القصة من يوم الاختطاف الى يوم العزاء
بسم الله الرحمن الرحيم
ابتدت قصتنا عندما ذهب هاني مع اخيه محمد مبكرا الى مدرسته عله يحصل على بعض الوقت للعب مع اصحابه قبل ان تبدأ الحصة الاولى
ممسكأ بيد اخيه الاصغر- وهذا من طبعه – الاهتمام باخوانه الصغار وتحمل مسؤوليتهم
لتكن بانتظارهم سيارة في زقاق صغير يمر به هاني واخيه للوصول للمدرسة
تقدم محمد اولا ليتفاجئ بأن رجلا نزل من السيارة وامسك بأخيه ورماه بالمقعد الخلفي بعدما وضع على وجهه كيس وانطلقت السيارة مسرعة
اسرع محمد يركض ويصرخ وراء السيارة ولكنه بجسده الصغير سرعان ما داهمه التعب
فعاد ادراجه للمدرسة مصدوما من هول ما رأى . غير مصدق لما حدث . يبكي ويخبر اصحابه بما جرى .
ذهب احد الاطفال واخبر المديرة بما حدث فاتصلت بامي لتخبرها
لم تصدق امي ما سمعت واتجهت للمدرسة لترى بعينها بأن فعلا هاني غير موجود في صفه بين زملائه
اتجهت ركضا لمخفر الشرطة لتخبرهم بما حدث وفي طريقها اتصل بها الخاطف ليقول لها بان الولد اصبح بلبنان و ليطلب منها فدية 15 مليون ليرة مقابل ان يرد الولد سالما قائلا بان المبلغ من حقه واعطاها مهلة 3 ايام لتجمع المبلغ
وصلت امي للمخفر واخبرتهم بما حدث وهي متواجدة هناك جاءها اتصال اخر
فطلبوا منها ان ترد على الاتصال حتى انهم لم يروا مصدر الاتصال واكتفوا بمعرفتهم بانه من احد الهواتف الموجودة في الشوارع
طلب منها الخاطف بهذه المكالمة ان لا تبلغ الشرطة والا فانهم سوف يقتلون هاني .
طلبت الشرطة من امي ان تسجل له المكالمة في حال انه اتصل مرة اخرى وطلبوا منها ان تكون قوية ومترابطة وتحاول ان تجعل مدة المكالمة طويلة لتعقب الاتصال
وهذا ما حدث فعلا اتصل الخاطف بعد 3 ايام وكلمته امي وهذه المكالمة هي التي بثت على الانترنت وهي التي استغرب منها الناس فبعضهم قال بانها هي التي خطفته وبعضهم قال بانها باردة والبعض الاخر تكلم كلاما غريبا عجيبا .. حسبنا الله ونعم الوكيل ...
عادت امي ادراجها للمنزل لاتعلم ماذا تفعل
اتصلت بوالد هاني الذي كان متواجدا فيخارج البلد لتخبره بما حدث
وطبعا لن استطيع ان اصف لكم حالته عند سماع الخبر واكتفي ان اطلب منكم ان تضعوا انفسكم بمكانه لتعلموا شعوره .
عاد والد هاني الى سورية اشبه بالمجنون وجمع عدد من اصحابه واولاد عمه ونزلوا للشام ولكل منطقة ممكن ان تخطر لكم على بال ليسجلوا ارقام الكولبات وعناوينها واتفقوا مع اصحاب المحال القريبة من هذه الكولبات بعدما شرحوا لهم القصة وكانوا جدا متعاونين فجزاهم الله خيرا
ايام وليالي الى ان تم تسجيل رقم كل كولبه لم يذوقوا فيها طعم النوم ولا حتى طعم الاكل
ولكن- ولحكمة يريدها الله – جاء الاتصال المنتظر وعندما كان اخي يخرج الهاتف من جيبه ضغط على زر الرد بالغلط فلم يستطع ان يرى من اين كان الاتصال
دار حديث بينهم عما اذا كانوا قد احضروا المبلغ وبعد الانتهاء عرف اخي مصدر الاتصال وذهب مسرعا للمكان ليجده خاليا فقد كان الخاطف قد خرج
اتصل بالشرطة وطلب منهم ان يأتوا ليرفعوا البصمات عن سماعة الهاتف ولكن كان ردهم بأنهم لا يملكون هذه التقنية – تقنية رفع البصمات – الحمد لله على كل حال
وعندما عرف الخاطف بما قام به اخواني لم يعد يتصل من الشارع بل بدأت الاتصالات من شريحة لبنانية
فقد جائتنا مكالمة على الجوال واغلق الخط –يعني كان يرن رنة ويقفل –
عاودنا الاتصال به بكل لهفة فقد دار في بالنا انه من الممكن ان يكون هاني يحاول الاتصال بنا او احدا من الناس قد وجد هاني
اتصلنا مرات عدة وكان مقفل
وبعدها جائنا اتصال اخر من نفس الرقم وكمان اغلق الخط ولكنه هذه المرة رد على اتصالنا وطلب من امي ان تحضر له المبلغ الى بيروت وقبلت امي شرط ان يجعلها تسمع صوت هاني واصرت على طلبها
وهنا توجه اخي الى لبنان فورا وابلغ السلطات المعنية وحاولوا ان يتوصلوا لصاحب الرقم الا ان الرقم لم يكن مسجلا باسم احد وتوصلو بأن مصدر الاتصال يقع داخل الاراضي السورية وليس اللبنانية أي انه يستخدم شريحة لبنانية ولكنه متواجد في سورية .وهنا انتهت مهمتهم
ولكنهم قالو له بأنهم سيحاولوا ان يحضروا له رقم الجهاز الذي توجد به الشريحة . ولكن هذا الشيئ يأخذ اجراءات طويلة وروتين اطول
ولا يمكن اعطاؤه لاي شخص
ولكن بمساعدة احد الشباب استطاع ان يأخذ وعد منهم بهذا الموضوع
وفعلا بدؤا العمل الجاد على هذا الموضوع
وبدأت رحلة رائد في لبنان في البحث عن ابنه مستعينا بعد الله بكل من يستطيع ان يحضر له معلومة بسيطة
وامي واخي الثاني واختي يتابعون القضية في سورية
مرت الايام وازدادت الاتصالات بين الخاطفين واهلي وازداد المنا وحزننا عندما سمعنا صوته البريئ والطاهر يناشد جدته لتسرع بنجدته قائلا لها عبر تسجيل صوتي : ياتيتي منشان الله جيبي المصاري للجماعة عشان يرجعوني لعندك .. يا تيتي منشان الله لا تبلغي الشرطة ..
انهارت امي وبكت وبكت الى ان بكت معها احجار غرفته التي تنتظره ليعود اليها .
(وسأحاول ارفاق المكالمة ان شاء الله عما قريب )
درات بعدها المحادثة بين اخي والخاطف وقال له اخي بان المبلغ جاهز فرد الخاطف بأنه يريد من اخي رشاد ان يضع المبلغ بمكان يتم الاتفاق عليه لاجقا ويعود هاني الينا بعد ساعتين
رفضنا هذا العرض واصرينا ان يكون الاستلام متبادل
طبعا لم يكن اخي يملك هذا المبلغ ولكنه قال بانه مستعد ان يخاطر بحياته مقابل ان ينقذ حياة هاني
وطلبنا ايضا ان نكلمه لنعلم انه بخير ولا نريد تسجيل صوتي
الا انه وللمرة التانية احضر تسجيل صوتي له متذرعا بأن المنطقة المتواجد فيها هاني لا توجد بها تغطية
وكان التسجيل بصوت هاني يقول لجدته :
(انا هاني وصحتي كتير منيحة انا بلبنان بالجبل بمنطقة ما بعرفها , والعلامة اليوم الاتنين 21 /2 / 2011 منشان الله يا تيتي جيبي المصاري ولا تجيبي الشرطة بدي ارجع لعندك لاني كتير اشتأتلك)
.
وفي مكالمة دارت بينهم قال الخاطف لاخي بأن مطلبه واضح وما عنده غير هالكلام نحضر المبلغ لموقع يتفقون عليه ويرجع لنا هاني بعد ساعتين او انه سوف يأخذه لتركيا ويبيع اعضاؤه هناك
وافق اخي وطلب منه معرفة المكان الذي يضع فيه المبلغ فقال له الخاطف ان يتجه الى سد زرزر وفي نفس المكالمة قال له لا اذهب الى برج في الجبل فوق منطقة بلودان
ولكن كانت هذه المنطقة غير سالكة بسبب تراكم الثلوج
فقال الخاطف انتظر مني اتصال بعد ساعة
مرت الساعة والساعتين والليلة واليوم واليومين والاربع ايام ليأتينا اتصال في صباح يوم الاحد 27 / 2 يقول لنا بأنهم وجدوا جثة طفل صغير ويريدوننا ان نأتي لنتعرف عليها .
توجهت امي الى المتشفى وكان اخي رشاد في الجيش عندما اتصلوا عليه ايضا
وصل رشاد للمستشفى قبل ان تصل امي وحاول تهدأتها ولم يسمح لها بالدخول للتعرف على الجثة
انتظرته خارجا ليعود اليها والدم يغلي في عروقه ليقول لها( هاني يا امي زغردي للشهيد)
زغردت امي وبكت وصرخت وضربت عناصر الشرطة المتواجدين جنبها وركضت في اروقة المشفى تصرخ وتبكي وتزغرد
وتقول لا اله الا الله
ارسلها اخي للبيت وبقي هو مع الطبيب الشرعي ليستلم الجثمان ويغسله ويكفنه
وتكلم مع هاني عندما كان يغسله وقال له (لن يضيع دمك يا ابن اخي ,, دمك برقبتي لآخد حقك ,, يا ريت يا هاني تكون بصقت بوجه هالمجرمين قبل ما يقتلوك )
اتصلوا برائد ليخبروه بأنهم وجدوا هاني وما اصعبه من موقف
عاد رائد للبيت وصل من لبنان قبل ان يصل جثمان هاني الى البيت من الشام
عندما كان يصرخ ويقول يا هاني كانت تهتز جدران الغرفة لصوته
(سامحوني لا استطيع وصف هذا الموقف )
جاء الجثمان وعلت الصرخات والاهات وعلت الزغاريد وعلت كلمة التوحيد ( لا اله الا الله ,, يا هاني يا حبيب الله)
اخذوه للجامع وخرجت امي معهم ممسكة بنعشه تهتف لا اله الا الله
صلوا عليه بعد صلاه العصر وخرجوا ليتوجهوا الى مخفر الشرطة ويقفوا عنده ويقولوا يا هاني يا حبيب الله ويا قاتل يا عدو الله
توقفوا عند المخفر قرابة 5 دقائق وتابعوا سيرهم وعادوا مرة اخرى ليمروا من امام المخفر متابعين سيرهم ليواروه الثرى في منطقة النابوع حيث ولد وعاش 8 سنوات فيها.
قررنا ان لا نفتح عزاء حتى نعلم من القاتل
وفي الليل عند الساعة 10 مساءا جاءنا اتصال من لبنان من صاحب رائد ليخبرنا بانهم قد توصلوا لرقم الجهاز
وفي الصباح اخذنا الرقم للامن الجنائي بالشام
وفي غضون ساعات كانوا قد عرفوا صاحبه وبدؤا باجراء الكمين له وبسرية تامة
الى ان جاء يوم الثلاثاء حيث كانت متواجدة عندنا مراسلة قناة ام بي سي حيث انها اتت لتعرف تفاصيل عن هذا الحدث
وجاءنا الاتصال من الامن الجنائي يبشرنا بأنهم قد القوا القبض عليهم
تحول حزننا الى فرحة اثلجت صدورنا نوعا ما . وتم تصوير لحظة تلقينا الخبر وسيبث يوم الجمعة ان شاءالله
بعض الحقائق التي عرفناها من التحقيق :
انهم سبع اشخاص جميعهم لا نعرفهم عدا المدعو خالد غانم من منطقة الروضة القريبة للزبداني
تنقلوا بين عدة مزارع الاولى كانت بسهل الزبداني والبقية في الغوطة
اشتركت زوجة احد المجرمين معهم عندما رفض صاحب مزرعة الغوطة ان يؤجر المزرعة لشباب وقال انه لا يؤجرها الا لعائلة
فأتت هذه المجرمة وجلست مع هاني وتكلم معها وقال بأنه مخطوف وطلب منها ان تعيده لجدته الا انها لم تعره انتباهها.
اعترفوا بانهم كانوا يضربوه عندما كان يبكي يريد جدته وابيه لاسكاته ( حرق بالسجائر , ضرب بالعصي ,وغيرها )
وكان من ضمن الضرب هذا ضربات على الرأس وعلى مر الايام ال 24 الى ان حصل معه نزيف بالدماغ ولم يكن المجرمين على علم بهذا النزيف
بمعنى انه مات من التعذيب .....حسبنا الله ونعم الوكيل .......
وعلمنا ايضا انه عندما رأى المدعو خالد بعد 20 يوم من الاختطاف استنجد به ليساعده
وعندما رآه وتعرف عليه اتفقوا ان يقتلوه ولكن بعد اتمام عمليتهم وهي ان يأخذوا المبلغ وبعدها يقتلوه .
فأخذوه ورموا بجسده الطاهر بمنطقة سد زرزر .
هذا ما حصل لنا وهذا ما استطعت ان اتذكره
وللامانة : يستحق الملازم احمد لطوف,, والملازم فادي,, والمقدم محمد السيد ,,كل الاحترام والتقدير لجهودهم في هذه القضية ولوقوفهم معنا ومحاولاتهم الجادة في الوصول للمجرمين
سواء اثناء فترة الاختطاف او بعد استشهاد هاني
لهم منا جزيل الشكر والعرفان
ان كان لكم أي استفسار فانا مستعدة للاجابة عليه
انا لله وانا اليه راجعون
القبض على المتورطين بخطف وقتل الطفل هاني برهان
الاخبار المحلية
شارك
علمت سيريانيوز أن الجهات المختصة نجحت بالقبض على المجهولين الذين قاموا بخطف الطفل هاني برهان (11 عام) وقتله قبل أن يرموا جثته في منطقة الروضة في الزبداني بريف دمشق.
وأكدت عمة الطفل رشا برهان لسيريانيوز قصة القبض على المتورطين في عملية اختطاف برهان وقتله لاحقا وقالت..." أخبرتني الجهات المعنية منذ قليل بأنه استطاعوا بإلقاء القبض على ثلاثة من هؤلاء المجرمين الذين أقدموا على قتل الطفل هاني، وهم الآن بصدد القبض على شخص رابع متورط معهم، كما تتم التحقيقات اللازمة حاليا معهم".
وقام مجهولون باختطاف الطفل هاني برهان عند خروجه من بيته صباح يوم الأحد 30 كانون الثاني، ذاهبا إلى مدرسته، بصحبة أخيه الأصغر( محمد 9 سنوات ) ، لتكون بانتظارهما سيارة فيها ثلاثة رجال ، نجح احدهم بالإمساك بهاني من يده التي كانت مشبوكة بيد أخيه، ووضعه في المقعد الخلفي للسيارة، والتمكن من الفرار بسرعة هائلة، ليتصل الخاطف بعدها بعائلة هاني طالبا منهم مبلغ 15 مليون ليرة ثمن عودته لمنزله .
ونشرت سيريانيوز خبر مقتل الطفل هاني وذلك بعد قرابة الشهر من اختطافه، حيث تم العثور على جثة هاني في منطقة غير مسكونة في الزبداني.
وحول هوية الخاطفين الثلاثة الذين تم القبض عليهم أوضحت رشا برهان" لم يخبرونا عن هويتهم، خوفا من أن يقوم أحد المتعاطفين مع قصة هاني من الانتقام من عائلتهم، وهذا يدل على أنهم من سكان الزبداني، ولكن هذا ليس مؤكدا بعد".
وبقي هاني مخطوف لأكثر من 28 يوم، حتى أقدم المجهولون على قتله ورمي جثته في منطقة بين زرزر والروضة في الزبداني (40 كيلو عن دمشق)، حيث وجدت جثته متآكلة الأطراف ومتفسخة، ليؤكد الطبيب الشرعي بعدها أن وفاة هاني حدثت قبل ثلاثة أيام من العثور على جثته.
وكان لقصة خطف ومقتل الطفل هاني برهان، صدى واسع في المجتمع السوري، حيث كثرت المطالبات بالقبض على المجرمين، بالإضافة إلى محاسبة كافة المقصرين، إشارة منهم إلى استمرار مخطف الطفل شهر كامل دون قدرة الجهات المعنية على الوصول للفاعلين وإنقاذ هاني من أيديهم.
كما أنشأ أحد قراء سيريانيوز مجموعة مفتوحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تحت عنوان "نطلب محاسبة المسؤولين المقصرين في قضية قتل الطفل هاني برهان "، وذلك بهدف جمع الدعم لمحاسبة المسؤولين الذين لم يبذلوا الجهد اللازم لكشف خاطفي الطفل "هاني" ذي الأحد عشر ربيعا.
وتجاوز عدد المنضمين إلى المجموعة الـ 5700 عضو، وتركزت مداخلاتهم على تحميل القوى الأمنية مسؤولية ما حدث للطفل، مبدين استغرابهم من الكيفية التي تعاملت فيها القوى الأمنية مع مسألة الخطف ككل، والتي أدت في النهاية إلى مقتل الطفل، حيث تضمنت تعليقات الأعضاء الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى أجوبة من "المسؤولين المقصرين"، على حد وصفهم