منعت طوكيو أمس الأربعاء (23 مارس/ آذار 2011) استخدام المياه في طوكيو للرضع وتسويق منتجات غذائية أخرى ملوثة بالإشعاعات التي تنبعث من محطة فوكوشيما ما يعزز المخاوف في الولايات المتحدة ومناطق أخرى في العالم. وفي محطة فوكوشيما دايشي (المحطة الأولى) يواصل عشرات الفنيين والجنود ورجال الإطفاء العمل ليلاً نهاراً لتبريد المفاعلات على رغم المستوى الخطير للإشعاعات، من أجل منع انصهار الوقود الذي يمكن أن يؤدي إلى كارثة نووية.
من جانبها، قدرت الحكومة اليابانية كلفة الأضرار الناجمة عن الزلزال المدمر والتسونامي الذي أعقبه في 11 مارس/ آذار الجاري بمبلغ قد يصل إلى 25 ألف مليار ين (217.4 مليار يورو). ومنعت بلدية طوكيو أمس استهلاك مياه الشرب التي تصل إلى الصنابير للأطفال الرضع بعد رصد مستويات من اليود الإشعاعي أعلى بمرتين من المعايير المسموح بها. وكانت رصدت آثار مواد إشعاعية سوم السبت الماضي في مياه الصنابير في العاصمة لكنها أقل من الجرعات المسموح بها.
وفي منطقة فوكوشيما حيث تقع المحطة النووية رصد مستوى غير طبيعي من المواد الإشعاعية في الحليب الطازج و11 نوعاً من الخضار، وكذلك الأمر في ثلاث مناطق مجاورة.
وأمر رئيس الحكومة اليابانية، ناوتو كان بمنع استهلاك وبيع المنتجات القادمة من هذه المناطق، وخصوصاً السبانخ والملفوف والقرنبيط والبروكولي. ومع ذلك أكد الناطق باسم الحكومة، يوكيو أيدانو إن «تناول هذه الخضار لا يؤثر على الصحة»، موضحاً أن «هذا الوضع يمكن أن يستمر طويلاً لذلك نطلب هذا المنع الآن».
وستوسع الاختبارات على المنتجات الغذائية لتشمل عشر مناطق أخرى حول محطة فوكوشيما يقع بعضها قرب طوكيو وسكانها البالغ عددهم 35 مليون نسمة. وكثفت وزارة الصحة الثلثاء عمليات مراقبة الأسماك والرخويات التي يتم صيدها على امتداد السواحل بعد رصد مواد إشعاعية في مياه البحر قرب المحطة.
والقلق الذي يبدو واضحاً على المستهلكين اليابانيين الحريصين جداً على أمنهم الغذائي، انتقل إلى الخارج إذ قررت عدة دول تعزيز عمليات المراقبة أو وقف استيراد منتجات المواد الغذائية اليابانية. وأعلنت الولايات المتحدة أنها منعت استيراد بعض السلع الغذائية من اليابان خشية أن تكون ملوثة بإشعاعات نووية. وحذرت الوكالة الأميركية للغذاء والأدوية التي تشرف على استيراد المواد الغذائية، من استيراد الحليب ومشتقاته والخضار الطازجة والمستوردة من بعض المناطق في اليابان.
وفي أوروبا، طلبت فرنسا من المفوضية الأوروبية فرض «مراقبة منهجية» على المواد الطازجة المستوردة من اليابان على حدود الاتحاد الأوروبي. وكانت باريس قررت من جانب واحد مراقبة الأصداف والأسماك القادمة من اليابان.
وفي آسيا بدأ المستهلكون يمتنعون عن شراء المنتجات الغذائية اليابانية التي أصبحت نادرة أيضاً في المطاعم اليابانية في عدد من المدن الكبرى في العالم، من سيئول إلى مانيلا مروراً بهونغ كونغ.
وفي المحطة النووية رقم 1 في فوكوشيما حقق الفنيون أول نجاح مساء أمس الأول بتمكنهم من إعادة الإنارة إلى قاعة التحكم بالمفاعل الثالث. لكن مضخات نظام التغذية بالمياه التي تضررت بالزلزال والتسونامي مازالت متوقفة