر اسمه عليها دون ما سواه ، قال تعالى آمراً نبيه بذلك : {قل
إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين } ( الأنعام 162) ، والنسك
هو الذبح ، ولذلك كان الذبح لغير الله تعالى مخرجاً صاحبه من دائرة
الإسلام إلى دائرة الكفر ، لأنها عبادة لا تصرف إلا لله وحده لا شريك له ،
فمن صرفها لغيره فقد أشرك ، وحرَّم الله على عباده ما ذبح لغيره فقال :
{حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به } ( المائدة
3) ، و لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذبح لغير الله .
ومن مقاصد الأضحية أيضاً ، شكر الله على نِعَمِه ، وإحسانه إلى خلقه ،
قال تعالى : {كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون } ( الحج 36) ، وفي تضحية
العبد بشيء مما أفاء الله به عليه ، شكرٌ لصاحب النعمة ومُسديها ، وحقيقة
الشكر إنما هي الطاعة بامتثال الأمر كما قال جل وعلا : { اعملوا آل داود
شكرا وقليل من عبادي الشكور } ( سـبأ 13) .
ومن المقاصد العظيمة بيان أن العبرة في الحقيقة إنما هي بالقلوب
والأعمال ، لا بالصور والأشكال ، ولذلك قال تعالى :{لن ينال الله لحومها
ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم } ( الحج 37 ) ، وفي الصحيح يقول عليه
الصلاة والسلام : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى
قلوبكم وأعمالكم ) ، فالمقصود من الأضاحي إنما هو تحقيق تقوى القلوب ،
وتعظيم علام الغيوب ، وربنا جل وعلا هو الغني عن العالمين ، لا ينتفع بشيء
من هذه الأضاحي ولا يناله شيء منها ، ولا يريد من عباده إلا أن يتقوه
ويوحدوه ويعبدوه حق عبادته ، لتصلح دنياهم ويكرمهم في أخراهم ، وهو غني
عنهم وعن ذبائحهم وأضاحيهم .
وقد كان أهل الجاهلية إذا ذبحوا ذبائحهم وضعوا على آلهتهم من لحومها ،
ونضحوا عليها من دمائها ، مع مخالفتهم لأمر الله وإشراكهم به ، فأبطل
سبحانه فعلهم ، وبين أن المقصود من هذه الضحايا ، إنما هو طاعته سبحانه
بامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه .
ومن مقاصد الأضحية، التذكير بقصة الذبيح إسماعيل عليه السلام، وما في
قصته مع أبيه من العبر والعظات، والدلائل والمعجزات، مما يزيد المؤمن ثقة
وثباتاً، خصوصاً في وقت الشدائد والمحن والابتلاءات .
ومن مقاصد مشروعية الأضحية - إضافة لما تقدم - التوسعة على الناس في
يوم العيد ، ففي ذبح المسلم للأضحية توسعة على نفسه وأهل بيته ، وفي
الإهداء منها توسعة أيضاً على الأصدقاء والأقارب والجيران ، وفي التصدق
بالبعض الآخر توسعة على الفقراء والمحاويج ، وإغناء لهم عن السؤال في هذا
اليوم .
فعلى المسلم أن يَلْحَظَ هذه المقاصد التي شُرعت الأضحية لأجلها ،
وليحرص على أن يستنَّ بهذه السنة التي سنَّها رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- ، وليعلم أن الخيرَ كلَّه في هدي خاتم النبيين ، وإمام المرسلين
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
من موقع الشبكة الاسلامية.
الدين ، سنَّها خاتم المرسلين ، تقرباً إلى الله رب العالمين ، وامتناناً
لما أسبغ به على عباده المؤمنين ، واقتداء بخليل الله إبراهيم ، قال
سبحانه : {ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة
الأنعام }( الحج 34 ) وقال جل وعلا :{والبدن جعلناها لكم من شعائر الله
لكم فيها خير }( الحج 36 ) .
ومشروعية الأضحية ثابتة بالكتاب الكريم ، والسنة الشريفة ، وإجماع أهل
العلم ، وهي من أعظم القربات التي يتقرب بها العباد إلى ربهم ، شرعها
سبحانه لحكم جليلة ومقاصد عديدة ، وفعلها رسوله - صلى الله عليه وسلم -
امتثالاً لأمر ربه ، وتشريعاً للأمة من بعده ، قال سبحانه : {فصل لربك
وانحر } ( الكوثر2) ، وقد ضحى - صلى الله عليه وسلم - بكبشين أملحين
أقرنين .
وفي هذه العجالة نحاول أن نتلمَّس أهم المقاصد التي شُرعت لأجلها
الأضحية ، إيماناً منَّا بأن لله في كل حكم من أحكامه حكمة وغاية ،
عَلِمَها من عَلِمَها ، وجَهِلَها من جَهِلَها .
فمن المقاصد التي شُرعت لها الأضحية أن الله جعل لأهل الأمصار ما
يشاركون به أهل الموسم ، فأهل الموسم لهم الحج والهدي ، وأهل الأمصار لهم
الأضحية ، فجعل لهم نصيباً مما لأهل المناسك ، ولذلك نهاهم عن الأخذ من
الشعر والظفر في أيام العشر من أجل أن يشاركوا المحرمين بالتعبد لله تعالى
بترك الأخذ من هذه الأشياء ، والتقرب إليه بذبح الأضاحي .
ومن أهم مقاصد الأضحية كذلك توحيد الله سبحانه وتعالى ، وإخلاص
العبادة له وحده ، وذلك بذكره وتكبيره عند الذبح ، قال تعالى عن الأضاحي :
{كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم } ( الحج 37) ، وقال : {
فاذكروا اسم الله عليها صواف } (الحج 36) ، ولذلك كان من هدي النبي -صلى
الله عليه وسلم- عند ذبح الأضحية التسمية والتكبير ، امتثالاً لأمر الله
تعالى ، فإن الذبح عبادة من أعظم العبادات التي أمر الله بإخلاصها له
سبحانه ، وذكر اسمه عليها دون ما سواه ، قال تعالى آمراً نبيه بذلك : {قل
إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين } ( الأنعام 162) ، والنسك
هو الذبح ، ولذلك كان الذبح لغير الله تعالى مخرجاً صاحبه من دائرة
الإسلام إلى دائرة الكفر ، لأنها عبادة لا تصرف إلا لله وحده لا شريك له ،
فمن صرفها لغيره فقد أشرك ، وحرَّم الله على عباده ما ذبح لغيره فقال :
{حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به } ( المائدة
3) ، و لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذبح لغير الله .
ومن مقاصد الأضحية أيضاً ، شكر الله على نِعَمِه ، وإحسانه إلى خلقه ،
قال تعالى : {كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون } ( الحج 36) ، وفي تضحية
العبد بشيء مما أفاء الله به عليه ، شكرٌ لصاحب النعمة ومُسديها ، وحقيقة
الشكر إنما هي الطاعة بامتثال الأمر كما قال جل وعلا : { اعملوا آل داود
شكرا وقليل من عبادي الشكور } ( سـبأ 13) .
ومن المقاصد العظيمة بيان أن العبرة في الحقيقة إنما هي بالقلوب
والأعمال ، لا بالصور والأشكال ، ولذلك قال تعالى :{لن ينال الله لحومها
ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم } ( الحج 37 ) ، وفي الصحيح يقول عليه
الصلاة والسلام : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى
قلوبكم وأعمالكم ) ، فالمقصود من الأضاحي إنما هو تحقيق تقوى القلوب ،
وتعظيم علام الغيوب ، وربنا جل وعلا هو الغني عن العالمين ، لا ينتفع بشيء
من هذه الأضاحي ولا يناله شيء منها ، ولا يريد من عباده إلا أن يتقوه
ويوحدوه ويعبدوه حق عبادته ، لتصلح دنياهم ويكرمهم في أخراهم ، وهو غني
عنهم وعن ذبائحهم وأضاحيهم .
وقد كان أهل الجاهلية إذا ذبحوا ذبائحهم وضعوا على آلهتهم من لحومها ،
ونضحوا عليها من دمائها ، مع مخالفتهم لأمر الله وإشراكهم به ، فأبطل
سبحانه فعلهم ، وبين أن المقصود من هذه الضحايا ، إنما هو طاعته سبحانه
بامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه .
ومن مقاصد الأضحية، التذكير بقصة الذبيح إسماعيل عليه السلام، وما في
قصته مع أبيه من العبر والعظات، والدلائل والمعجزات، مما يزيد المؤمن ثقة
وثباتاً، خصوصاً في وقت الشدائد والمحن والابتلاءات .
ومن مقاصد مشروعية الأضحية - إضافة لما تقدم - التوسعة على الناس في
يوم العيد ، ففي ذبح المسلم للأضحية توسعة على نفسه وأهل بيته ، وفي
الإهداء منها توسعة أيضاً على الأصدقاء والأقارب والجيران ، وفي التصدق
بالبعض الآخر توسعة على الفقراء والمحاويج ، وإغناء لهم عن السؤال في هذا
اليوم .
فعلى المسلم أن يَلْحَظَ هذه المقاصد التي شُرعت الأضحية لأجلها ،
وليحرص على أن يستنَّ بهذه السنة التي سنَّها رسول الله - صلى الله عليه
وسلم- ، وليعلم أن الخيرَ كلَّه في هدي خاتم النبيين ، وإمام المرسلين
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
من موقع الشبكة الاسلامية.
Admin- Admin
عدد الرسائل : 5871
العمر : 37
البلد : دمشق
شغلتك بلدنية : جرافيكية+مهندسة ديكور وعمارة داخلية
المزاج : good
تاريخ التسجيل : 29/08/2007
نقاط : 9217
السٌّمعَة : 29
- مساهمة رقم 6
أحكام الأضحية
أحكام الأضحية
الأضحية من شعائر الإسلام العظيمة، ومن أعظم القربات والطاعات ، وهي شعار على إخلاص العبادة لله وحده ، وامتثال أوامره ونواهيه ، ومن هنا جاءت مشروعية الأضحية في الإسلام ،
وقد تكلم أهل العلم في أحكامها التي يمكن إجمالها فيما يلي :
مشروعيتها
الأضحية هي ما يذبح من بهيمة الأنعام في أيام النحر تقرباً إلى الله تعالى ، وهي عبادة مشروعة بالكتاب والسنة والإجماع .
فأما الكتاب فقوله تعالى: {فصل لربك وانحر } ( الكوثر 2) ، وأما السنة فقوله عليه الصلاة والسلام : ( من ذبح بعد الصلاة تم نسكه ، وأصاب سنة المسلمين ) رواه البخاري ، وثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - " ضحَّى بكبشين أملحين أقرنين ، ذبحهما بيده ، وسمَّى وكبَّر ، ووضع رجله على صفاحهما " ( متفق عليه ) . وأجمع المسلمون على مشروعية الأضحية ، وكونها من شعائر الدين .
وقد وردت أحاديث عديدة في فضلها وعظم أجرها ، وهذه الأحاديث وإن كانت لا تصل إلى درجة الصحة ، إلا أن الأضحية تبقى من شعائر الله التي أمر بتعظيمها ، كما أن فيها تأسياً بسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الذي واظب على فعلها ولم يتركها .
حكمها
الذي عليه جمهور أهل العلم أن الأضحية سُنَّة مؤكدة في حق القادرين ، لقوله عليه الصلاة والسلام في حديث أم سلمة : ( إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئا ) رواه مسلم ، فقد فوَّض- صلى الله عليه وسلم - الأضحية إلى إرادة المكلف ، ولو كانت الأضحية واجبة لم يكل ذلك إلى الإرادة .
ثم إنه ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - ضحى عمن لم يضح من أمته كما في سنن الترمذي وغيره ، فأسقط بذلك الوجوب عنهم .
وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها مستدلين بحديث ( على أهل كل بيت أضحية ) ، وحديث ( من وجد سعة ولم يضحِّ فلا يقربن مصلانا ) رواهما أحمد في مسنده .
ولذلك فإن الاحتياط للمسلم أن لا يترك الأضحية مع القدرة عليها ، لما فيها من تعظيم الله وذكره ، ولما في ذلك من براءة الذمة .
شروط الأضحية
وللأضحية شروط لا بد من توفرها حتى تكون مجزئة مقبولة :
الشرط الأول : أن تكون من بهيمة الأنعام وهي الإبل ، والبقر ، والغنم ، ضأنها ومعزها لقول الله تعالى: {ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام } ( الحج 34) ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تذبحوا إلا مسنة ، إلا أن تعسُر عليكم ، فتذبحوا جذعة من الضأن ) رواه مسلم ، والمسنة هي : الثنية من الإبل والبقر والغنم ، ولم ينقل عنه عليه الصلاة والسلام أنه ضحى بغير هذه الأجناس ، ولا أمر أصحابه بأن يضحوا بغيرها ، فوجب اتباعه فيها .
الشرط الثاني : أن تبلغ السن المعتبر شرعاً ، بأن تكون ثنياً إذا كانت من الإبل أو البقر أو المعز ، وجذعاً إذا كانت من الضأن ، لقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المتقدم : ( لا تذبحوا إلا مسنة ، إلا أن تعسُر عليكم ، فتذبحوا جذعة من الضأن ) رواه مسلم .
والثني من الإبل ما تم له خمس سنين ، والثني من البقر ما تم له سنتان ، و الثني من الغنم ما تم له سنة ، والجذع من الضأن ما تم له نصف سنة ، وأفضل الأضحية الإبل ، ثم البقر ، ثم الضأن ، وتُجزئ الإبل والبقر عن سبعة أفراد ، ولا يُجزئ الضأن إلا عن واحد فحسب ، والانفراد بذبيحة أفضل من الاشتراك مع غيره فيها .
الشرط الثالث : أن تكون خالية من العيوب التي تمنع من الإجزاء ، وهي الواردة في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه مرفوعاً : ( أربع لا تجوز في الأضاحي ) - وفي رواية ( لا تجزئ )- ( العوراء البين عورها ، والمريضة البين مرضها ، والعرجاء البين ضلعها ، والكسيرة التي لا تُنقي )، وجاء في رواية ذكر ( العجفاء ) بدل ( الكسيرة ) رواه أصحاب السنن بسند صحيح .
وهناك عيوب مكروهة ولكنها لا تمنع من الإجزاء يفَضَّل أن تخلو الأضحية منها ، كأن تكون مقطوعة القرن ، أو الأذن ، أو الذنب ونحو ذلك .
والأفضل في الأضحية ما توافرت فيها صفات التمام والكمال كالسمن ، وكثرة اللحم ، وجمال المنظر ، وغلاء الثمن لقوله تعالى: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب }( الحج 32 ) قال ابن عباس رضي الله عنه : " تعظيمها: استسمانها، واستعظامها ، واستحسانها " .
الشرط الرابع : أن يكون الذبح في الوقت المعتد به شرعاً ، ويبتدئ من بعد صلاة العيد إن كان المضحي في موضع تُقام فيه الصلاة ، وأما من لا يستطيع الصلاة لسفر ونحوه ، فوقتها قدر ما يكفي للصلاة، فمن ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله ، كما في حديث البراء رضي الله عنه قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ، ثم نرجع فننحر ، فمن فعل هذا فقد أصاب سنتنا ، ومن نحر قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله ، ليس من النسك في شيء ... ) رواه البخاري ، وفي رواية ( من ذبح قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تمَّ نُسُكَه وأصاب سنة المسلمين ).
ويمتد وقت الذبح على الصحيح حتى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق ، وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة ، فتكون مدة الذبح أربعة أيام ، لقوله - صلى الله عليه وسلم - ( كل أيام التشريق ذبح )رواه أحمد وحسنه الألباني .
ذبح الأضحية
الأولى للمضحي أن يذبح أضحيته بنفسه إن كان يحسن الذبح ، لأن الذبح قربة وعبادة ، وله أن ينيب عنه غيره ، فقد نحر - صلى الله عليه وسلم- بيده ثلاثاً وستين بَدَنة ، واستناب علياً في نحر ما تبقى .
وينبغي أن يراعي آداب الذبح كالإحسان إلى الذبيحة وإراحتها ، وأن يستقبل القبلة ، وإن كانت الأضحية من الإبل فإنها تنحر قائمة معقولة يدها اليسرى ، وهو معنى قوله تعالى : { فاذكروا اسم الله عليها صواف } ، وإن كانت من غير الإبل فإنها تذبح مضجعة على جنبها الأيسر .
ويستحب وضع الرجل على صفحة عنقها ، ويقول : بسم الله الله أكبر ، ويسأل الله القبول .
وتجزئ الأضحية الواحدة عن الرجل وأهل بيته وإن كثروا ، لحديث أبي أيوب رضي الله عنه قال : " كان الرجل في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم- يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته فيأكلون ويطعمون " رواه الترمذي .
ويستحب للمضحي أن يأكل من أضحيته ، ويهدي ، ويتصدق ، والأمر في ذلك واسع من حيث المقدار ، لكن المختار عند أهل العلم أن يأكل ثلثاً، ويهدي ثلثاً، ويتصدق بثلث.
ويحرم بيع شيء من الأضحية من لحم أو جلد أو صوف أو غيره لأنها مال أخرجه العبد لله تعالى ، فلا يجوز الرجوع فيه كالصدقة .
ولا يعطى الجزار شيئاً منها في مقابل أجرته ، لحديث عليٍّ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره ألاَّ يعطي في جزارتها شيئاً كما عند البخاري ، ولأن ذلك بمعنى البيع ، وأما إن أعطاه شيئاً على سبيل الصدقة أو الهدية بعد أن يعطيه أجرته فلا حرج في ذلك .
والسنة لمن أراد أن يضحي - إذا دخلت عشر ذي الحجة - أن لا يأخذ من شعره ولا من بشرته ، ولا من أظفاره شيئاً ، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين : ( إذا رأيتم هلال ذي الحجة ، وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره ) ، وفي رواية : ( فلا يمس من شعره وبشره شيئاً ) ، وفي رواية : ( حتى يضحي ).
وعلى المضحي أن يستحضر نية التقرب إلى الله بفعله ، فيخرجها طيبةً بها نفسُه ، وأن يتتبع في هديته وصدقته أقرب الناس إليه ، وأحوجهم إلى الصدقة .
من موقع الشبكة الاسلامية.
الأضحية من شعائر الإسلام
العظيمة، ومن أعظم القربات والطاعات ، وهي شعار على إخلاص العبادة لله
وحده ، وامتثال أوامره ونواهيه ، ومن هنا جاءت مشروعية الأضحية في الإسلام
،
وقد تكلم أهل العلم في أحكامها التي يمكن إجمالها فيما يلي :
مشروعيتها
الأضحية هي ما يذبح من بهيمة الأنعام في أيام النحر تقرباً إلى الله تعالى ، وهي عبادة مشروعة بالكتاب والسنة والإجماع .
فأما الكتاب فقوله تعالى: {فصل لربك وانحر } ( الكوثر 2) ، وأما السنة
فقوله عليه الصلاة والسلام : ( من ذبح بعد الصلاة تم نسكه ، وأصاب سنة
المسلمين ) رواه البخاري ، وثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - " ضحَّى
بكبشين أملحين أقرنين ، ذبحهما بيده ، وسمَّى وكبَّر ، ووضع رجله على
صفاحهما " ( متفق عليه ) . وأجمع المسلمون على مشروعية الأضحية ، وكونها
من شعائر الدين .
وقد وردت أحاديث عديدة في فضلها وعظم أجرها ، وهذه الأحاديث وإن كانت
لا تصل إلى درجة الصحة ، إلا أن الأضحية تبقى من شعائر الله التي أمر
بتعظيمها ، كما أن فيها تأسياً بسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الذي
واظب على فعلها ولم يتركها .
حكمها
الذي عليه جمهور أهل العلم أن الأضحية سُنَّة مؤكدة في حق القادرين ،
لقوله عليه الصلاة والسلام في حديث أم سلمة : ( إذا دخلت العشر وأراد
أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئا ) رواه مسلم ، فقد فوَّض- صلى
الله عليه وسلم - الأضحية إلى إرادة المكلف ، ولو كانت الأضحية واجبة لم
يكل ذلك إلى الإرادة .
ثم إنه ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - ضحى عمن لم يضح من أمته كما في سنن الترمذي وغيره ، فأسقط بذلك الوجوب عنهم .
وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها مستدلين بحديث ( على أهل كل بيت أضحية
) ، وحديث ( من وجد سعة ولم يضحِّ فلا يقربن مصلانا ) رواهما أحمد في
مسنده .
ولذلك فإن الاحتياط للمسلم أن لا يترك الأضحية مع القدرة عليها ، لما فيها من تعظيم الله وذكره ، ولما في ذلك من براءة الذمة .
شروط الأضحية
وللأضحية شروط لا بد من توفرها حتى تكون مجزئة مقبولة :
الشرط الأول : أن تكون من بهيمة الأنعام وهي الإبل ، والبقر ، والغنم
، ضأنها ومعزها لقول الله تعالى: {ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله
على ما رزقهم من بهيمة الأنعام } ( الحج 34) ، ولقوله صلى الله عليه وسلم
: ( لا تذبحوا إلا مسنة ، إلا أن تعسُر عليكم ، فتذبحوا جذعة من الضأن )
رواه مسلم ، والمسنة هي : الثنية من الإبل والبقر والغنم ، ولم ينقل عنه
عليه الصلاة والسلام أنه ضحى بغير هذه الأجناس ، ولا أمر أصحابه بأن يضحوا
بغيرها ، فوجب اتباعه فيها .
الشرط الثاني : أن تبلغ السن المعتبر شرعاً ، بأن تكون ثنياً إذا كانت
من الإبل أو البقر أو المعز ، وجذعاً إذا كانت من الضأن ، لقوله - صلى
الله عليه وسلم - في الحديث المتقدم : ( لا تذبحوا إلا مسنة ، إلا أن
تعسُر عليكم ، فتذبحوا جذعة من الضأن ) رواه مسلم .
والثني من الإبل ما تم له خمس سنين ، والثني من البقر ما تم له سنتان
، و الثني من الغنم ما تم له سنة ، والجذع من الضأن ما تم له نصف سنة ،
وأفضل الأضحية الإبل ، ثم البقر ، ثم الضأن ، وتُجزئ الإبل والبقر عن سبعة
أفراد ، ولا يُجزئ الضأن إلا عن واحد فحسب ، والانفراد بذبيحة أفضل من
الاشتراك مع غيره فيها .
الشرط الثالث : أن تكون خالية من العيوب التي تمنع من الإجزاء ، وهي
الواردة في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه مرفوعاً : ( أربع لا تجوز في
الأضاحي ) - وفي رواية ( لا تجزئ )- ( العوراء البين عورها ، والمريضة
البين مرضها ، والعرجاء البين ضلعها ، والكسيرة التي لا تُنقي )، وجاء في
رواية ذكر ( العجفاء ) بدل ( الكسيرة ) رواه أصحاب السنن بسند صحيح .
وهناك عيوب مكروهة ولكنها لا تمنع من الإجزاء يفَضَّل أن تخلو الأضحية
منها ، كأن تكون مقطوعة القرن ، أو الأذن ، أو الذنب ونحو ذلك .
والأفضل في الأضحية ما توافرت فيها صفات التمام والكمال كالسمن ،
وكثرة اللحم ، وجمال المنظر ، وغلاء الثمن لقوله تعالى: {ذلك ومن يعظم
شعائر الله فإنها من تقوى القلوب }( الحج 32 ) قال ابن عباس رضي الله عنه
: " تعظيمها: استسمانها، واستعظامها ، واستحسانها " .
الشرط الرابع : أن يكون الذبح في الوقت المعتد به شرعاً ، ويبتدئ من
بعد صلاة العيد إن كان المضحي في موضع تُقام فيه الصلاة ، وأما من لا
يستطيع الصلاة لسفر ونحوه ، فوقتها قدر ما يكفي للصلاة، فمن ذبح قبل
الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله ، كما في حديث البراء رضي الله عنه قال :
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن
نصلي ، ثم نرجع فننحر ، فمن فعل هذا فقد أصاب سنتنا ، ومن نحر قبل الصلاة
فإنما هو لحم قدمه لأهله ، ليس من النسك في شيء ... ) رواه البخاري ، وفي
رواية ( من ذبح قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تمَّ
نُسُكَه وأصاب سنة المسلمين ).
ويمتد وقت الذبح على الصحيح حتى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق ،
وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة ، فتكون مدة الذبح أربعة أيام ، لقوله -
صلى الله عليه وسلم - ( كل أيام التشريق ذبح )رواه أحمد وحسنه الألباني .
ذبح الأضحية
الأولى للمضحي أن يذبح أضحيته بنفسه إن كان يحسن الذبح ، لأن الذبح
قربة وعبادة ، وله أن ينيب عنه غيره ، فقد نحر - صلى الله عليه وسلم- بيده
ثلاثاً وستين بَدَنة ، واستناب علياً في نحر ما تبقى .
وينبغي أن يراعي آداب الذبح كالإحسان إلى الذبيحة وإراحتها ، وأن
يستقبل القبلة ، وإن كانت الأضحية من الإبل فإنها تنحر قائمة معقولة يدها
اليسرى ، وهو معنى قوله تعالى : { فاذكروا اسم الله عليها صواف } ، وإن
كانت من غير الإبل فإنها تذبح مضجعة على جنبها الأيسر .
ويستحب وضع الرجل على صفحة عنقها ، ويقول : بسم الله الله أكبر ، ويسأل الله القبول .
وتجزئ الأضحية الواحدة عن الرجل وأهل بيته وإن كثروا ، لحديث أبي أيوب
رضي الله عنه قال : " كان الرجل في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم- يضحي
بالشاة عنه وعن أهل بيته فيأكلون ويطعمون " رواه الترمذي .
ويستحب للمضحي أن يأكل من أضحيته ، ويهدي ، ويتصدق ، والأمر في ذلك
واسع من حيث المقدار ، لكن المختار عند أهل العلم أن يأكل ثلثاً، ويهدي
ثلثاً، ويتصدق بثلث.
ويحرم بيع شيء من الأضحية من لحم أو جلد أو صوف أو غيره لأنها مال أخرجه العبد لله تعالى ، فلا يجوز الرجوع فيه كالصدقة .
ولا يعطى الجزار شيئاً منها في مقابل أجرته ، لحديث عليٍّ أن النبي -
صلى الله عليه وسلم - أمره ألاَّ يعطي في جزارتها شيئاً كما عند البخاري ،
ولأن ذلك بمعنى البيع ، وأما إن أعطاه شيئاً على سبيل الصدقة أو الهدية
بعد أن يعطيه أجرته فلا حرج في ذلك .
والسنة لمن أراد أن يضحي - إذا دخلت عشر ذي الحجة - أن لا يأخذ من
شعره ولا من بشرته ، ولا من أظفاره شيئاً ، لقول النبي - صلى الله عليه
وسلم - كما في الصحيحين : ( إذا رأيتم هلال ذي الحجة ، وأراد أحدكم أن
يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره ) ، وفي رواية : ( فلا يمس من شعره وبشره
شيئاً ) ، وفي رواية : ( حتى يضحي ).
وعلى المضحي أن يستحضر نية التقرب إلى الله بفعله ، فيخرجها طيبةً بها
نفسُه ، وأن يتتبع في هديته وصدقته أقرب الناس إليه ، وأحوجهم إلى الصدقة
.
من موقع الشبكة الاسلامية.
أحكام الأضحيةالعظيمة، ومن أعظم القربات والطاعات ، وهي شعار على إخلاص العبادة لله
وحده ، وامتثال أوامره ونواهيه ، ومن هنا جاءت مشروعية الأضحية في الإسلام
،
وقد تكلم أهل العلم في أحكامها التي يمكن إجمالها فيما يلي :
مشروعيتها
الأضحية هي ما يذبح من بهيمة الأنعام في أيام النحر تقرباً إلى الله تعالى ، وهي عبادة مشروعة بالكتاب والسنة والإجماع .
فأما الكتاب فقوله تعالى: {فصل لربك وانحر } ( الكوثر 2) ، وأما السنة
فقوله عليه الصلاة والسلام : ( من ذبح بعد الصلاة تم نسكه ، وأصاب سنة
المسلمين ) رواه البخاري ، وثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - " ضحَّى
بكبشين أملحين أقرنين ، ذبحهما بيده ، وسمَّى وكبَّر ، ووضع رجله على
صفاحهما " ( متفق عليه ) . وأجمع المسلمون على مشروعية الأضحية ، وكونها
من شعائر الدين .
وقد وردت أحاديث عديدة في فضلها وعظم أجرها ، وهذه الأحاديث وإن كانت
لا تصل إلى درجة الصحة ، إلا أن الأضحية تبقى من شعائر الله التي أمر
بتعظيمها ، كما أن فيها تأسياً بسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الذي
واظب على فعلها ولم يتركها .
حكمها
الذي عليه جمهور أهل العلم أن الأضحية سُنَّة مؤكدة في حق القادرين ،
لقوله عليه الصلاة والسلام في حديث أم سلمة : ( إذا دخلت العشر وأراد
أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئا ) رواه مسلم ، فقد فوَّض- صلى
الله عليه وسلم - الأضحية إلى إرادة المكلف ، ولو كانت الأضحية واجبة لم
يكل ذلك إلى الإرادة .
ثم إنه ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - ضحى عمن لم يضح من أمته كما في سنن الترمذي وغيره ، فأسقط بذلك الوجوب عنهم .
وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها مستدلين بحديث ( على أهل كل بيت أضحية
) ، وحديث ( من وجد سعة ولم يضحِّ فلا يقربن مصلانا ) رواهما أحمد في
مسنده .
ولذلك فإن الاحتياط للمسلم أن لا يترك الأضحية مع القدرة عليها ، لما فيها من تعظيم الله وذكره ، ولما في ذلك من براءة الذمة .
شروط الأضحية
وللأضحية شروط لا بد من توفرها حتى تكون مجزئة مقبولة :
الشرط الأول : أن تكون من بهيمة الأنعام وهي الإبل ، والبقر ، والغنم
، ضأنها ومعزها لقول الله تعالى: {ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله
على ما رزقهم من بهيمة الأنعام } ( الحج 34) ، ولقوله صلى الله عليه وسلم
: ( لا تذبحوا إلا مسنة ، إلا أن تعسُر عليكم ، فتذبحوا جذعة من الضأن )
رواه مسلم ، والمسنة هي : الثنية من الإبل والبقر والغنم ، ولم ينقل عنه
عليه الصلاة والسلام أنه ضحى بغير هذه الأجناس ، ولا أمر أصحابه بأن يضحوا
بغيرها ، فوجب اتباعه فيها .
الشرط الثاني : أن تبلغ السن المعتبر شرعاً ، بأن تكون ثنياً إذا كانت
من الإبل أو البقر أو المعز ، وجذعاً إذا كانت من الضأن ، لقوله - صلى
الله عليه وسلم - في الحديث المتقدم : ( لا تذبحوا إلا مسنة ، إلا أن
تعسُر عليكم ، فتذبحوا جذعة من الضأن ) رواه مسلم .
والثني من الإبل ما تم له خمس سنين ، والثني من البقر ما تم له سنتان
، و الثني من الغنم ما تم له سنة ، والجذع من الضأن ما تم له نصف سنة ،
وأفضل الأضحية الإبل ، ثم البقر ، ثم الضأن ، وتُجزئ الإبل والبقر عن سبعة
أفراد ، ولا يُجزئ الضأن إلا عن واحد فحسب ، والانفراد بذبيحة أفضل من
الاشتراك مع غيره فيها .
الشرط الثالث : أن تكون خالية من العيوب التي تمنع من الإجزاء ، وهي
الواردة في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه مرفوعاً : ( أربع لا تجوز في
الأضاحي ) - وفي رواية ( لا تجزئ )- ( العوراء البين عورها ، والمريضة
البين مرضها ، والعرجاء البين ضلعها ، والكسيرة التي لا تُنقي )، وجاء في
رواية ذكر ( العجفاء ) بدل ( الكسيرة ) رواه أصحاب السنن بسند صحيح .
وهناك عيوب مكروهة ولكنها لا تمنع من الإجزاء يفَضَّل أن تخلو الأضحية
منها ، كأن تكون مقطوعة القرن ، أو الأذن ، أو الذنب ونحو ذلك .
والأفضل في الأضحية ما توافرت فيها صفات التمام والكمال كالسمن ،
وكثرة اللحم ، وجمال المنظر ، وغلاء الثمن لقوله تعالى: {ذلك ومن يعظم
شعائر الله فإنها من تقوى القلوب }( الحج 32 ) قال ابن عباس رضي الله عنه
: " تعظيمها: استسمانها، واستعظامها ، واستحسانها " .
الشرط الرابع : أن يكون الذبح في الوقت المعتد به شرعاً ، ويبتدئ من
بعد صلاة العيد إن كان المضحي في موضع تُقام فيه الصلاة ، وأما من لا
يستطيع الصلاة لسفر ونحوه ، فوقتها قدر ما يكفي للصلاة، فمن ذبح قبل
الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله ، كما في حديث البراء رضي الله عنه قال :
قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن
نصلي ، ثم نرجع فننحر ، فمن فعل هذا فقد أصاب سنتنا ، ومن نحر قبل الصلاة
فإنما هو لحم قدمه لأهله ، ليس من النسك في شيء ... ) رواه البخاري ، وفي
رواية ( من ذبح قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تمَّ
نُسُكَه وأصاب سنة المسلمين ).
ويمتد وقت الذبح على الصحيح حتى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق ،
وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة ، فتكون مدة الذبح أربعة أيام ، لقوله -
صلى الله عليه وسلم - ( كل أيام التشريق ذبح )رواه أحمد وحسنه الألباني .
ذبح الأضحية
الأولى للمضحي أن يذبح أضحيته بنفسه إن كان يحسن الذبح ، لأن الذبح
قربة وعبادة ، وله أن ينيب عنه غيره ، فقد نحر - صلى الله عليه وسلم- بيده
ثلاثاً وستين بَدَنة ، واستناب علياً في نحر ما تبقى .
وينبغي أن يراعي آداب الذبح كالإحسان إلى الذبيحة وإراحتها ، وأن
يستقبل القبلة ، وإن كانت الأضحية من الإبل فإنها تنحر قائمة معقولة يدها
اليسرى ، وهو معنى قوله تعالى : { فاذكروا اسم الله عليها صواف } ، وإن
كانت من غير الإبل فإنها تذبح مضجعة على جنبها الأيسر .
ويستحب وضع الرجل على صفحة عنقها ، ويقول : بسم الله الله أكبر ، ويسأل الله القبول .
وتجزئ الأضحية الواحدة عن الرجل وأهل بيته وإن كثروا ، لحديث أبي أيوب
رضي الله عنه قال : " كان الرجل في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم- يضحي
بالشاة عنه وعن أهل بيته فيأكلون ويطعمون " رواه الترمذي .
ويستحب للمضحي أن يأكل من أضحيته ، ويهدي ، ويتصدق ، والأمر في ذلك
واسع من حيث المقدار ، لكن المختار عند أهل العلم أن يأكل ثلثاً، ويهدي
ثلثاً، ويتصدق بثلث.
ويحرم بيع شيء من الأضحية من لحم أو جلد أو صوف أو غيره لأنها مال أخرجه العبد لله تعالى ، فلا يجوز الرجوع فيه كالصدقة .
ولا يعطى الجزار شيئاً منها في مقابل أجرته ، لحديث عليٍّ أن النبي -
صلى الله عليه وسلم - أمره ألاَّ يعطي في جزارتها شيئاً كما عند البخاري ،
ولأن ذلك بمعنى البيع ، وأما إن أعطاه شيئاً على سبيل الصدقة أو الهدية
بعد أن يعطيه أجرته فلا حرج في ذلك .
والسنة لمن أراد أن يضحي - إذا دخلت عشر ذي الحجة - أن لا يأخذ من
شعره ولا من بشرته ، ولا من أظفاره شيئاً ، لقول النبي - صلى الله عليه
وسلم - كما في الصحيحين : ( إذا رأيتم هلال ذي الحجة ، وأراد أحدكم أن
يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره ) ، وفي رواية : ( فلا يمس من شعره وبشره
شيئاً ) ، وفي رواية : ( حتى يضحي ).
وعلى المضحي أن يستحضر نية التقرب إلى الله بفعله ، فيخرجها طيبةً بها
نفسُه ، وأن يتتبع في هديته وصدقته أقرب الناس إليه ، وأحوجهم إلى الصدقة
.
من موقع الشبكة الاسلامية.
الأضحية من شعائر الإسلام العظيمة، ومن أعظم القربات والطاعات ، وهي شعار على إخلاص العبادة لله وحده ، وامتثال أوامره ونواهيه ، ومن هنا جاءت مشروعية الأضحية في الإسلام ،
وقد تكلم أهل العلم في أحكامها التي يمكن إجمالها فيما يلي :
مشروعيتها
الأضحية هي ما يذبح من بهيمة الأنعام في أيام النحر تقرباً إلى الله تعالى ، وهي عبادة مشروعة بالكتاب والسنة والإجماع .
فأما الكتاب فقوله تعالى: {فصل لربك وانحر } ( الكوثر 2) ، وأما السنة فقوله عليه الصلاة والسلام : ( من ذبح بعد الصلاة تم نسكه ، وأصاب سنة المسلمين ) رواه البخاري ، وثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - " ضحَّى بكبشين أملحين أقرنين ، ذبحهما بيده ، وسمَّى وكبَّر ، ووضع رجله على صفاحهما " ( متفق عليه ) . وأجمع المسلمون على مشروعية الأضحية ، وكونها من شعائر الدين .
وقد وردت أحاديث عديدة في فضلها وعظم أجرها ، وهذه الأحاديث وإن كانت لا تصل إلى درجة الصحة ، إلا أن الأضحية تبقى من شعائر الله التي أمر بتعظيمها ، كما أن فيها تأسياً بسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الذي واظب على فعلها ولم يتركها .
حكمها
الذي عليه جمهور أهل العلم أن الأضحية سُنَّة مؤكدة في حق القادرين ، لقوله عليه الصلاة والسلام في حديث أم سلمة : ( إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئا ) رواه مسلم ، فقد فوَّض- صلى الله عليه وسلم - الأضحية إلى إرادة المكلف ، ولو كانت الأضحية واجبة لم يكل ذلك إلى الإرادة .
ثم إنه ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - ضحى عمن لم يضح من أمته كما في سنن الترمذي وغيره ، فأسقط بذلك الوجوب عنهم .
وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها مستدلين بحديث ( على أهل كل بيت أضحية ) ، وحديث ( من وجد سعة ولم يضحِّ فلا يقربن مصلانا ) رواهما أحمد في مسنده .
ولذلك فإن الاحتياط للمسلم أن لا يترك الأضحية مع القدرة عليها ، لما فيها من تعظيم الله وذكره ، ولما في ذلك من براءة الذمة .
شروط الأضحية
وللأضحية شروط لا بد من توفرها حتى تكون مجزئة مقبولة :
الشرط الأول : أن تكون من بهيمة الأنعام وهي الإبل ، والبقر ، والغنم ، ضأنها ومعزها لقول الله تعالى: {ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام } ( الحج 34) ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تذبحوا إلا مسنة ، إلا أن تعسُر عليكم ، فتذبحوا جذعة من الضأن ) رواه مسلم ، والمسنة هي : الثنية من الإبل والبقر والغنم ، ولم ينقل عنه عليه الصلاة والسلام أنه ضحى بغير هذه الأجناس ، ولا أمر أصحابه بأن يضحوا بغيرها ، فوجب اتباعه فيها .
الشرط الثاني : أن تبلغ السن المعتبر شرعاً ، بأن تكون ثنياً إذا كانت من الإبل أو البقر أو المعز ، وجذعاً إذا كانت من الضأن ، لقوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المتقدم : ( لا تذبحوا إلا مسنة ، إلا أن تعسُر عليكم ، فتذبحوا جذعة من الضأن ) رواه مسلم .
والثني من الإبل ما تم له خمس سنين ، والثني من البقر ما تم له سنتان ، و الثني من الغنم ما تم له سنة ، والجذع من الضأن ما تم له نصف سنة ، وأفضل الأضحية الإبل ، ثم البقر ، ثم الضأن ، وتُجزئ الإبل والبقر عن سبعة أفراد ، ولا يُجزئ الضأن إلا عن واحد فحسب ، والانفراد بذبيحة أفضل من الاشتراك مع غيره فيها .
الشرط الثالث : أن تكون خالية من العيوب التي تمنع من الإجزاء ، وهي الواردة في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه مرفوعاً : ( أربع لا تجوز في الأضاحي ) - وفي رواية ( لا تجزئ )- ( العوراء البين عورها ، والمريضة البين مرضها ، والعرجاء البين ضلعها ، والكسيرة التي لا تُنقي )، وجاء في رواية ذكر ( العجفاء ) بدل ( الكسيرة ) رواه أصحاب السنن بسند صحيح .
وهناك عيوب مكروهة ولكنها لا تمنع من الإجزاء يفَضَّل أن تخلو الأضحية منها ، كأن تكون مقطوعة القرن ، أو الأذن ، أو الذنب ونحو ذلك .
والأفضل في الأضحية ما توافرت فيها صفات التمام والكمال كالسمن ، وكثرة اللحم ، وجمال المنظر ، وغلاء الثمن لقوله تعالى: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب }( الحج 32 ) قال ابن عباس رضي الله عنه : " تعظيمها: استسمانها، واستعظامها ، واستحسانها " .
الشرط الرابع : أن يكون الذبح في الوقت المعتد به شرعاً ، ويبتدئ من بعد صلاة العيد إن كان المضحي في موضع تُقام فيه الصلاة ، وأما من لا يستطيع الصلاة لسفر ونحوه ، فوقتها قدر ما يكفي للصلاة، فمن ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله ، كما في حديث البراء رضي الله عنه قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ، ثم نرجع فننحر ، فمن فعل هذا فقد أصاب سنتنا ، ومن نحر قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله ، ليس من النسك في شيء ... ) رواه البخاري ، وفي رواية ( من ذبح قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تمَّ نُسُكَه وأصاب سنة المسلمين ).
ويمتد وقت الذبح على الصحيح حتى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق ، وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة ، فتكون مدة الذبح أربعة أيام ، لقوله - صلى الله عليه وسلم - ( كل أيام التشريق ذبح )رواه أحمد وحسنه الألباني .
ذبح الأضحية
الأولى للمضحي أن يذبح أضحيته بنفسه إن كان يحسن الذبح ، لأن الذبح قربة وعبادة ، وله أن ينيب عنه غيره ، فقد نحر - صلى الله عليه وسلم- بيده ثلاثاً وستين بَدَنة ، واستناب علياً في نحر ما تبقى .
وينبغي أن يراعي آداب الذبح كالإحسان إلى الذبيحة وإراحتها ، وأن يستقبل القبلة ، وإن كانت الأضحية من الإبل فإنها تنحر قائمة معقولة يدها اليسرى ، وهو معنى قوله تعالى : { فاذكروا اسم الله عليها صواف } ، وإن كانت من غير الإبل فإنها تذبح مضجعة على جنبها الأيسر .
ويستحب وضع الرجل على صفحة عنقها ، ويقول : بسم الله الله أكبر ، ويسأل الله القبول .
وتجزئ الأضحية الواحدة عن الرجل وأهل بيته وإن كثروا ، لحديث أبي أيوب رضي الله عنه قال : " كان الرجل في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم- يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته فيأكلون ويطعمون " رواه الترمذي .
ويستحب للمضحي أن يأكل من أضحيته ، ويهدي ، ويتصدق ، والأمر في ذلك واسع من حيث المقدار ، لكن المختار عند أهل العلم أن يأكل ثلثاً، ويهدي ثلثاً، ويتصدق بثلث.
ويحرم بيع شيء من الأضحية من لحم أو جلد أو صوف أو غيره لأنها مال أخرجه العبد لله تعالى ، فلا يجوز الرجوع فيه كالصدقة .
ولا يعطى الجزار شيئاً منها في مقابل أجرته ، لحديث عليٍّ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره ألاَّ يعطي في جزارتها شيئاً كما عند البخاري ، ولأن ذلك بمعنى البيع ، وأما إن أعطاه شيئاً على سبيل الصدقة أو الهدية بعد أن يعطيه أجرته فلا حرج في ذلك .
والسنة لمن أراد أن يضحي - إذا دخلت عشر ذي الحجة - أن لا يأخذ من شعره ولا من بشرته ، ولا من أظفاره شيئاً ، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين : ( إذا رأيتم هلال ذي الحجة ، وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره ) ، وفي رواية : ( فلا يمس من شعره وبشره شيئاً ) ، وفي رواية : ( حتى يضحي ).
وعلى المضحي أن يستحضر نية التقرب إلى الله بفعله ، فيخرجها طيبةً بها نفسُه ، وأن يتتبع في هديته وصدقته أقرب الناس إليه ، وأحوجهم إلى الصدقة .
من موقع الشبكة الاسلامية.
Admin- Admin
عدد الرسائل : 5871
العمر : 37
البلد : دمشق
شغلتك بلدنية : جرافيكية+مهندسة ديكور وعمارة داخلية
المزاج : good
تاريخ التسجيل : 29/08/2007
نقاط : 9217
السٌّمعَة : 29
- مساهمة رقم 7
وفديناه بذبح عظيم
وفديناه بذبح عظيم
الأنبياء والرسل هم صفوة
الخلق ، اصطفاهم ربنا جل وعلا وجعلهم في موضع الأسوة والقدوة ، ومن
الأنبياء الذين تكرر ذكرهم في القرآن نبي الله إبراهيم عليه السلام ، فهو
أبو الأنبياء ، وإمام الحنفاء ، وخليل الرحمن ، وقد ذكر الله لنا أحواله
ومواقفه في كتابه ، من دعوته إلى التوحيد والحنيفية ، ومواجهة قومه ،
وملاقاته في سبيل ذلك صنوف الأذى والإعراض ، وإعلان براءته من الشرك وأهله
ولو كان أقرب الأقربين ، حتى وصفه ربه جلَّ وعلا بقوله : {وإبراهيم الذي
وفى }( النجم 37) ، وبقوله : {إن إبراهيم كان أمة }( النحل 120) .
وكثيرة هي الأحداث في حياة نبي الله إبراهيم ، والتي هي محل للعظة
والاقتداء ، ولنا وقفة مع حدث من هذه الأحداث ، يتمثل في ثباته في
الابتلاء ، وكمال تسليمه وانقياده لأوامر الله جل وعلا .
فما أن انتهى أمره مع أبيه وقومه ، بعد أن ألقوه في الجحيم ، ونجاه
الله من كيدهم ، حتى استقبل مرحلة أخرى ، وفتح صفحة جديدة من صفحات
الابتلاء ، فخرج مهاجراً إلى ربه تاركاً وراءه كل شيء من ماضي حياته ،
أباه وقومه وأهله وبيته ووطنه ، فأسلم وجهه لربه ، وهو على يقين بأنه
سيهديه ويسدد خطاه{وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين }(الصافات99) .
وكان إبراهيم وحيداً لا ذرية له ، فتوجه إلى ربه يسأله الذرية المؤمنة
والخلف الصالح : {رب هب لي من الصالحين }( الصافات 100) ، فاستجاب الله
دعاء عبده وخليله ، وبشره بغلام حليم هو إسماعيل عليه السلام .
ولنا أن نتصور هذا الشيخ الكبير الوحيد المهاجر ، الذي ترك أهله
وعشيرته ، كيف ستكون فرحته بهذا الولد ؟ وقد جاءه على كبر سنة ، وانقطاعه
عن الأهل والعشيرة .
ولم يلبث الولد أن شبَّ وكبر ، وفي كل يوم يزداد تعلق قلب الوالد به ،
حتى بلغ معه السعي فصار يرافقه في شؤونه ، ويعينه على مصالح الحياة ، ولم
يكد يأنس به ، ويؤمل فيه ، حتى رأى الوالد في منامه أنه يذبح ولده ، وهنا
جاء الامتحان والابتلاء ( المبين ) الواضح كما سماه الله .
فما أعظمه من أمر ، وما أشقه على نفس الوالد ، فهو لم يُطلَب منه أن
يرسل بابنه الوحيد إلى ساحات القتال ، ولم يُطْلب منه أن يكلفه أمراً
تنتهي به حياته ، إنما طُلِب منه أن يتولى هو ذبحه بيده ، ومع ذلك لم
يتردد ولم يتروَّ في الأمر ، بل تلقاه بكل رضى وتسليم ، ولبى من غير تردد
، واستسلم من غير جزع ولا اضطراب .
وأقبل على ولده يعرض عليه هذا الأمر العظيم ، ليكون أهون عليه ،
وليختبر صبره وجلده ، وليستجيب طاعةً لله ، واستسلاماً لأمره ، فينال
الأجر والمثوبة ، فما كان من أمر الغلام إلا أن قال : { يا أبت افعل ما
تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين } ( الصافات 102) .
فدنت ساعة التنفيذ ، ومضى إبراهيم ليكب ابنه على جبينه استعداداً ،
والغلام مستسلم لا يتحرك امتثالاً للأمر ، وأسلما جميعاً أمرهما لله بكل
ثقة وطمأنينة ورضى وتسليم {فلما أسلما وتله للجبين } ( الصافات 103) ، ولم
يبق إلا أن يُذبح إسماعيل ، ويسيل دمه .
وهنا كان الوالد والولد قد أديا الأمر ، وحققا التكليف ، والله لا
يريد أن يعذب عباده بابتلائهم ، وإنما يريد أن يختبر صبرهم وإيمانهم
ويقينهم ، ولما كان الابتلاء قد تم ، ونتائجه قد ظهرت ، وغاياته قد تحققت
، وحصل مقصود الرؤيا ، جاء النداء الرباني : {أن يا إبراهيم
* قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين * إن هذا لهو البلاء المبين } (الصافات 104- 106 ) .
ولأن إبراهيم جاد بأعز شيء لله عز وجل ، فقد عوضه الله فداء عظيماً
لابنه ، وأبقى ذكره في العالمين ، وبشره بإسحاق نبياً من الصالحين ، {
وفديناه بذبح عظيم * وتركنا عليه في الآخرين }(الصافات 107- 108) .
ومضت بذلك الأضحية ، سنة باقية في العالمين ، يقتدى فيها بالخليل إلى
يوم الدين ، وخلَّد الله ذكرى هذه الحادثة العظيمة في كتابه ، لبيان حقيقة
الإيمان ، وأثر الطاعة ، وكمال التسليم ، ولتعرف الأمة حقيقة أبيها
إبراهيم الذي تتبع ملته ، وترث نسبه وعقيدته ، ولتعلم أن الإسلام هو دين
الرسل جميعاً ، وأن حقيقته إنما هي الاستسلام لأوامر الله ، بدون تردد أو
تلكؤ ، ولو كانت على خلاف مراد النفس وأهوائها .
وليوقن العبد أن الله لا يريد أن يعذبه بالابتلاء ، ولا أن يؤذيه
بالبلاء ، وإنما يريد منه أن يأتيه طائعاً ملبياً ، لا يتألى عليه ، ولا
يقدم بين يديه ، فإذا عرف منه الصدق ، أعفاه من الآلام والتضحيات ،
واحتسبها كما لو أداها ، وأكرمه كما أكرم أباه إبراهيم من قبل .
من موقع الشبكة الاسلامية.
الخلق ، اصطفاهم ربنا جل وعلا وجعلهم في موضع الأسوة والقدوة ، ومن
الأنبياء الذين تكرر ذكرهم في القرآن نبي الله إبراهيم عليه السلام ، فهو
أبو الأنبياء ، وإمام الحنفاء ، وخليل الرحمن ، وقد ذكر الله لنا أحواله
ومواقفه في كتابه ، من دعوته إلى التوحيد والحنيفية ، ومواجهة قومه ،
وملاقاته في سبيل ذلك صنوف الأذى والإعراض ، وإعلان براءته من الشرك وأهله
ولو كان أقرب الأقربين ، حتى وصفه ربه جلَّ وعلا بقوله : {وإبراهيم الذي
وفى }( النجم 37) ، وبقوله : {إن إبراهيم كان أمة }( النحل 120) .
وكثيرة هي الأحداث في حياة نبي الله إبراهيم ، والتي هي محل للعظة
والاقتداء ، ولنا وقفة مع حدث من هذه الأحداث ، يتمثل في ثباته في
الابتلاء ، وكمال تسليمه وانقياده لأوامر الله جل وعلا .
فما أن انتهى أمره مع أبيه وقومه ، بعد أن ألقوه في الجحيم ، ونجاه
الله من كيدهم ، حتى استقبل مرحلة أخرى ، وفتح صفحة جديدة من صفحات
الابتلاء ، فخرج مهاجراً إلى ربه تاركاً وراءه كل شيء من ماضي حياته ،
أباه وقومه وأهله وبيته ووطنه ، فأسلم وجهه لربه ، وهو على يقين بأنه
سيهديه ويسدد خطاه{وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين }(الصافات99) .
وكان إبراهيم وحيداً لا ذرية له ، فتوجه إلى ربه يسأله الذرية المؤمنة
والخلف الصالح : {رب هب لي من الصالحين }( الصافات 100) ، فاستجاب الله
دعاء عبده وخليله ، وبشره بغلام حليم هو إسماعيل عليه السلام .
ولنا أن نتصور هذا الشيخ الكبير الوحيد المهاجر ، الذي ترك أهله
وعشيرته ، كيف ستكون فرحته بهذا الولد ؟ وقد جاءه على كبر سنة ، وانقطاعه
عن الأهل والعشيرة .
ولم يلبث الولد أن شبَّ وكبر ، وفي كل يوم يزداد تعلق قلب الوالد به ،
حتى بلغ معه السعي فصار يرافقه في شؤونه ، ويعينه على مصالح الحياة ، ولم
يكد يأنس به ، ويؤمل فيه ، حتى رأى الوالد في منامه أنه يذبح ولده ، وهنا
جاء الامتحان والابتلاء ( المبين ) الواضح كما سماه الله .
فما أعظمه من أمر ، وما أشقه على نفس الوالد ، فهو لم يُطلَب منه أن
يرسل بابنه الوحيد إلى ساحات القتال ، ولم يُطْلب منه أن يكلفه أمراً
تنتهي به حياته ، إنما طُلِب منه أن يتولى هو ذبحه بيده ، ومع ذلك لم
يتردد ولم يتروَّ في الأمر ، بل تلقاه بكل رضى وتسليم ، ولبى من غير تردد
، واستسلم من غير جزع ولا اضطراب .
وأقبل على ولده يعرض عليه هذا الأمر العظيم ، ليكون أهون عليه ،
وليختبر صبره وجلده ، وليستجيب طاعةً لله ، واستسلاماً لأمره ، فينال
الأجر والمثوبة ، فما كان من أمر الغلام إلا أن قال : { يا أبت افعل ما
تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين } ( الصافات 102) .
فدنت ساعة التنفيذ ، ومضى إبراهيم ليكب ابنه على جبينه استعداداً ،
والغلام مستسلم لا يتحرك امتثالاً للأمر ، وأسلما جميعاً أمرهما لله بكل
ثقة وطمأنينة ورضى وتسليم {فلما أسلما وتله للجبين } ( الصافات 103) ، ولم
يبق إلا أن يُذبح إسماعيل ، ويسيل دمه .
وهنا كان الوالد والولد قد أديا الأمر ، وحققا التكليف ، والله لا
يريد أن يعذب عباده بابتلائهم ، وإنما يريد أن يختبر صبرهم وإيمانهم
ويقينهم ، ولما كان الابتلاء قد تم ، ونتائجه قد ظهرت ، وغاياته قد تحققت
، وحصل مقصود الرؤيا ، جاء النداء الرباني : {أن يا إبراهيم
* قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين * إن هذا لهو البلاء المبين } (الصافات 104- 106 ) .
ولأن إبراهيم جاد بأعز شيء لله عز وجل ، فقد عوضه الله فداء عظيماً
لابنه ، وأبقى ذكره في العالمين ، وبشره بإسحاق نبياً من الصالحين ، {
وفديناه بذبح عظيم * وتركنا عليه في الآخرين }(الصافات 107- 108) .
ومضت بذلك الأضحية ، سنة باقية في العالمين ، يقتدى فيها بالخليل إلى
يوم الدين ، وخلَّد الله ذكرى هذه الحادثة العظيمة في كتابه ، لبيان حقيقة
الإيمان ، وأثر الطاعة ، وكمال التسليم ، ولتعرف الأمة حقيقة أبيها
إبراهيم الذي تتبع ملته ، وترث نسبه وعقيدته ، ولتعلم أن الإسلام هو دين
الرسل جميعاً ، وأن حقيقته إنما هي الاستسلام لأوامر الله ، بدون تردد أو
تلكؤ ، ولو كانت على خلاف مراد النفس وأهوائها .
وليوقن العبد أن الله لا يريد أن يعذبه بالابتلاء ، ولا أن يؤذيه
بالبلاء ، وإنما يريد منه أن يأتيه طائعاً ملبياً ، لا يتألى عليه ، ولا
يقدم بين يديه ، فإذا عرف منه الصدق ، أعفاه من الآلام والتضحيات ،
واحتسبها كما لو أداها ، وأكرمه كما أكرم أباه إبراهيم من قبل .
من موقع الشبكة الاسلامية.