السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول أحد العلماء الكرام : الجاهل يشكو الله إلى الناس
وهذا غاية الجهل بالمَشكُو والمَشكُو إليه ،
المَشكُو كامل كمالاً مطلقاً ، والمشكو إليه ناقص وضعيف
الإنسان أحياناً يزلُّ لسانه ، يعني يعترض على قضاء الله وقدره ، يبدي اعتراضه لإنسان آخر والإنسان ضعيف لا يملك شيئاً.
رأى بعض السلف رجلاً يشكو إلى رجل فاقته
فقال : يا هذا والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك ،
لهذا قال بعض العارفين بالله :
وإذا شكوت الله لابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم
: أعرف العارفين من جعل شكواه إلى الله من نفسه لا من الناس عندنا حالة إنسان أساء إليه فلان من الناس شكاه إلى الله ، أي أنّ فلاناً لم يعطه حقه فشكاه إلى الله ، فهو ما اشتكى إلى الناس بل اشتكى إلى الله ، كذلك من شكا نفسه إلى الله لم يشكِ أحداً ، إن هؤلاء الذين سلطوا عليه هم بيد الله وما سمح الله لهم أن يصلوا إليك إلا لخلل في نفسك فالذكاء لا أن تشكو هؤلاء الناس إلى الله بل أن تشكو نفسك إلى الله
لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
" لا يخافن العبد إلا ذنبه ولا يرجون إلا ربه "
إذاً هناك من يشكو الله إلى خلقه وهذا أحمق وغبي وهناك من يشكو الناس إلى الله وهذا توحيده ضعيف ، أما أعقل إنسان هو الذي يشكو نفسه إلى الله ، يا ربي أصلح لي نفسي، يا ربي ارزقني موجبات رحمتك ، وعزائم مغفرتك
فالمراتب ثلاثة أخسها أن تشكو الله إلى خلقه وأعلاها أن تشكو نفسك إليه وأوسطها ان تشكو خلقه إليه ، ياربي فلان ضربني، فلان أكل مالي ، فلان ظلمني ، الجواب لماذا ظلمك ؟ ومن سمح له أن يظلمك ولماذا ضربك ومن سمح له أن يضربك ؟ ولماذا أكل مالك ومن سمح له أن يأكل مالك ؟
لو فكرت بحسب الآيات قال تعالى : { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}(30)
[ سورة الشورى ]
{ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنْ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ }[ سورة النساء ]
{ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (165)
منقول للافاده .