بعد صراع طويل مع المرض توفيت صباح اليوم الفنانة السورية الكبيرة نبيلة النابلسي في مشفى الفرنسي بدمشق عن عمر يناهز الستين عاما .
كما أن جثمانها سيوارى الثرى عند الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح يوم غد الأربعاء .
بدأ حبها للفن بعمر مبكر وكان الدخول إلى عالم السينما احد اكبر أحلامها وطموحاتها ، وكانت بداياتها بالإعلانات التلفزيونية إلى أن اكتشفها المخرج نبيل المالح عام 1970 وأعطاها دور الفلاحة الفقيرة الحامل في فيلم " رجال تحت الشمس " وقفت فيه إلى جانب يوسف حنا وخالد تاجا واستطاعت أن تثبت أنها موهبة تستحق التبني .
وبعد النجاح الذي حققه الفيلم بدأت تنهال عليها العروض وشرعت أمامها أبواب السينما في القطاعين العام والخاص ومن أفلامها " العار" لـ وديع يوسف " 1974 ، وجه أخر للحب 1973 لـ محمد شاهين . استمرت في السينما حتى منتصف التسعينات ابتعدت بعد ذلك قليلا بسبب الزواج والأمومة.
ثم عادت لتطل مجددا على الشاشة الصغيرة بمسلسل " دموع الملائكة " لـ غسان جبري لكن العودة للسينما حلم بقي يلازمها .
مع فورة الإنتاج في الدراما السوريّة وانتشارها، أخذت المسلسلات مساحةً مهمة في حياتها المهنيّة.
فحققت في التلفزيون نجاحات كثيرة، وأسست لنفسها نجومية من نوع خاص ضمن أدوار قلّما تصنع نجومية ممثلة. لمعت في أدوار الأم التي تُعدّ نهاية المطاف بالنسبة إلى أي ممثلة. كانت تلك الأدوار بالنسبة إليها بداية لترك بصمة مميّزة تخصها وحدها.
من أعمالها في التلفزيون / الدروب القصيرة / و/ أمنيات صغيرة / و/ حمام القيشاني ج/1-2/ و/ لك ياشام / و/ كهف المغاريب/ و/ الفراري / و/ الأرجوحة / و/ أحلام لا تموت/ و/ الحلم البرتقالي/ و/ اليتيم / و/ بيت العيلة / و/ الفصول الأربعة / و/ قلوب في الميزان/ و/ الحور العين/ و/ أحقاد خفية / و/ الخيط الأبيض / و/ ليالي الصالحية / وغيرها.
ومن أهم الأعمال التي شاركت بها في المسرح / لحظة من فضلك مطلوب مسؤول/ و/ الناس التي تحت / و/ شباب آخرزمن / و/ خيوط العنكبوت /.
واليوم رحلت نبيلة النابلسي وبغيابها غاب حضور الأمهات عن الشاشة . رحلت لكن أدوارها تؤكد على أن مرورها في الحياة لم يكن عابرا . رحلت أم من أمهات الدراما السورية لتبقى مكانتها في عقول وقلوب وعواطف كل من شاهدها وعمل عملها أو خالطها كإنسانة قبل أن تكون فنانة .