الوصول إلى نهاية سرداب سيتي الأول
أخيرا تم الوصول إلى نهاية سرداب مقبرة الملك "سيتي الأول"، بعد رحلة بحث استغرقت سنوات طويلة داخل أهم مقابر وادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر، حيث نجحت البعثة المصرية التي يرأسها د. زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار، في الوصول إلى عمق 174.5م تحت سطح الأرض بداية من نهاية المقبرة التي يصل عمقها إلى 98م.
وقال د. حواس إن البعثة عثرت على مجموعة من الأواني الفخارية وتماثيل أوشابتى ترجع إلى الأسرة الثامنة عشر، بالإضافة إلى خراطيش مكتوبة على أحجار جيرية، كما عثر على نموذج لمركب من خامة الفيانس بالإضافة إلى ثلاثة سلالم عليها كتابات جرافيتي باللون الأحمر.
ولكن ما الذي يعطي أهمية خاصة لهذا الكشف دونا عن باقي الاكتشافات الأثرية؟
يجيب د. حواس: أولا مقبرة سيتي الأول هي أول مكان في وادي الملوك تعمل به بعثة مصرية خالصة، حيث كان البحث في هذه المنطقة مقصورا على البعثات الأجنبية.
يكمل: كانت الحفائر داخل السرداب وصلت إلى 136 مترا تحت سطح الأرض، واستمر الحفر داخل الممر، عله يتم الوصول إلى مزيد من الأسرار داخل مقبرة سيتي الأول والد الملك رمسيس الثاني.
وكيف كانت البداية، ولماذا الإصرار على الحفر في هذه المنطقة، هل كانت هناك أي دلالات على وجود كشف أثري ما؟.
أمر هذه المقبرة يرجع لسنوات بعيدة، عندما تعرفت وأنا شاب على الشيخ على عبد الرسول عميد إحدى عائلات الصعيد المعروف عنها التنقيب عن الآثار، وتوسم عبد الرسول فيّ حب هذه المهنة قال لي "إنت شكلك واد واعر، عشان كده هاقول لك على سر ما حدش يعرفه"..
وأخذ الشيخ علي عبد الرسول الأثري الشاب زاهي حواس إلى مقبرة سيتي الأول، وقال له إن هذه المقبرة تحوى سردابا طويلا قد يكون به الكثير من الأسرار، وطلب منه أن يحاول التنقيب فيه مستقبلا بشرط "لو وصلت ليه تبقى تقول إنه أنا إللى عرفتك عليه"، ومرت السنوات ورأس زاهي حواس أول بعثة أثرية مصرية تنقب في هذه المنطقة.
يقول حواس: "البعثة بدأت عملها في نوفمبر 2007 وانتهى العمل هذا الأسبوع بعد أن وصلنا إلى نهاية السرداب. حيث قمنا بالحفر داخله، كما تم تدعيم السقف بعروق معدنية لحماية الجبل من الانهيار، وتم أيضاً عمل أرضية خشبية بالإضافة إلى مسار قضبان لإمكان نقل الرديم والأحجار داخل عربات من السرداب".
يضيف: "دخلت إلى هذا المكان من أجل معرفة أسرار سرداب الملك "سيتي الأول" لأول مرة ووضح لي أن الحوائط كانت مستوية وهناك علامات تركها الفنانون تل على نية عمل الرسومات ولكنها لم تكتمل، كما ظهرت مفاجأة ثانية، وهي "العثور على بداية سلالم أخرى" وتم الحفر حتى وصلنا إلى 37 سلمة، واتضح أن السلمة رقم 37 تم حفر نصفها فقط ولم تكتمل حتى تم العثور على السدة التي تظهر نهاية السرداب المحفور في قلب الجبل.
ويوضح حواس أن الملك "سيتي الأول" حكم 12 عاماً ولذلك قام العمال والفنانون بحفر ورسم نقوش المقبرة التي وصل عمقها داخل الصخر إلى 98م فقط، ولكن يبدو أنه كان هناك مقبرة داخل مقبرة في تصور جديد لشكل المقبرة أيام الرعامسة.
وسرداب سيتي الأول كان أول من كشفه المغامر هو الإيطالي بلزوني في 16 أكتوبر 1817 وسار داخل السرداب لمسافة 100م ولم يترك لنا وصفاً للسرداب غير أنه دخل في رحلة شاقة ولم يتقدم أكثر من ذلك نظراً للكميات الضخمة من فضلات الوطاويط والرائحة الخانقة داخل السرداب وتهالك أحجاره.