فلجة

أهلا وسهلا بك في منتدى فلجة اذا كنت غير مسجل
تسطيع التسجيل في المنتدى و المشاركة ... أهلا وسهلا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

فلجة

أهلا وسهلا بك في منتدى فلجة اذا كنت غير مسجل
تسطيع التسجيل في المنتدى و المشاركة ... أهلا وسهلا

فلجة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 

    الحب العلاقة الأهم و الأخطر و لماذا ؟

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    انثى
    عدد الرسائل : 5871
    العمر : 37
    البلد : دمشق
    شغلتك بلدنية : جرافيكية+مهندسة ديكور وعمارة داخلية
    المزاج : good
    تاريخ التسجيل : 29/08/2007
    نقاط : 9214
    السٌّمعَة : 29

    قلم الحب العلاقة الأهم و الأخطر و لماذا ؟

    مُساهمة من طرف Admin السبت يناير 08, 2011 3:25 pm

    الحب العلاقة الأهم و الأخطر و لماذا ؟؟؟؟؟؟

    -هذه المحاضرة ردا لسؤال فتاة رقيقة تشب على الطوق بأنوثة طاغية وعيون رقيقة صافية محبة وأحلام جميلة وأحاديث وسادة خالية ولا تدري ما الحب وكيف علاماته ولمن الحب وما نتائجه وهل هي تعيش الحب أم تعيش حالة من الحب .
    - فكان الرد في توضيح تعريف ومفهوم الحب ، والحاجة إلى الحب وحالاته وصوره من خلال كتابات القرآن الكريم والأحاديث النبوية والإنجيل ونماذج من الأدب الفرنسي و العربي بشقية الحب العفيف والصريح وحرصت على أن تكون النصوص المقتبسة بلونين مختلفين

    هذه محاضرة مسموعة في الأساس أكثر من كونها مقروءة . وهذا اجتهاد منى حسب ما أراه وما اعتقده أو ما وجدته حتى وأن اختلفت معه فإن أخطأت في فكرة أو جملة أو كلمة فهذا من نفسي وما أبريء نفسي أن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ، وأن أصبت فمن الله نعم الهادي إلى الطريق المستقيم .
    - وحرصت من خلال الحوار إلى التفهم في المعنى أكثر والوصول بالمشاعر إلى الصور الحقيقة ومحاولة التجريد أحيانا للوصول إلى الهدف الأساسي من الأشياء والغاية الأسمى وأضعها أمام من يقراها في صورتها الحالية ولكل قارئ قرئها مباشرة أو من خلال آخرين فله الحق أن يعلق عليها ويضيف عليها رؤيته أو يستخدم منها مايريد كيفما يريد فهي عمل مشترك للجميع ومع الجميع


    - وإلى سيدتي الجميلة وفتاتي الرقيقة أقول لهما أنتما الأجمل والأرق وسببا في كثير من الأشياء الجميلة وأتمنى أن أكون أجبت على ما يشغل بالكما ،كما أتمنى أن تكون محاضرة ذات نفع وفائدة ومتعة خاصة لك أيتها العاشقة الصغيرة وأن تصحح لك كثير من المفاهيم التي ربما غابت عنك وتساعدك في الرؤية والاستمتاع أكثر بالحياة وتمنياتي لكما بأن تكون كل أيامكما القادمة جمالا وتألقا وحباً وعشقا متمتعتان في ذاتكما ممتعتان لمن حولكما بكل الحب والود .


    سألت عن الحب؟

    وهل كل علاقة بين رجل وامرأة حب؟

    وهل رغبات الجسد جزء من الحب أم هي من الشهوة المرفوضة الغير مقبولة في الحب ؟

    وهل ما يشعر به الأخر تجاه الآخر حب أم من الممكن أن يكون وهم الحب ؟

    والحب صورة واحدة ثابتة أم متغيرة متبدلة تنقضي وتذهب وتتبدل وتنتهي مع الأيام ؟

    وما علامات من يحب وكيف يستطيع أن يتأكد من انه محب ؟

    ومن يحب شخصا ما هل من الضروري أن يكون الأخر محب له بنفس الدرجة والقوة .؟
    كيف اعرف أنى محبة وكيف أسير في شاطئ الحب بمهارة العاشقة المتلذذة بحياة الحب والمحبين؟

    وكيف تنجلي الصورة لعيون قلبي وفكر روحي فأعلم أن كنت محبة أو متوهمة الحب ؟


    لقد سألت عن عظيم وعن ما اشغل الإنسان منذ بداية الحياة والتكوين وعن هدف وغاية ووسيلة

    ومن الصعب أن يتحول الهدف والغاية إلى وسيلة فهي وسيلة لنصل لغاية الحب

    فبالحب نصل للحب ونحصل على الحب ونستمتع بالحب فالحب في كل شيء وكل الصور حب الخير والحق والجمال حب الله وجنته وحب كره النار وحب كره الشيطان وشره فتجد أن أساس الحياة الحب

    يخرج من كل الأشياء ويحتوى كل الأشياء حتى الكره يحتويه الحب ويخرج منه

    فكيف تحب أن تكره فالحب أساس الكون والعقيدة

    فحب الله لعبيده مهد لهم الأرض وسهل لهم سبلها وأرسل لهم الأنبياء.

    نستعن بالله الواحد الأحد الفرد الصمد ونجعل حوارنا لله ومع الله سبحانه وتعالى وخالصا لوجهه الكريم .




    الحب أساس الحياة :
    1- الحب أساس العقيدة وأصل الدين والحياة :
    - الحب لله تعـالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم فرض وأمر ويدل على إثبات الحب لله تعالى قوله عز وجل :

    (( فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ (54) البقرة )) – وقوله تعالى ( ( وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ - (165) البقرة - . – وقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم الحب شرط الإيمان (( لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما )) – متفق عليه – وجاء أعرابي إلى النبي صلي الله عليه وسلم فقال : يارسول الله متى الساعة ؟ قال :" ما أعددت لها " فقال : ما أعددت لها كثير صلاة ولا صيام إلا إننى أحب الله ورسوله فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم :" المرء مع من أحب " . متفق عليه . "لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب اليه من نفسه ومن أهله والناس أجمعين" وقال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم:" الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها أئتلف وما تناكر منها اختلف". وأن سر التباين في البشر إنما هو الاتصال والانفصال فكل شكل يميل إلى شكله وكل رفيق إلى رفيقه يحن والمثل إلى مثله ساكن والله سبحانه وتعالى يقول: "هو الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ليسكن إليها" فجعل هدف السكون أنها منه.


    - ويروى ان سيدنا المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام مر بثلاثة نفر قد نحلت أبدانهم وتغيرت ألوانهم فقال لهم : ما الذي بلغ بكم ما أرى ؟ فقالوا : الخوف من النار ، فقال : حق على الله أن يؤمن الخائف . ثم جاوزهم إلى ثلاثة آخرين فإذا هم أشد نحولاً وتغيراً فقال : ما الذي بلغ بكم ما أرى ؟ قالوا : الشوق إلى الجنة ، فقال : حق على الله أن يعطيكم ما ترجون ، ثم جاوزهم إلى ثلاثة آخرين فإذا هم أشد نحولا وتغيرا كأن وجوههم المرائي من النور ، فقال : مال الذي بلغ بكم ما أرى ؟ قالوا : نحب الله عزوجل ، فقال : أنتم المقربون أنتم المقربون - إحياء علوم الدين للغزالي –


    الحب في الأنجيل :
    - في الأنجيل رسالة يوحنا الأولى فصل رقم 4 الله محبّة7فليُحِبَ بَعضُنا بَعضًا، أيُّها الأحِبّاءُ لأنَّ المَحبَّةَ مِنَ الله وكُلُّ مُحِبٍّ مَولودٌ مِنَ الله ويَعرِفُ الله 8مَنْ لا يُحِبُّ لا يَعرِفُ الله، لأنَّ الله مَحبَّةِ.

    وهنا الرسالة واضحة في تأصيل أصل المحبة فهي من الله الواحد الأحد بفضله وكرمه وجوده على عباده ومن يحب فهو مولود من الله ويعرف الله ومن تبكي عينه من الألم على الآخرين فهو من الله لأن الله محبة أمر بها وحرص على أن يتصف بها عباده فالمحبة رحمة وإحساس بالآخرين والتعاطف معهم ونجدتهم والحرص على حياتهم وسعادتهم ، والمحبة أمل وبسمة ورسالة سلام وتقدير للأخر مهما كان الآخر مهما أختلف معنا مع تباعد بيننا وبينه الفكرة والعقيدة فهو خلق من خلق الله وجب علينا محبته وإحترامه وتقديره ومن يفعل غير هذا ومن هن او يلمز أو يحقر هذا الأخر فهو لا يعرف الله مهما كان كبيرا أو صغيرا، كاهنا أو قديسا أو شخص عادي لا يعرف شيئا فمن يتعرض للأخرين بالإيذاء فهو لا يعرف الله الواحد الأحد خالق الحب والمحبة .


    - يقول ايضا في نفس الرسالة 21وَصِيَّةُ المَسيحِ لنا هِيَ: مَنْ أحَبَ الله أحَبَ أخاهُ أيضًا. وهنا مبدأ أخر حبك لله حبك للآخر مهما كان الآخر لأنه من خلق الله فمن أحب الله أحب أخاه أمتدادا وتنفيذا لوصية الله في محبة عباده لأنهم خلق من خق الله ، والحب يتعدي كل الكائنات التى خلقها الله كائن من يكون نبات حيوان ففي الرفق بهم والتعامل معهم برحمة نوع من الحب لله ونوع من التوحيد والتمجيد والتقديس لهذا الأله .
    - يقول ايضا في فصل رقم 15 يقول - 12هذِهِ هِيَ وصِيَّتي: أحِبُّوا بَعضُكُم بَعضًا مِثلَما أحبَبْتُكم. وهنا أمر فقال ( أحبو ) والألف نوع من الأمر والألتزام وكان من الممكن أن يقول ( حبوا ) فهذا أمر فكما أحببتكم فيجب عليكم أن تحبوا بعضكم بعضا وهنا كما تأخذ المحبة من الله عليك أن تعطي المحبة إلى الآخرين وفرض أن تعطي الحب للآخرين إذا كنت تبحث عن الحب من الله ، و حبك للآخرين نوع من الاستمرار والتواصل للحب من الله العظيم .
    - يقول في 17وهذا ما أوصيكُم بِه: أنْ يحبَ بَعضُكُم بَعضًا. وهنا بعد كانت أمرا يعود فيجعلها وصية الى من يريد ان يتبعني ومن يقول أنه على منهجي وطريقتي ويريد محبتي عليه أن يحصل عليها من محبة الأخرين .

    2- الحب فطرة فطر الله عليها الخلق :
    - الحب فطرة خلق الله بها الإنسان وهي أساس الحياة فيه تغفر الزلات وتزداد الحسنات وتعمر الأرض والسماء وتزداد الزهور جمالا والأطفال عناقا وانتعاشا، وهناك قول اثري " لو لم نجد الحب لأخترعناه" فالطبيعة البشرية التي خلقها وفطرها عليها تشتاق إلى الحب وتبحث عنه في ذاتها وفي حب الآخرين لها وحبها للآخرين مما يكون النسق الطبيعي للحياة وللنمو في الدنيا والتفاعل بين البشر وأعمار الأرض .





    تعريف للحب :
    الحب فعل رق ودق وأثر فأبلغ الأُثر في من يحب ، فدقة معانيه لجلالتها عن أن توصف ولا تدرك حقيقته إلا بالمعاناة ولو كان غاية الحب الصورة الشكلية لما استحسن أحد صاحب الصورة الناقصة ونجد كثيرا من يؤثر الأقل ولا يفضل عليه غيره ولا يجد لقلبه عنه محيدا ،

    ولو كان للموافقة في الأخلاق لما أحب المرء من لا يساعده أو يوافقه،

    ولذا نعتقد ان المحبة شيء في ذات النفوس كانت لسبب ما من الأسباب تشعر به

    لا تدري له سببا قد يكون حسن الصورة حسن الخلق حسن الحديث والنظم

    أو بسبب أخر لا تدري له سببا في اغلب الأحيان قد يكون أحدهم أو كلهم مجتمعين .


    - فالحب هو كل ما رق ودق وتمكن فتملك من نفس المحب الى الحبيب.
    - الحب شعور وجداني قوي ينمو نحو شخص او فكرة او موضوع مع رغبة في الارتباط بهذا الشخص .
    - الحب سلوك يتمكن من النفس فيحيد بها عن سلوكها الظاهري الى سلوكها الباطني ولتحقيق رغبات المحب في الوصول الى الحبيب الذي يحبه.
    - الحب أي شيء تشعر بالمودة والألفة نحوه وتستمد منه مشاعرا وأحاسيس وأفكار تجعل الحياة لك أجمل وأرق وأحلي تجعلك مبدعا في ذاتك مؤثرا على محيطك مشيدا في الحياة الحق والخير والجمال فهو ينبوع يفيض من داخلك الى محيطك فيغير العالم لك ولمن حولك فهذا هو الحب .
    - الحب لفكرة لجملة لوطن لرسالة لعقيدة لشخص لعمل لكل شيء من الممكن أن يؤثر ويغير في صاحبه ويجعله الأفضل والأروع والأحسن بفضل الله عليه فهذا هو الحب الحقيقي الصادق .





    صور الحب :
    وللحب صور عديدة وأنواع متعددة أعلاها وأفضلها وأجلها :
    - المحبة في الله ولله وهي تستلزم محبة ما أحب الله ، وتستلزم محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

    - محبة القرابة ومحبة الألفة ومحبة الصداقة ومحبة الاتفاق في طريقة أو دين أو مذهب أو مهنة أو صناعة ومحبة التعرف ومحبة بلوغ اللذة ومحبة لنيل غرض من المحبوب إما من جاهه أو مال ومحبة العشق فكل محبة تنقضي بقضاء هدفها وتزيد وتنقص إلا محبة الله وفي الله ، لأنه من ودك لأمر ولي عند إنقضائه .
    - محبة المشاكله والمناسبة ( هي انجذاب الشيء الى موافقة ومجانسة بالطبع فالمثل إلى مثله مائل وإليه صائر ، والضد عن ضده هارب وعنه نافر ).
    وقال الله تعالي ((هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) )) سورة الأعراف-
    فجعل سبب سكون الرجل الى المرآة كونها من جنسه وجوهره وهذا يفسر إلتقاء شخصين ربما مختلفين في الصورة والحسن وربما مختلفين في القصد والإدارة وإن كانت الأتفاق من أسباب المحبة ولذا فالمحبة الحقيقة لا تزول إلا بعارض يزيلها كالموت ، فربما تجد من يحب ويبلغ من العمر دهرا وإذا ذكرت له الحبيبة تذكر وصبا وتبدل وازداد شوقا وحنينا اليها. ونفس المحب عالمة تبحث عمن تحب مشتهية لملاقاته جاذبة منجذبة إليه، فإنها استحسان روحاني وإمتزاج نفساني ولذا إذا وجدت علاقة بين طرفين أحدهم أكثر من الآخر فهي إما محبة غرضيه أي لحاجة وغرض لأحدهم فلا يشتركان في محبة الغرض أو يوجد مانع في المحب إما في خلقه أو خلقته تمنع الألتقاء والأقتراب بينهم فإذا لم توجد تلك الموانع كانت المحبة ذاتية من كلا الطرفين بنفس الدرجة ونفس القوة ومتبادلة الأتجاه .

    - صورة حب الأخرين في كل الصور أم وأب وأخ وأخت وابن وصديق وأخر لا تعلم له سميا إلا أنه إنسان حب الخير وهو حب العطاء والمساعدة والبذل من أجل ذاتنا في الأخرين .
    - صورة حب الذات في ذات تسكن اليها تسر اليها بمكنونات النفس تعشق لمساتها صوتها حركتها سكونها حب الذات وعشق الروح في الجسد وعناق في استسلام مع حديث همس في صرخات من أعماق النفس الى نفس تحتويها فتعيد لك التوازن وتعيد للحياة طبيعتها وللكون حركته وللنفس سكونها ووداعتها واستعدادها للعودة من جديد في كل مرة امرأة ورجل جديد أسفل زخات المطر يعدن الولادة من جديد في رحم الحب في أعماق الذات يتقابلان ، يتلاقيان ، يتهامسان ، يتحادثان ، يتعانقان ، يتحاوران ، يسجدان على سجادة الصلاة سويا في البحث عن عبادة الله الواحد الأحد في اتحادهم واتساقهم في لحظات السكون والدعاء بالتواصل .





    درجات الحب :
    الحب مثل كل الأشياء يبدأ صغيرا ينمو وتزداد فيبدأ بالإعجاب ثم التعلق ثم التغير بأن يسقط على من يحبه أشياء ليست فيه ثم التبلور وهي مرحلة وضع كل الصفات والمزايا في صورة جديدة متبلورة يبدأ بالإعجاب بالصورة الحسنة فالنفس مجبولة على الولع وتمييز الحسن والإعجاب به فيقترن بها ويقترب منها فإذا اقتربت منها وجدت أشكال من الاتصال الأخرى بدأت تتدرج إلى المراحل الأخرى حتى تصل إلى المحبة الحقيقية وإن لم تتجاوز الصورة أصبحت حب شهوة ،

    والحب داء وفيه الدواء منه على قدر المعاناة ومقام مستلذ وعلة مشتهاة لا يود السليم البراء منها .


    - تذهب لمعرض به صور رائعة فتجد صورة جميلة براقة ألوانها قوية وتعبيراتها صارخة تجذبك من أول صالة العرض فتذهب إلى هناك تقف أمامها وتنظر إليها فتجد معانيها رقيقة سطحية سرعان ما تتركها ، بعد ان تفقد الألوان بريقها وتأثيرها وتتحول الألوان القوية إلى أشياء تزعجك فلا تستطيع أن تكمل الوقوف أمامها أو تجد خلف جمال الصورة عمق الشخصية ودفء المشاعر ونبل الأخلاق فتعيش بداخلها . ولعلك تجد شخص يقف أمام لوحة لا يتحرك تتعجب ماذا يعجبه فيها ، فهو قد وجد ما يجذبه وما يجعله يعيش بداخل تلك الصورة واستمد منها الاتصال الروحي الذي يدفعه إلى التفكير فيها وحولها ومن خلالها ،


    - وإذا نظرنا إلى قطعة من الألماس نجدها في الأساس قطعة من الخشب تعلقت بمجموعة من البلورات الزجاجية حتى التصقت بها ثم تبلورت حولها العديد من الطبقات حتى تحولت الى قطعة من الألماس النادر التي غيرت من طبيعة المادة وقيمتها فهذا الحب الحقيقي يحول النفوس والطباع الى قطع من الألماس تتواري خلفها كل الصور الأولى إلى صورة حالية براقة تخطف الأبصار وتسير بالعقول وتبقي مع الزمن قيمة خالدة عطائه براقة حتى بعد أن تنتهي الحياة فمازالت قصص المحبين والشعراء تثير في أنفسنا الراحة والسعادة والبحث عن الحب حتى بعد أن مضوا وانتهوا من عالمنا فقطعة الألماس تبقي آلاف السنين وتظل تشع بريقا ولمعانا على مدار السنين .


    - أو حبة من الرمل عشقت محارة فتحولت وتبدلت إلى لؤلؤة براقة جميلة تظل دوما رمز للنقاء والأصالة والقوة والجمال في أن واحد هكذا الحب لؤلؤة نادرة بداخلها ألماس في صورة من صور الطبيعة وقدرة الخالق على الإبداع تبارك الله أحسن الخالقين ، وكأن العشق مبدل مغير من صورة الأقل الى صورة الأعلى والأفضل والأكثر تميزا ، فمن حب ولم يتبدل أو يتغير أو يتطور فهو موهم بالحب وليس محبا عاشقا أو محب بالدرجات الأولى من الحب ، فالحب درجات ومراتب وليس كل المحبين درجة واحدة .





    تعريف كلمة الحب لغويا :
    والحب (ح – ب ) كلمة مكونة من حرفين:
    حرف الحاء (ويخرج من داخل الروح من أقصى الحلق وكأنه ينطق من أعماقك )
    حرف الباء ( يخرج من الشفتين ويغلق عليها وكأنه سر من أسرار حياتي يغلق الروح عليه والنفس ودعيهم يا حياتي يفكرون يتخيلون )
    وكأن حروف الحب تدل على أنه بداية من داخلك بكل أعماقك تغلق عليها حياتك وتغلق عليها كل أشيائك وأفعالك حب بلا بداية إلى نهاية بدون افتراق فيخرج من أعماق النفس ليحرك القلب فتنطق به الشفاه وتتخاطب به العيون وتتصاعد به الآهات والزفرات والعبرات وتتحرك به اللمسات.
    والأفعال والأقوال التي نعبر بها عن الحب لا قيمة لها إن لم تكن نابعة من مشاعر دفينه بالقلب صادقة يتوافق فيها الظاهر والباطن على نفس الدرجة والوتيرة من الألتقاء والألتصاق.
    فالحب ليس نزوة عابرة او شهوة مجردة وإنما هو اشتراك بين روح وجسد ،

    فالحب ليس حب جسد لجسد فيكون شهوة ورغبة حب الشهوة والألتقاء والألتصاق فإذا انقضت وتمت الرغبة سرعان ما يترك كلا منهم الأخر فحبهم كان للعلاقة وليس للأخر ينقضي بانقضاء العلاقة. وانتهاء لذاتها .
    والحب ليس حب روح لروح فتكون تخيلات وأحلام فكرية تداعب خيال ملائكي للأرواح

    لا أجساد لها فيكون أوهام وأحلام خرفية في ليالي غاب فيها العقل والجسد معا ،

    بل هو أمر وحكمة الله الواحد الأحد الذي خلق الأرواح تتلبس الأجساد فتتحكم بها وتأمرها فتأتمر بأمرها

    فالحب روح تتقابل تتعانق وجسد يلتقي يشفى للروح رغبتها في الألتصاق واللقاء والعناق.




    علامات وبدايات الحب :
    إدامة النظر إلى من تحب فالعين رسول المحبة والمخبرة عن أسرار النفس والمعبرة عن بواطنها وأول سهام الحب ورسول المحبين ولذا حرص الشرع الحنيف على غض البصر وحرص القرآن الكريم على أن يقول للمؤمنين والمؤمنات على غض أبصارهم عما لا يجوز لهم أو غير محلل لهم وفي هذا حرص على آلا يقع الإنسان في حالة الحب الغير حلال وغير المتوافق مع ضوابط الشرع التي تأخذ بالعقل فيتبع المحب المحبوب فيقبل على حديثه وينصت له وتصديقه في كل شيء وموافقته والتعمد للقعود بقربه والدنو منه ومنها اضطراب المحب إذا وجد من يشبه محبوبة أو ذكر مجرد اسمه فجأة واضطراب يظهر على المحب عند رؤية من يحب فجأة .


    والحب الحقيقي مبدل لطبائع النفوس ومغير العادات ، فيحيل الشخص لأخر يطغي الحب على حركاته وسكناته ، فكم من بخيل جاد، وعبوس تطلق ، وجبان تشجع ، وحاد ترقق ، وجاهل تعلم ، وناسك تفتك ، ومصون تهتك . ومن مظاهرة التعمد لمس اليد عند المحادثة ، لمس ما أمكن من الأعضاء الظاهرة ، وعناق الباطنة بالروح والرغبة ، وتحري المكان الذي يقابله فيه ، وإذا حدث بينهم إختلاف كبير لا يصلحه سوى الدهر الطويل فإذا تقابلا فلا تلبث أن تراهما عادا إلى أجمل الصحبة ، وسقط الخلاف ،

    وانصرف إلى المضاحكة والمداعبة في الوقت ذاته .

    - من علاماته تجد المحب سيتدعي سماع اسم من يحب ويستلذ الكلام عن أخباره ، ولا يرتاح لشيء ارتياحه لها ، ولا ينهيه عن ذلك تخوف أن يفطن السامع ويفهم الحاضر.
    - من علاماته حب الوحدة والأنس بالإنفراد والسهر من أعراض المحبين وحديث النجوم وحركة الكواكب وترقب صعود الشمس وغياب القمر.
    - من علاماته الجزع الشديد عندما يري من إعراض محبوبة عنه وأنفاره منه وآية ذلك الزفير وقلة الحركة والتأوة وتنفس الصعداء .
    - من علاماته أنك ترى المحب يحب أهل محبوبة وقرابته وخاصته حتى يكونوا أحظي لديه من أهله ونفسه ومن جميع خاصته.

    واعلم قد يكون في الدنيا ما يغنى الشخص عن الناس وأهل الأرض جميعا ولكن الدنيا بما وسعت ورحبت لا يمكن ان تغنى او تعوض محبا عن الذي يحبه فهو شخص واحد في ذاته ولكنه في حساب المحب أول الأعداد والأشخاص وأخرهم إذ ليس بعد آخر مهما تكررت الأشخاص وتغيرت الصور

    وتبدلت الأماكن إذا تمكن الحب الصادق من النفس .

    وإذا كان الكلام والتعبير واللغة وسيلة وأداة من أدوات الحياة ، أما الحب فالحياة من بعض أدواته فالحياة تشمل الحياة على الأرض والحياة في السماء والفكر والعقل والماجن والحكيم والمجنون فالحب حياة في ذاتها تختلف عن تعبيرات ولغات الأخرين فالكلمة الصادقة النقية التى يلقيها حبيب الى محبوبته تأتى وكأنها لغة مخلوقة لذاتها ولحظتها إذ ينتزع منها المحب صورا لا يراها كل الناس ويصب له من نفسه معاني لا تكون لها في ذات الكلمة ويراها مبتدعة ابتداعا غريبا كأنه رسالة حياة كاملة في كلمة فمن الممكن ان تكون رسالة يراها اثنين من المحبين حياة بأسرها في أربع حروف تنساق فيها كل الرغبات من تنهيد وبكاء وضحكات وأمل وفرح وتوجع ولقاء وارتقاب وسعادة بنتيجة ، إذ ان كل كلمة ببينهم تضرب على قلب احدهم او كلايهما معا وعلى عقله فتكون حروف خلفها صور وأحداث ومشاعر .
    - من علاماته البكاء للمحبين فهو غزير تحضره دمعته إذا تذكر حبيبة .
    - من آياته مراعاة المحب لمحبوبة وحفظة لكل مايقع منه وبحثه عن أخباره حتى لاتسقط عنه دقيقه ولا جليلة وتتبعه لحركاته.
    - الحب مبدع في ذاته دافع لغيره فيجعل المحب في أحسن حالاته وأعصابه هادئة خصوصا إذا بلغ المحب حبيبة وامن برفقته وانس بقربه فيكون إطالة عمر في عمره وتفاؤل ينتشر في وجدانه ويدفعه إلى عمل خارج عن طباعه مبدع في صوره وأشكاله .
    - من علامات الحب الحقيقي أن يتبدل الخامل الذِكر الضعيف الهمة إلى نشيط متقد الذكاء واسع الصيت ، أن يتبدل البعيد الرؤية إلى حكيم صفيح يعلو إلى عنان مجد السماء ويصعد منصات التتويج والإعجاب يبحث عن عيون من يحبها ليقول لها أنا هنا في أعلى من داخل أعماقي

    هنا من أجلك أنت من أجل أن أكون من يحبك ومن تحبينه سيدتي.

    فانا كقطرة ماء تمتزج في أنهار شوقك وحنينك ونسمة عليل في عواطفك العذبة الندية فلا يوجد شيء وحيد فحكمة الخالق أن تلتقي الأشياء وتمتزج في روح ومكان ومشاعر واحدة فلماذا لا نلتقي أنا وأنت سيدتي نلتقي على لحظات المجد نصنعه سويا اصنعه من أجلك ولك وبك فانا منك وأنت لي .!!!!
    الحب قانون كل شيء من حولنا لا يتدخل فيه الإنسان ، فتجدي فراشة تطير على زهرة تجمع الرحيق وتنقل معها حبوب اللقاح والنمو والأستمرار والأزدهار بشكل بديع متناسق

    وتعطيك من حلاوتها وتعطي للكون جماله ورقته وعذوبته .
    إذا فقد الحب فلن يكون هناك معنى او قيمة للكون بما فيه مهما كبر ومهما اتسع او ضم او رحب فلا أمومة ولا طفولة ولا حياة بدون الحب لو درجة من درجات الحب والأمل في الغد المشرق .




    حالات المحب :
    الحب ليس درجة واحدة او حالة واحدة تبدأ بنفس الدرجة والسرعة والوصول وحكمة الواحد الأحد جلا علاه في أن الأشياء تتدرج من بدايتها ولذا ينقسم الحب الى أقسام حسب الحالات والدرجات التى يمر بها المحب لمحبوبه :

    1- الإعجاب : إعجاب المحب بشيء يجده فيمن يحبه .
    2- العلاقة : وهي تعلق المحب بالمحبوب.
    3- الصبابة : انصباب قلب المحب على محبوبه في كل الصور والحالات.
    4- الغرام : لزوم الحب للقلب المحب لزوما لا ينفك عنه في كل حالاته وعلى مدار يومه وليله. فإذا استيقظ وجدها في نظرة عينيه وجدها في أشياءه وإذا نام وجدها في حلمه ومنامه.
    5- العشق : وهي إفراط المحب والمحبة لمحبوبة بدون تفكير او تدقيق او تمحيص فهو أنا وأنا لست ادري من أنا.
    6- الشوق : سفر القلب إلى المحبوب والسكون بداخله فلا أرى الآ ما يرى ولا استحسن من الكون إلا ما استحسنته عينيه وما أهفو الى قلب الا للذي بداخله.
    7- التيم : تعبد المحب لمحبوبة وهي درجة المحب لله في ذاته فتتعبد في ذاته تعبد التيم في كل أفعاله خالصة لله ولوجه الكريم كل الأفعال بلذة المحب المتشوق الى لقاءه ويتعبد في ذاته.

    وهناك الشغف والهيام وغيرها الكثير مما شابه ما سبق من حالات...




    المحب يعشق القيم العليا والشموخ والكبرياء والمغامرة والإباء ويهيم بالفن والفكر يهيم في عالم من الجمال والسحر في عيون محبوبته ويجوب وادي من أفكار البحث عنها ، البحث لها ، البحث معها ،البحث عنها في ذاته وفي ذاتها وفي الكون من حوله، والبحث لها في أفضل الصور والمعاني والكلمات ، والبحث معها عن سعادة الأرض وجنة الفردوس .
    ويقول الله سبحانه وتعالى ((وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201)) البقرة - .
    فحسنة الدنيا المرأة الصالحة المحبة لزوجها المحب لها ، تحب بكل مشاعرها وكيانها وإحساسها ، وحسنة الآخرة الجنة وتمنى الفردوس الأعلى ، فكأن المرأة المحبة فردوس الأرض والجنة فردوس الآخرة ، وهنا من يعيش الحب في قمة حالاته وأعلى عطائه يحصل على فردوس الأرض وإن شاء الله يحصل على فردوس السماء باذن الله وفضله ، ومن أنعم عليه خالقه بالفردوس الأرضي سيصله لا محالة بإذن الله الى الفردوس السماوي أيضا بجوده وكرمه على عبده . !!!*
    ولذا العاشق المحب لذاته من خلال ذات حبيبه يدفع في ذلك أثمن وأغلي ما يدفعه محب للفردوس وتاتي كلماته نابضة بصدق مشاعره ونابعة من داخل أعماق ذاته في بداية الكون تبحث عنها لنهاية الفردوس لفردوس أخر ممتد بلا نهاية ولذا الحب طريق الجنة ووسيلة المحبين لبلوغ المراد فلن تبلغ المراد بدون بلوغ سبل المحبين العاشقين لله سبحانه وتعالى والمحاسبين لأنفسهم الناظرين له في كل الصور وفي كل الحالات .
    - الحب حالة من العطاء المتصل المستمر الذي يأخذ من نبع المحبة في ذاته ويعطيها للأخرين ولذا يجب السماع الى صوت المحبة الخالصة والحب الخالص والعمل بتأصيل الحب في الذات وإعطائه للأخرين ، وكما قال جبران خليل جبران " إذا اشارت المحبة إليكم فاتبعوها .. وإذا ضمتكم بجناحيها فأطيعوها .. وإذا خاطبتكم فصدقوها .. المحبة لا تعطي إلا من ذاتها ... ولا تأخذ إلا من ذاتها .."
    - قال الشاعر الأنجليزي الشهير جورج شامبان على لسان فاليريو ابن الفارس كونستازيو في مسرحيتة All fools – أخبرك أن الحب هو شمس الطبيعة الثانية يفجر ينبوعا من الفضائل حينما يشرق ، وكما أنه بدون الشمس عين العالم الكبيرة يصبح كل ما في الفن والطبيعة من ألوان وجمال عبثا في نظر الرجال. كذلك فإنه بدون الحب يصبح كل ما في النساء من جمال عبثا ، وتصبح كل الفضائل التي اكتسبها الرجال خاملة لأن الحب يظهرها مثلما تظهر الشمس الألوان ، وكما تعكس الشمس على العالم أشعتها الدافئة وتنمي الفواكه والأزهار ، فإن الحب حينما يشع جيدا في داخل الإنسان يولد فيه كل الثمار المشرقة الشجاعة والفضيلة والأفكار السامية إنه الفردوس والجنة في الأرض.
    وهنا كما تكون الشمس هي المحرك الرئيسي لحركة الكون بفضل الله وحكمته وهي التى تصنع الصور والنماء وتلبس الأشياء ألوانها وحقائقها وبدون الشمس ستشح كل الأشياء من حولنا بالسواء والموت وتفقد كل الصور والحالات تأثيرها فهكذا الحب الصادق العفيف النقي يصنع في نفوس الرجال وطبائعهم فتولد بداخله كل الفضائل وتكتسب كل الصور الداخلية الكثير من المعاني والقيمة لها بالحب .
    الحب قامت له الدنيا وبدأت به الحياة ، فحب الله سبحانه وتعالى لخلقه ، خلق لهم الأرض والسماء ، وأقام لهم أسباب الحياة ، فأشرقت الشمس وعمرت الأرض بنور ربها ، وأرسل الأنبياء لهداية البشر ، وأقام الجنة للمحبين الطائعين له سبحانه وتعالى ، المحبين لذاته الطائعين له والمحبين لجنته ، والمحبين لكره المعصية والنار ، وأقام النار للمحبين للعدل والقصاص ، فكانت الأرض والسماء والخلق والجنة والنار هي علامات الحب والحب هو أساس وجودها .
    والإنسان المسلم الحق مثل النسيم العليل يهب على كل واد بما فيها من أشجار ونباتات وصحراء وبشر كالمطر يهطل على الأرض الجرداء فتتحول الى جنة خضراء بأمر ربها ، يمنح الحب الصادق لكل الناس بكل أنواعهم وطوائفهم وميولهم واتجاهاتهم بعيدا عن عرق او عرف او دين فهم في النهاية بشر من خلق الله يتمنى ان يكونوا مثله على ما يراه من الحق والتوحيد والصدق لأنه يتمنى الخير لكل البشر في الدنيا ، والأخرة في جنة الله ويتألم إذا رأى الناس في ضلال وخداع وظلم ويخشى عليهم من الإفساد في الأرض الذي استخلفه الله فيها في الدنيا ومن نار الله في الآخرة .

    قيل لعالم عابد ابنك قد عشق فقال" الحمد لله الآن رقت حواشيه ولطفت معانية وملحت إشاراته وظرفت حركاته وحسنت عباراته وجادت رسائله وجلت شمائله فواظب المليح وتجنب القببح " .

    الحب نجاح بإمتياز . فهو إحساس داخلي تعقبه كلمه يتبعها فكر وعمل وإبداع وحياة بكل ما فيها من بذل وعطاء وجهد وسعادة وبكاء ودموع فالحب حياة كاملة .
    الحب يجعلك في صحة جيدة وسعادة من الإكتفاء بما تحب عما سواه وهدوء الأعصاب فيجعل جميع العمليات الحيوية بداخل الجسم تعمل بإنتظام وكفاءة والتوترات تختفي والتفاؤل ينتشر في وجدان المحب وأفكاره فيدفعه للعمل المثمر الذي يمتعه ويمتع الأخرين وتزداد مقاومة الخلايا له لكل الأشياء الضارة والفاسدة فالحب مدافع لأمراض العصر والسرطانات فإذا كنت محبه سيدتي ستتجاوزين الأزمة وتعودين الى من تحبين تنثرين الضحكة والابتسامة على كل الشفاة المحيطة بك سيدتي . فالحب يجعلك تتفاعلين مع أقدار الله بقدر الله وبتفاؤل وأمل وبسمة في رحمة ربك ومغفرته وأنه يعطى الإنسان دائما الخير

    وقيل أن المأمون أمير المؤمنين سأل يحيى بن أكثم – قاضي - عن العشق ما هو ؟
    فقال هو سوانح تسنح للمرء ، فيهتم بها قلبه ، وتؤثرها نفسه .
    فقال له ثمامة : اسكت يا يحيى ! إنما عليك ان تجيب في مسألة طلاق أو في محرم صاد ضبيا أو قتل نملة ، فأما هذه فمسائلنا نحن – وكان ثمامة شاعر –
    فقال له المأمون : قل ياثمامة ، ما العشق ؟
    فقال ثمامة : العشق جليس ممتع ، وأليف مؤنس ، وصاحب ملك مسالكه لطيفه ، ومذاهبه غامضة ، وأحكامه جائزة ، ملك الأبدان وأرواحها ، والقلوب وخواطرها ، والعيون ونواظرها ، والعقول وآراءها ، وأعطى عنان طاعتها ، وقود تصرفها ، تواري عن الأبصار مدخله ، وعمي في القلوب مسلكه .
    فقال له المأمون : أحسنت والله ياثمامة وأمر له بالف دينار .
    - فقد صور الشاعر العاشق الحب بجليس وأليف وصاحب حكم وسلطه على محبه وأحكامه غير قابلة للتفسير أو التعليل أو الفهم فيكفي أنه محب يمتلك عليه قلبه وما فيه من خواطر وأهات ، والعيون وما ترى وما تسمع وما تفكر ، والعقل وتصرفاته ، ويكون بمكنون النفس في داخلها مثل الروح لاتروي ولكن تشعر بها .
    - وتسكن اليها وتتقابل وتتمازج وتتحد في منظومة كما كل الأشياء في الكون من حولنا ولذا فالحب قانون كل شيء من حولنا لا يتدخل فيه الإنسان فهي منظومة من فراشة تطير على زهرة رقيقة بكل الحب فتجمع منها الرحيق وتنقل معها حبوب اللقاح والنمو والأستمرار والأزدهار بشكل بديع متناسق وتعطيك من حلاوتها ولذا في النهاية يقول لها إذا لم تكوني معي فليس معنى لكل الأشياء فإذا انتف وجود الحب فلن يكون هناك معنى او قيمة للكون بما فيه مهما كبر ومهما اتسع أو ضم أو رحب فلا وجود بدون الحب فلا أمومة ولا طفولة ولا حياة بدون حب على الأقل ولو درجة من درجات الحب والأمل في الغد المشرق .




    السحر والحب عند القدماء المصريين :


    - أعتقد المصريين القدماء بأن الحب قوة خفية متقلبة لا يمكن السيطرة عليها ولذا ارتبطت بعالم السحر والسحرة ولذا أقام السحرة جرعة سموها جرعة الحب – يؤخذ بعض القطرات من الدم من بنصر العاشق او العاشقة ويذاب في إناء السحر بعد أن تقرأ عليه تعاويذ خاصة ويعطى لمن يراد التأثير عليه ، فيعمل السحر على استمالة قلبه وخضوعه لمحبوبة أو عودته إليه بعد فراق .
    - وقد وجد مكتوبا لفتى لجلب محبة حبيبته واستمالتها " ياحور أجعل ( فلانة بنت فلان ) تتبعنى كما يتبع الثور علفه ويتبع القطيع راعيه وسرب البط قائده " . وهنا سيدتي كانت عقلية الفتى العامل الذي استوحي تشبيهاته وتعبيراته من خلال ممارساته اليومية في البيئة المحيطة به من خلال عمل متصل وشقاء في البحث عن الذات .
    - وقد وجد مكتوبا لفتاة في تعويذة مماثلة " قم وأربط من أهواه ليكون حبيبي .. ليبقى كالقلادة حول عنقي والأسورة حول معصمي ، لا تجعل عين الشر تفصل بيننا او تبعده عني " وهنا روعة التصوير والتشبيه للفتاة العاشقة وصورها المرتبطة بحياتها اليومية من خلال الحلي والجواهر والدعة ولكن تظل أنشودة جميلة ورقيقة من الممكن ان يهديها عاشق محب إلى ساحرته حتى اليوم ولو بعد مرور آلاف السنين .

    فالحب والقلب واحد من قبل وبعد آلاف السنين ولكن تختلف التعابير والصور باختلاف البيئات وتظل هناك كلمات خالدة لها دلالتها وتأثيرها الذي يتجاوز الزمان والمكان ويمر على مر العصور يشعرك بحين الكلمات ودفيء القلب بالمشاعر .




    دستور سيلادون في الحب في الأدب الفرنسي :


    - ناخذ من قصة أونورية دور فيه المشهورة أستريه وهي قصة غرام الراعية أستريه والفتى سيلادون وكان دستور سيلادون في الحب هو دستور الهوى الشاعري العفيف ويتلخص في ثماني

    - سنكتب ماقال وتكتب ما نقول نحن عليه :
    1- كن مفرطا في حبك - ونقول كن محب في كل الأشياء وليس مفرطا، فالحب اعتدال ونجاح ، كن محبا في تعاملك في صوتك في حديثك في تفكيرك محبا لخالقك ، محبا لنبيك ورسولك ، محبا لكتابك وعقيدتك ، محبا لذاتك ، محبا لفتاتك ، محبا في كل لحظات حياتك حتى لحظة النوم والممات ، كن محبا في يومك وليلك وفكرك وسكونك وصمتك ، كن محبا في كل الأشياء وجميع الأشياء من حولك .
    2- لا تطوي قلبك على عاطفة أخرى ملتهبة غير هذا الحب – نقول محبا لكل الأشياء حتى حب الكره الذي يجب ان يكره فتجعل الحب دستورك وقانونك الحقيقي لوجودك حتى لحظات الكره والبغضاء تخرج من رحم الحب ، فتحب القتل للظلمة والمعتدين ، وتحب النار للجبارين والطغاة .
    3- أحبب أمرآة واحدة فقط – نقول أحبب كل الأشياء من خلال امرأة واحدة فقط ، فسكون الليل هو صمتها ، والنهار هو ضحكتها وحركتها ، والشمس هي ضيائها ، والقمر هو نورها ، وبسمه الطفل الصغير هي بسمتها ، والدمعة الحزينة التي تنساب من أم ثكلي هي دموعها تجدها في كل الأشياء ومن حولك في كل الصور، كن محبا للمرأة واحدة تراها كل النساء وكل الكون بما فيه من صور ومعاني من تضارب وتضاد من توافق واتحد .
    4- فليكن همك الأوحد إسعاد المرأة التي تحبها – نقول فليكن همك إسعاد ذاتك في كل الأشياء وكل الصور فإسعاد ذاتك إسعاداً لها ، وإسعادها غاية ذاتك ، بسمتها ،ضحكتها ، أملها في الغد المشرق هدفك وغايتك ، إسعاد الكون من حولك في كل الأشياء في لمسة الحنان والصدق والرحمة بحيوان او زهرة حتى بجماد إسعاد لها ورقة لمعانيها وصورها فربما تلمسه يديها في يوم او تسقط عينه عليه في لحظة

    فليكن همك إسعادها من خلال إسعاد كل من حولك وإسعاد ذاتك في ذاتها .
    5- دافع عن محبوبتك ضد كل أذى أو عدوان – نقول دافع عن كل مظلوم ، عن كل محتاج ، عن كل بائس شقي أعطى الابتسامة والأمل لكل المحتاجين والمتعطشين للأمل والأمان والحلم الجميل الرقيق في المستقبل فهذا دفاعا عن محبوبتك دفاعك عن كل الأخطاء في ذاتك عن تصحيح نفسك دفاعا عن محبوبتك ضد كل أذى حتى ولو أذى ذاتي بداخلك دافع عنها بتصحيح ذاتك للتوافق مع ذاتها كما تشتهيك وتحب ان تجدك .
    6- انظر إليها باعتبارها كاملة في كل الصفات – نقول انظر اليها باعتبارها القياس والنموذج لكل الأشياء فكلماتها نغم وصوتها لحن جميل في الأذن ورؤيته عينها حلم عيونك وأنس جفونك وعناق ليلك فهي بكل ما فيها بكل صورها هي القياس والحلم والنموذج الرقيق الكامل الذي يحتذى ويتصور من خلالها ومن خلالك .
    7- لا تكن لك إرادة غير إرادتها – نقول لتكن رغباتها وأحلامها وأفكارها هي رغباتك في أعماق نفسك وقمة أحلامك وإرادتك تنساق مع إرادتها في إرادة مشتركة ترى الكون هو لحظة العناق والاستسلام تعلن عن إرادة محبين تصنع عالماً من الكلمات والمعاني والصور والأحداث ،

    تصنع بسمة وأمل ويوم سعيد وغد مشرق بالأمل والفكر والعمل ،

    نتحد في إرادتنا لنحقق حلمنا المشترك عالم جميل رقيق من الحب ومن العناق والبحث عن ذات في ذات .
    8- لتعد بأن تظل مقيما على حبها على الدوام – نقول إذا كانت هي من تراها في كل الأشياء من حولك وترى كل الصور من خلالها وتدافع عنها وعن الأطفال والأيتام والأرامل والصور المشوهة والحالات المحتاجة والأصوات الخانقة الباكية ، إذا كانت هي ادارة حلم الغد واليوم وأمس ، فلن تكون ذاتك إلا من خلال ذاتها ، تتحرك بداخلك لا تراها ولكن تشعر بها في كلماتك في صمتك في همسك في لمسك في سكونك وحركتك فهي كل الأشياء والمعبرة عنك ، كالروح في الجسد فلن تكون سوى امرأة واحده مهما بعدت أو طالت المسافات والأماكن ، مهما أشرقت من الشرق أو غربت من الغرب ، شمس من الشرق أوقمراً من الغرب يسير بجوارك او تراه يبعد عنك في جبال اسبانيا والهمالايا او فوق سفوح التبت فهي في ذاتك في كل الأشياء من حولك .تشعر بها بمجرد ما تسمع صوتها في أول لحظة ترفع سماعة هاتف وتقول لك " الوو" تشعر بحالة من العناق والأستسلام ارتقاء هضاب وجبال تتشبث بثناياها وهبوط في وادي عميق تسقط في بئر عميق بين ضفتي شاطئ مع كلمة " الوو" من شفتيها تسقط على أذنيك فتصيبك بحالة من نشوى اللقاء والعناق والاستسلام لرغبات الذات والجسد في كلمة تعطي صور ة وصورة تعطي حياة .




    - تتسائلين فتاتي الرقيقة وابتسامة استغراب على شفتيك وتقولين هذا سيدي خيال مفرط في عقلك أنت ومن الواضح انك لم تبرح الصبي الصغير الذي ينظر للنيل ويري الحسناوات يتضاحكن وهن يغسلن ملابسهن على صفحته فتأملهن عروس البحر أو ساحرات الإغريق وآلهة الجمال لديهم ؟

    - نقول لك فتاتي الرقيقة انتظري دقيقة أليس من الممكن أن يتوحد عقل رجل ورجل أو عقل امرأة وامرأة أو عقل رجل وامرأة في أمور كثيرة من حولنا حتى في أمنياتنا ، وأعلمي إذا اتحد الهدف والغاية وتعلمنا فنون العمل نتحد ونتمازج في الأفعال ونأتي بأجمل الأصوات والألحان .


    - أليست الفرق الموسيقية تتوحد في لحن واحد ينساب من فوق كل الآلات في نسق كأنها يد واحدة فقط تعزف في تلك اللحظة مع أنهم عديد من الأيدي والصور ولكن اتحدوا في الهدف وتعلموا كيفية التعبير فكان كل واحد منفردا في ذاته متحدا مع الآخر وربما لا ينظر إليه أو يسمع إليه أليست تلك حقيقة موجودة ظاهرة .


    - فتاتي الم تشاهدي طائر يطير من قبل هل يطير بجناح واحد أم بجناحين يرفرف على العالم في سلام فربما أحدهم أعلى والآخر أسفل منه يساعده في دورانه ليصل إلى تحقيق الهدف والغاية .
    الحب طائر رقيق إذا اتحد جناحيه بين الرجل والمرأة وتم تحديد الهدف سرعان ما يصبح الطيران متعة في ذاته فالوصول إلى الهدف متعة كاملة كمتعة الحصول على الهدف ذاته .
    ونحن نقول ونؤمن انه إذا توحدا على الهدف واتفقا على الوسيلة وتعلما فنون الأداء يصبحان غاية واحدة فكرة واحدة جملة واحد ة صورة واحدة ليست هي هو ، ولا هو هي ، ولكن هما شخص جديد مزج هي في هو للبحث عنهم في هم في كل الأشياء من حولهم سيدتي .


    - نقول أيضا من كنت له كل الأشياء ، كل الصور ، الحلم والمستقبل ؟ ماذا يكون لك ؟ أليس من المنطقي أن يكون لك كل الأشياء نفسها بنفس القوة والدرجة وتزداد يوماً بعد يوم ؟
    ما جزاء الحب إلا الحب ، فالحب الصادق الحقيقي النابع من حب الكون في كل صورة أليس جزاءه الحب في كل الأشياء ، وأعلمي إن لم نحصل على من يقدر حبنا في أشخاص رجل أو أمرآة فسنحصل في تعاملنا في بسمتنا في التفاؤل والأمل في السعادة ونظرة الامتنان في الدعوات التي تصعد للسماء تدعوا الله أن يحفظك ويسدد خطاك ، ستحصلين عليه أكيد أكيد ربما اليوم أو غدا أو بعد غد أو في نهاية المشوار وقبل الغروب بلحظات فسيأتي لا محالة ربما في اللحظة التي تشعرين انه لن يأتي وتدرين الوجه لأخرى فتجديه في ابسط الصور وأسهل الكلمات واصدق التعابير في كلمة تتبعها جمله تلاحقها فكرة وإحساس يشبعها الحلم والرغبة .



    - ما نقوله أنه مستحيل الحصول على شربة ماء باردة في صحراء وقت الظهيرة في أيام الصيف ، ويسير يسر الحصول على شربة ماء باردة من نبع مياه في ليالي الشتاء الصافية .
    فإذا كنت في صحراء في قلبك وفكرك وعقلك وبيئتك ومن حولك فأنت كمن يبحث عن شربة الماء في الصحراء وقت الظهيرة ولن يجدها ، فسيجد الماء سراب والأحلام سراب، والعمر يتسرب من يديه ويدفن فوق رمال متحركة لن يترك له أثرا أو علامة أو بصمة ، ولن يمر على صاحبه لحظة سعادة أو هناء أو راحة بال ونوم عين وإغماض جفن على سعادة حقيقة .
    أم أنت على نبع مياة صافي ينحدر من أعلى فينزل ماء بارد نقي ينعش الروح والعقل قبل القلب فهل تجدين صعوبة أن تحصلي على رشفة ماء باردة وأنت على هذا النبع .
    فالأساس أين نحن من أنفسنا من الحب ؟ وأين نبحث عن شربة الماء في صحراء الربع الخالي ذات الرمال الغادرة أم في نبع أهدن الصافي المنحدر من أعلى الجبل ؟ وماذا أعطينا لننال شربة الماء ؟




    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    انثى
    عدد الرسائل : 5871
    العمر : 37
    البلد : دمشق
    شغلتك بلدنية : جرافيكية+مهندسة ديكور وعمارة داخلية
    المزاج : good
    تاريخ التسجيل : 29/08/2007
    نقاط : 9214
    السٌّمعَة : 29

    قلم رد: الحب العلاقة الأهم و الأخطر و لماذا ؟

    مُساهمة من طرف Admin السبت يناير 08, 2011 3:26 pm


    - كوني أنت هي أنت من يبحث عنها الحب وسيأتي اليك في ذاتك في لحظات بكل يسر وسهولة ، فالحب يأتي ويختار ويسقط علينا في كل يوم وكل لحظة ولكن هل نحن مستعدين لاستقباله والتعامل معه ولكن كيف نتعامل معه وما الطريقة المثالية لذلك التعامل وهنا يختلف كل فرد منا فمنا من يجيد السماع إلى دقات قلبه ويعبر عنها فيسمع ويقرأ ذاته جيدا ويعبر عنها فيستمتع ويمتع ، ومنا من يقف على صحراء العمر لايرى سوى الرمال العاصفة ولون الاصفرار في كل الأشياء فكيف سيعرف أن الحب يطرق بابه .


    - من يري الحب حياة وعشرة ومعاشرة وملاطفة وسفر وزاد لرحلة العمر المشتركة ، نشيد قلعة جدرانها أحداث وأفعال نتركها شامخة على الصخر ، فنضحك تارة ونبكي أخرى ، ونهرول لحظة ونسقط لحظات ، فنتشبث بأنفسنا نحتمي بضلوعنا ، نتدثر بالآخر في عري الحياة ، نتدفأ بآهات الأنفس وزفير الروح في برودة العيون والبشر ، نرى أحلامنا تنمو وتكبر مع اليوم والعمر وتقترب الزهرة الرقيقة أن تثمر فهذا حب حقيقي يعيش بعد العمر بعمر ويعمر من الأرض إلى السماء ويمتع أصحابه حتى في لحظات الخوف وهم يتعانقان وينزويان في جانب من العالم الكبير لا يريا سوى دموع تجفف دموع وأيادي تحن على لمسات تائهة في طريق تقول لها غدا أن شاء الله سيكون لنا فاليوم متعة الألم والبكاء وغدا متعة الضحك والسعادة من جديد.
    ومن يراه لحظات من النشوى واللذات سرعان ما تذهب وتترك بداخلك الحسرة اوالندم والألم أو تمر أمامك فلا تراها ولا تشعر بها ولاتعبر لأن بداخلك صحراء لن تعطي في يوما نبع الماء .




    وجوه الحب :
    وللحب وجوه عديدة وصور متنوعة وليست وجوه سبعة كما يقول أنريه موروا يراه سبعة أقنعه أو وجوه فهو تارة عفيف وتارة عنيف وتارة طاهر وتارة فاجر وتارة خيالي وتارة مثالي وتارة ناري واختار موروا نموذج لكل وجه من قصص الحب السبعة في الأدب الفرنسي ونتحدث عن جزء منها لما فيها من نماذج من المحبين والبشر نراها وتقابلنا في أنفسنا وفي الآخرين من حولنا ونحن إذ نورد النص كما هو نعلق على ما نراه ونبدي رأينا فنجد انه أعطى لكل نموذج من الحب اسم وقصه هكذا :
    الحب العفيف الفارس النبيل – قصة الأميرة دي كليف – لمدام دي لافاييت .
    الحب الرومانتيكي – قصة جوليا – لجان جاك رسو .
    الحب الحرام – قصة العلاقات الخطرة – كوديرلوس دي لاكلو .
    الحب الخيالي – قصة مدام بوفاري – لجوستاف فلوبير
    الحب الناري – قصة الأحمر والأسود – ستندال

    - نتحدث عن الحب في قصص الأدب العالمي خصوصا الفرنسي رفيقة حلم الصبي الصغير المتدرج معها الحب العذري الجميل الرقيق إلى الحب الرومانسي الى الحب الأفلاطوني المجرد من الرغبة إلى الحب الخيالي إلى الحب الذاتي الحقيقي فتحول مع الوقت والرغبة والحلم بين وبين ، تراجع تارة ، وانزوى أخرى وتلاشي حتى اختفى في لحظات في زوايا بعيدة من النفس ، واقترب حتى تعانق مع القمر في لحظات التوحد وهكذا دارت اللحظات بين قريب وبعيد ورفيق وغريب ، ولكن يظل بداخلك قلب ينبض ويحتاج إلى الحب إلى رؤية عين من يحب ويعلم أن أجمل ما في الكون عيون امرأة يعشقها يراها ، كل العيون يراها زرقة السماء واتساعها والبحر وانسياب أمواجه والقمر وضيائه والزهر وبسمته على قطرة الندى في ساعات الصباح الباكر في سكون الكون يراها كل العيون وكل الصور في الكون .



    الحب العفيف – قصة مدام دي كليف – لمدام دي لافاييت ومسيو لاروشفوكو


    - قصة "" مدام دي كليف "" لمدام دي لافاييت ومسيو لاروشفوكو – حيث إحساس الحب الذي تشعر بطلة القصة مدام دي كليف مع ميسو دي نيمور – حيث يقول لها " إن النساء يحكمن على مبلغ حب الرجل لهن بمقدار تفانيه في إظهار شعوره نحوهن .. ، وملازمته إياهن في الغدو والرواح وهذه مهمة يسيرة وسهلة للغاية لا سيما إذا كن جميلات ، إما المهمة العسيرة حقا في حرمان الرجل نفسه من مسرة ملازمتهن وتجنبه الاقتراب منهن خشية عيون الناس ، بل خشية ان يلحظن هن أنفسهن شعور الرجل نحوهن... "
    وهنا نجد مدام دي كليف تحركت من قوة الواجب والمجتمع والأخلاق الصارمة التي ربتها عليها أمها فلم تضعف أمام حبها الحقيقي ولكن أيضا لم تستطع إسعاد من أحبت أو إسعاد من احترمت ، فمات الأول -زوجها- كمدا وضاع الثاني -حبيبها- عبثا ، وأغلقت حياتها حبيسة – فكانت النتيجة الجميع خسارة ونحن لا نراه هذا حباً فلن تتحد الخسارة والحب نهائيا ،فإذا وجد الحب لابد ان يكون هناك النجاح والتقدم وهنا تكمن قوة وفهم العقيدة والدين الذي يتجلي في كل الصور يصحح الخطأ ويعدل الاعوجاج ويصحح المسار المنحرف بما يتماشي مع الطبيعة والغريزة المقبولة في إطارها الشرعي الصحيح ومن عظمة تشريع القرآن الكريم انه لا يحاسبك على التفكير او الشعور لكن يحاسب على القول والعمل فقد كان شعورها ذاتيا داخليا لا غبار عليه ولكن ما أنت محاسباً عليه ماذا قلت وماذا فعلت .
    وهنا مدام دي كليف أخطأت في القول نتيجة الخطأ في الفهم والتفكير فأخطأت العمل ، فجاءت كارثة النتائج بأنها أشقت ذاتها وأشقت من حولها . ولذا نجد أن التفكير والمعرفة هي السبيل الى الحب الصحيح والتعبير عنه وفهمه طبيعة الأشياء بصورة حقيقة هي من تعطينا السعادة الحقيقة فالسعادة ليست في الألم والدمار والقتل ، السعادة في الأعمار والازدهار والحق والخير والجمال .



    الحب الرومانتيكي : قصة جان جاك روسو- جوليا أو هيوليز الجديدة -


    - يحاول روسو من خلال المعلم سان بريو لتلميذته التي أحبها جوليا بنت الطبقة الأرستقراطية كتم الحب فترة ولم يجد مفر من أن يرسل لها رسالة يقول فيها " ولم لا افرض أن قلبينا ينبضان بعاطفة واحدة ، كما يخيل إلي ؟ أنه ليحدث أحيانا أن تلتقي أعيننا فجأة ، فتفضح التأوهات مشاعرنا ، وتنهمر من مآقينا الدموع ! أواه ، ياحبيبتي جوليا ، لو يكون اتحاد روحينا إلهاما ! لو تكون السماء قد أعدت كلينا للآخر .. دون أن يحوجنا الأمر إلى الفرار ؟
    وهنا تجدي فكرة التوحد في التفكير والهدف والمشاعر يجعل شعور المحب أن القلبين ينبضان بعاطفة واحدة . حتى عندما يقول لها إن صمتها وعدم مبالاتها ستجعله يذهب كتبت تقول له " كلا ياسيدي .. إن الرجل الحق – كما تعتبر نفسك – لايفر أو يهرب .. وإنما قد يفعل أكثر من ذلك " .
    وهنا مبدأ مهم جدا في تفكير المرأة العاشقة إلى الرجل الحق الذي تحب فليست مجرد كلمات الحب تنساب والدموع تذرف هنا وهناك أو بكا وعويل بل الحب مواجهة وفعل أكثر من ذلك ولكن كيف ؟
    نحن نعتبر ان المقياس الحقيقي للحب فيما بعد الكلمات واللقاءات والزفرات فإذا لم تتعدى الأقوال إلى أفعال وأعمال فهي حالة رغبة جسدية أو نفسية فكرية ان يشعر الإنسان انه يحب شخص ما او هناك من يحبه ، ولكن ليس حب حقيقي في معناه الرئيسي .
    وعندما يفهم رسالتها ورده عليه خطأ ويقول" أن تدعينني إلى الانتحار ! حسنا سوف اقتل نفسي ، فهذا أقل ألما من الفرار بعيدا عنك " تجيبة " يا لحماقة الشباب … إذا كانت حياتي غالية عندك ، فلا تمس بسوء حياتك " !
    وهنا يأتي قيمة الفعل الإيجابي الذي يكمل معاني الحب ويساعدها على الازدهار والنمو في كنف الطبيعة الرحبة المحبة للحياة المبدعة المعمرة للأرض ومن عليها المحققة لنضرة و جمال الطبيعة فنحن نرى أن جمال الطبيعة وزقزقة العصافير وخرير الماء من نبض وطاقة الحب الحقيقي وهي اللون والمعنى لكل الصور الجميلة في الكون من حولنا .
    الحب مشاعر ولكن عمل نابع من فهم حقيقي للأمور وتعبير صادق عما يشعر به ومحاولة جادة حثيثة لتحقيق ما يصبو إليه ويتمناه سيدتي .
    ولذا تقول له في موقع أخر " كن فاضلا أو احتقرك .. واحترمني أو أتركك " وهذه دعوة قوية وصريحة إلى التزام العفة قبل كل شيء آخر وان كان في موضع آخر تتغلب الرغبة الذاتية الشخصية لطبيعة البشر في ان يقبلها ويقبل ابنة عمها كلارا عندما التقيا في الحديقة وهنا يقارن روسو بين فعل الواجب وفعل الرغبة وهذه مقارنه قريبة من الحقيقة فعلا في أن تأتي فعل بمجرد الواجب المفروض عليك من التزام تجاه الأخر وبين فعل تأتيه بواقع الرغبة والحب الذاتي الداخلي فيقول عن لسان سان بريو " وحين دخلت الغابة أدهشني أن أري ابنة عمك تقترب منى ، ثم تسألني في مذلة مصطنعة أن أمنحها قبلة .. فأذعنت لطلبها ، دون أن أفهم اللغز الغامض ! .. ورغم جاذبيتها التي تعرفينها ، فإنني لم أحصل من قبل على برهان أقوى إقناعا بانعدام لذة المشاعر التي لا تنبع من القلب ، من البرهان الذي حصلت عليه لحظة إذ ، حين قبلتها ! ولكن ما كان أشد اضطرابي ونشوتي بعد لحظة حين شعرت ويداي ترتجفان رجفة لطيفة – بشفتيك الورديتين تلتصقان بشفتي .. وأنا بين ذراعيها !! وبأسرع من البرق الخاطف سرت في روحي نار مفاجئة ، النار التي تسري مع تنهداتنا من شفاهنا الملتهبة .. وغاص قلبي في جوفي وقد تملكته غبطة لا تحتمل .. وبغتة رأيت لونك يتغير ، وعينيك تغمضان ، ثم استندت على ابنة عمك ، وسقطت مغشيا عليك ! .. وعندئذ أطفأ الخوف والقلق كل نشوتي ، واختفت سعادتي كما يختفي الظلال .. "
    وهنا مقارنة قوية بين تأثير القبلة المفروضة عليه من الخارج وإحساس الواجب والموقف والقبلة المفروضة عليه من داخله وإحساس العالم المختلف في الشكل والمضمون والروح وهنا فارق كبير بين الحب وحالة الحب فحالة الحب تكون لكل قبلة لكل امرأة مهما كانت طعم ومذاق فالقبلة قبلة والمرأة امرأة والطبيعي أن تتأثر بها ولكن تأثير يكون يكون بين حالة من الاقتراب من العدم أو إحساس الألم وأخرى بين عالم يختلف في ثنايا قبلة ومشاعر تتولد تتفجر من مكنونات النفس في لحظات في لمحة من قبلة تسقط على أخرى فتتبدل الأرض غير الأرض والمكان غير المكان ويتوقف الزمان وتكون ما بين سماء وأرض في لحظات فتكون في الأعلى التصاقا والتقائا وعناقا وتكون بعدها في الأسفل هبوطا وألما وندما وقلبا يئن من جراح بين ما اخذ ويريد المزيد ومن بين الخوف من الحرمان والقلق على ما فعل وهنا تتضارب مشاعر الرغبة والخوف والرجاء والأمل فتلك لحظة حب حقيقية .



    الحب الحرام – قصة العلاقات الخطرة – كوديرلوس دي لا كلو –


    وتبادر إلى الذهن سؤال هل الحب حرام أم حلال ؟ نقول الحب في ذاته مثل كل الأشياء الأصل فيها الحل ولكن تأتي المرحلة الثانية هو الفعل أهدافه أساليبه دوافعه ونتائجه، ودرجة موافقته لما تنص عليه الشريعة أو ينحرف عنها ، وما نوع الانحراف ودرجته هل ذاتي شخص يؤثر على الشخص فقط ،أم انحراف يتعدي تأثيره على الشخص إلى الآخرين ويسلبهم حقوقهم خصوصا إذا اقترن برغبة التدمير والعبث وتحقيق الألم للأخر فهذا قمة الظلم والخطاء. بمعنى يمكن أن أحب فتاة لا يحق لي أن أحبها وأتأثر وأكتم في نفسي فيكون التأثير والصراع ذاتي شخصي نعم هناك ضرر ولكن أقل الضرر ، ويمكن ان أقيم معها علاقة تؤثر عليها وعلى بيتها وأسرتها وهذا الفعل المرفوض تماما لأن التأثر تحول إلى آخرين من أجل أن تشبع نزوة أو رغبة ذاتية شخصية ، لشخصية تفتقد إلى الثقة في النفس وللفراغ النفسي والكره الناتج من تركيبة الشخصية وإحساسها بالفشل في إقامة الحب الصحيح فتجد العبث في الأشياء من حولها وتدمير كل عناصر الخير لدى الآخرين لمجرد التدمير .
    نجد المركيزة دي ميرتوي نتيجة خيانة الكونت دي جيركور لها تظهر الجانب الشرير المظلم في نفسها وتحيك الدسائس والمكائد ويساعدها الكونت دي فالمون وهو عابث لا يحقق سوى الألم والدمار ولم يشعر بلذة او متعة إلا متعة تحطيم الذات فإحساس الإنسان بقسوة ورغبة الظلم والتدمير وترك الديار خربة مهجورة لهو أكثر من شيطان ، فالشيطان له هدف وغاية وواضح في إعلان أهدافه ولكن هذا يدمر من أجل الدمار ذاته وعندما تتحد الرغبة في التدمير بين شخصين يتفقا على أن يعملا سويا ويشرعان بالقرب من بعضهم ولكن كل واحد منهم لا يثق بصديقه فنحن شركاء في الجريمة ونعرف أنفسنا جيدا فكلانا يعرف أن رفيقه أقل من أن يكون شيطان بشع مدمر .
    فنجد ان دي فالمون ينجح إلى إقامة علاقة مع الفتاة الصغيرة سيسيل علما بان من سهل له الاتصال بها هو زوج المستقبل لها الشيفاليية دانسينى – وهنا نرى الحب ذاتي شخصي لا يتطلع عليه احد مهما كان درجة علاقته بين الطرفين ونعتقد ان المحبين حالة من الانغلاق على ذاتهم ولذاتهم بعيدا عن أي سرد أو حكاية او معاونة أو دعم من آخر .فمن يكون محبا لا يحتاج إلى صديق او رفيق او مساعد .
    وأدعياء الحب تجدهم يهيمون في كل أنثى إما انتقام من احتقار أو خيانة من علاقة سابقة ينتقم منها في كل القادمات ، وإما نتيجة للنجاح الذي صادفه في اكتساب علاقات مع النساء يشجعه ذلك في علاقات أولى وثانيا لتحقيق الانتصار تلو الأخر مما يسقط على الشخصية كثير من عناصر تحتاج إليها لاستكمال بنيانها المهدم علما بأنه لن يقام له بناينا في يوم ما بل قصور على رمال متحركة أمام موج البحر العاتية الصاخبة في مسارات الحياة فسرعان ما يذوي مهجورا وحيدا منبوذا من ذاته قبل الآخرين . ونستطيع أن ننظر كثيرا لعديد من الشخصيات الحقيقة كانت الملء العيون والأذان امست وحيدة عجوز مدمرة أو قتيلة أو تستدعى الشفقة والإحسان . فالطريق المستقيم طريق كل النجاح والعزة والكرامة .
    فنجد شخصية مدام دي تورفيل المرأة التقية المحبة لزوجها صاحبة المبادئ الصارمة وقعت في المشكلة عندما دخلت من مبدأ أنها تنصح الأخر وتحاول هدايتها فالمبادئ ربما تبدأ سامية ونبيلة ولكن سرعان ما تتحول وهنا قياس للأفعال الشر في الإنسان هل هي من النفس الأمارة بالسؤ بطبعها أم من الشيطان ولمعرفة ذلك إذا كانت من النفس تأتي من نفس الهدف كل مرة فمثلا تريد أن تقابل فتاة فتقول أقابلها لأني أريد أن اقبلها وكل ما تطرد الفكرة تعود لك من جديد على نفس الصورة وبنفس الفكرة وهنا تكون وسوسة نفس .وسوسة الشيطان تأتي إليك وهي ترتدي مسوح الرهبان والوعاظ المرشدين فيأتي إليك بأنك تذهب لكي تنصحها وتهديها على طريق الصواب وهذا فعل خير هذه واحدة فتجدي علاقات كثيرة تبدأ بهدف الصداقة والنصح والمساعدة والهدف في ذاته نبيل ولكن الشيطان يأتي في الأفعال التالية – فالعلاقة بين شاب وفتاة ليست بين طرفين بل أربع أطراف يتحاورون هم - الشاب لديه رغبة ويشحذ لها كل الوسائل لتحقيقها ويساعده شيطانه يدله فهذان طرفان والأخر فتاة ترفض وتأتي بالموانع (الدين الخلق الواجب الشرف العفة المجتمع ) ومعها شيطانها يساعدها على ان تقبل فيكون ثلاثة أطراف على طرف واحد ففي النهاية لابد أن تستسلم ولو في كلمة أو جملة تكون هي باب النهاية كما حدث لمدام دي تورفيل عندما في النهاية استقبلته لأنه سيعتزل العالم وكان القرار دعينى أنالك أو أموت وهنا سقط مغشيا عليها وبدأت

    سلم النهاية في دخولها الدير ثم الموت -
    ونقول إن الفرق بين من يحب الآخر ومن يحب ذاته فقط . من يحب يطلب أشياء مستقبلية وفكرة للمستقبل وإحساس للاثنين معا ويبحث عن مطالب في أساسها وجوهرها مطالب تحقق غايات ورغبات للطرف الأخر، ومن يعيش حالة الحب يطلب أشياء لحظية وقتيه تشبع رغباته هو .
    ونجد الفتاة الصغيرة سيسل التي أخطأت فاستسلمت إلى تكرار الخطأ والاعتياد عليه وهنا يأتي دور وفكر العقيدة في أن الخطأ وارد من كل الأشخاص ولكن النتائج المتتالية هي التى تقرر مقدار وحجم هذا الخطأ ومدى تأثيره على الرجل او المرأة.
    وهنا يجب العمل على تقييم الحدث بعد وقوعه من تقييم عقلاني يعيد رؤية الأمور على الوجه الصحيح وأن مازال باب التوبة مفتوح وتصحيح الخطأ وتداركه قائم – ويقول الله سبحانه وتعالى (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) )) – الزمر - .
    واننى مازلت في الحياة واستطيع ان استمر خصوصا إن أعظم ما في الحياة هي الروح الهبة الحقيقة التي وهبنا إياها الله سبحانه وتعالى بمنه وفضله وكرمه فالحياة نعمة وأعظم تلك النعم على الإطلاق ويجب الحفاظ عليها في ذاتها والحفاظ عليها لدي الآخرين فالموت من فعل او كلمة او جملة او إحساس نحن نعتبره تدمير للحياة وخرق لقانون الله في الأرض بعمارتها وسعادة البشر فيها ولذا نجد الله سبحانه وتعالى يقول (( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ )) (32)- صورة المائدة –
    وقتل النفس بالفعل المباشر او غير المباشر او التدمير او التحقير او الإذلال المتعمد حالة من الموت المرفوض لأن واهب الحياة هو رب العالمين رب الحياة والموت وصاحب الحساب ، ومن أحيى نفساً بالفعل أو القول أو العمل فكأنما أحيا الناس جميعا .
    فسيصل عندما أخطأت في سماع وتصديق أشياء تتنافي مع المنطق والعقل وكل علاقة غير صحيحة النتائج دائما تبدأ بحوار غير منطقي وعقلاني ولعلك تشعر بصوت داخلي يقول لك ان هناك شيء ما غير صحيح ولكن تستمر لمنطق الرغبة أو اندفاع الشهوة .
    ففي القصة قال لها إنها يفضل ان يأتي لها بالخطابات من زوج المستقبل في الليل في غرفتها وهنا فعل غير منطقي كانت هناك أكثر من مئة طريقة وطريقة أخرى ونعتقد أن أي طلب يخضع لفعل وطبيعة غير العقل والمنطق طلب غير مبرر ومدخل من مداخل الحب المحرم والعلاقات الغير صحيحة إطلاقا .
    وتدور القصة عندما أرسل فالمون رسالة لمدام تورفيل وهو راقد في فراشه مع أمرآة يتخذ من ظهرها منضدة ويقول لها " لم اشعر قط من قبل بمتعة وأنا اكتب إليك مثل المتعة التي أحسها الآن ولا تملكني يوما هذا الانفعال العذب الحاد الذي يتملكني في هذه اللحظة كل شيء حولي يزيد من نشوتي الهواء الذي أتنفسه مفعم باللذة والمنضدة التي أكتب لك عليها والتي تخصص لأول مرة لهذا الغرض تبدو لي في صورة مذبح الحب المقدس . ما أجملها في عيني .. اقسم لك أني أحبك على الدوام ولتغفري لي اضطراب مشاعري ، فربما كان ينبغي ألا أسلم نفسي للذة لا تشاركينني إياها ... فلأتركك الآن كي ..."
    وهنا متوهم الحب لا يفكر في الأخر إلا من خلال مدى إشباعه لذاته وكثير الحديث عن نفسه ، مطالبه ، أفعاله ، رغباته هو. والمحب الحقيقي يفكر في الأخر من خلال أفعاله أقواله جمله فيعمل على إسعاد الأخر فيسعد ذاته .
    وتقول مدام دي ميرتوري وهي تتحدث عن نقطة مهمة وهي قدرة المرأة على إقامة علاقة صحيحة بينها وبين الرجل الذي تحبه وتتفاعل معه وتمارس معه حياتها الطبيعية . فهي تصف خلوة مع أحد عشاقها " كان أمامنا ست ساعات نقضيها سوياً . فاعتزمت ان أجعل منها كلها فترة ممتعة حقا ، بحيث اقتضاني الأمر ان أتلون كل ساعة بلون جديد ، وأنقلب بلا هوادة بين الرقة والعبث ، والإقبال والإعراض ، والمزاح والجد ، والانفعال والفتور ... إلخ ولا أذكر أنني بذلت يوما جهدا لإرضاء رجل ونجحت فيه ، مثلما بذلت ونجحت في هذه المرة .. فإننا لم نكد نفرغ من العشاء حتى حلا لي ان أتصوره سلطانا وسط حريمه الكثيرات ، اللواتي تقمصت شخصياتهن ، الواحدة بعد الأخرى ، فكنت أتلقى مداعباته في كل مرة بروح عشيقة تختلف عن سابقتها "
    وهنا يتبادر سؤال هل الجنس ضروري في حياة الرجل والمرأة ومؤثر في مدي قوة وضعف العلاقة بينهم ؟
    نقول العلاقات تبادلية تأثيرية بمعنى تقولين كلمة او تقومين بفعل فله تأثير علي جسدي أو نفسي أو نفسي جسدي والفعل يتدرج من إحساس بالألم المميت إلى الإحساس بالنشوي تفقدك التوازن وانك في عالم مختلف وإن شاء الله نحضر لمقال آخر حول هذا السؤال وليكن عنوانه العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة فراش أم إفتراش ؟

    ففي القصة السابقة نجد الاختلاف بين إحساس وشعور القلبين لسان بريو بين قبلته لكارلا الجميلة وقبلتها لجوليا الحبيبة فقد كان الفرق شاسع بينهم ولذا نعتقد ان الفعل إذا نبع من الحب عليه ان يكون مفعم بالإحساس والحركة والتغير والتبديل وبذل كثير من الجهد من كلا الطرفين .
    وهذا ما يدفع الكثيرين الى الزواج الثاني او علاقات خارج إطار الزواج للجمود والرتابة في الحياة الزوجية بينهم .



    ومنذ مدة قصيرة اتصلت بي سيدة زوجة ثانية لرجل وهو أيضا زوج ثاني لها لمشكلة أسرية نفسية فكانت نصيحتي لها ان اجعلي علاقتكم معا علاقة إمتاع ذاتي فردي ، افعلي كل ما يحلو لك ويمتع ذاتك ، ودعيه أيضا يفعل كل ما يحلو له ويمتع ذاته فإذا حرص كل طرف منهم على إمتاع ذاته سيحقق بالتالي وبالتأكيد المتعة للطرف الأخر ويحقق كثير من الارتباط والترابط بينهم . واستطيع ان أوكد لك أن بداية الانفصال الفكري والروحي هو بداية الانفصال الجسدي وعدم التوافق او التفاهم الكامل بين الرجل والمرأة خصوصا إذا لم يكن كلاهما يستطيع فهم ومعرفة لغة الأخر وليس لديه استعداد إلى تفهم تلك المشاعر والرغبات ومحاولة الوصول الى محاور وكلمات وإشارات لها دلالتها بينهم وصور تساعدهم على التماسك أكثر وأكثر ونحن نعتبر ان صخرة الحب الخاص هي الصخرة الحقيقية القوية التي يتكسر عليها جميع مشاكل وأعباء اليوم والليلة والمستقبل بين الرجل والمرأة وإذا كانت لغة الحوار بينهم في تلك النقطة عالية إذن درجة التماسك والصلابة في العلاقة عالية الى حد كبير جدا . ولكن تكون هناك مشكلة العاطفة الحقيقية بين الرجل والمرأة هي القياس والأساس كما قالت مدام دي ميرتوي تنتهى إلى الاعتراف بأن المتع الجسمانية تجلب الملل والسأم إذا لم تنعشها العاطفة الحقيقية .. وأن المتعة التي هي الدافع إلى اجتماع الجنسين لا تكفي لتكوين رابطة بينهما فلئن كانت تسبقها الرغبة – التي تقرب بينهما – فإنه يعقبها الاشمئزاز ، الذي يبعد احدهما عن الأخر هذا هو القانون الأساسي الذي لا يقوي على تغييره سوي الحب وحدة ..


    وهنا يأتي سؤال هل الحب طريق للجسد ؟ أم الجسد طريق الحب ؟


    نقول حب المحب لحبيبته يطربه سماع صوتها ، يسترق النظر إلى عينيها ، يتحسس يديها يشعر بحرارة جسدها ، ففكرة اللقاء والحديث والرؤية واللمس هي أساس العلاقة بينهم وبعدها رغبات اللقاء والعناق والاستسلام ، فالحب يأتي أولا في فكرة وكلمة وجملة وحديث وأفعال وبعد ذلك إشباع الذات من خلال اللقاء والالتقاء في الجسد ، بينما متوهم الحب تفكر أن تقبلها ان تلمسها ، تتحرش بها وسرعان ما تمل من تلك العلاقة لعدم وجود الدافع الى استمرار الحب في الحوار والكلمات والمناسبات واللقاءات والمشكلة كما قلنا سابقا في قدرتنا على التعبير ولن نستطيع ان نعبر إذا لم نستطع ان نتعلم وإذا لم نتعلم كيف نتعلم ونفكر فكيف لنا أن نعبر عما بداخلنا وعن رغباتنا إلى الطرف الآخر.

    وإن شاء الله نبدأ في حوار جديد تالي لهذا الحوار حول أهمية التعبير وقراءة النفس وقراءة الآخرين والوصول بالعبارات الى تحقيق الأهداف والغايات من خلال التعبير عما بداخلنا لخارجنا لنصل سويا لما نحب ؟
    ونقارن بين قصة الحب العفيف والحب الحرام نجد الحب العفيف وان شابه أخطاء يصل بأصحابه إلى بر الأمان والسعادة وان افترقا ففي النهاية الإخلاص والصدق والحرص على الآخر والمحافظة عليه ، تشعر بالرضى عن النفس والحصول على نتائج إيجابية ، تكون فيها سعيد بدرجة وتحقق نجاحات كثيرة على المستويين الشخصي والاجتماعي لكلا الطرفين بينما الحب المحرم تحصل على نتائج سلبية دائما ولذا اذا أردت فتاتي ان تقيسي مقدار صحة حبك او علاقاتك بمن معك قسيها بالنتائج إذا كانت النتائج إيجابية وتحققين نجاح على المستوى المهني والعلمي والاجتماعي وتحققين سعادة داخلية ذاتيه فهذه علاقة حب حقيقي حتى وأن لم تتحدا حتى وأن لم يقبل في يوما شفتيك وإذا شعرت بحالة من الإخفاق والقلق والتوتر والعصبية وعدم التوفيق فأعلمي ان هناك شيئا غير صحيح في تلك العلاقة وإنها أكيد ليست علاقة حب وأكيد هناك خطأ في طبيعة العلاقة وطريقة التفكير والأهداف والإخلاص مما أدى الى سوء النتائج والأفعال .



    الحب الناري – الأحمر والأسود – ستندال – هنري بيل -


    وهنا ستندال عاش حياته يبحث عن الحب وهو يقول " طالما كان الحب بالنسبة لي اهم شيء .. بل الشيء الوحيد في حياتي " والحب في نظره نوعان :
    الحب العاطفي : وهو الحب الحقيقي في نظره ويولد ويتطور وفقا لقانون التطور التالي :
    إعجاب ثم يقول الشخص لنفسه أيه متعة في أن أقبل هذه المرأة وتقبلني ثم مرحلة الأمل وبعد الأمل يولد الحب ثم مرحلة التبلور ثم مرحلة الشك . هذا ما قاله ستندال – ولكن نعتقد ان مراحل الحب تختلف عن هذا في أشياء وتتفق في أشياء دعنا نتحدث عنها لا حقا –
    وهنا نجد علاقة بين امرأة- مدام دي رينال - ملتزمة محرومة من علاقة التواد والرحمة بين الرجل والمرأة لأنها منيت بزوج كان له من القسوة والتعالي والجفاء في التعامل مع المرأة مما جعلها تشعر ان كل الرجال هكذا وان كل النساء هكذا وتستمر الحياة هكذا حتى تجد الشاب " جوليان سوريل " الخجول المتردد المهذب الرقيق الذي تبدأ بالتفاعل والتأثر به وهنا تأتي نقطة التواصل مع الآخرين وهي عندما نجد من يظهر لنا عما بداخلنا ونتفاعل معه نحن نتفاعل مع داخلنا مع رغباتنا أكثر من تفاعلنا مع الأخر بغض النظر رجل او أمرآة فربما كرجل أو أمرآة تجد أخر فتتفاعل معه وتنتقل من مربع إلى أخر وتصل الى علاقة وتفاعل وحوار ، فتسأل نفسك كيف حجم هذه العلاقة في تلك اللحظات والساعات القليلة يتبادر بداخلك سؤال هل أنا هذه المرأة السابقة ؟ أو سؤال بداخلك هل انا ذلك الراجل السابق ؟ لماذا هي ولماذا هو ؟ .
    نعتقد إن السؤال غير صحيح وليس له محل فعندما تفاعل كلا مع صاحبة كان في البداية تفاعلا مع ذاته من الداخل أولا وأصبح الأخر مجرد عامل أزال الطبقة الرقيقة التي تحجب صورة الداخل الذي بداخلنا فبمجرد إزاحة الستارة الرقيقة التى تحجب ضوء الشمس غمر الضوء المكان وتحول الليل إلى نهار والظلام إلى نور، وتبدلت الصور وليس هناك سؤال لم استغرق سوى دقيقة فاصلة ولكن ليس للزمن مكان لوجود الأشياء حاضرة بنا فتفاعلنا وتفاعلت معنا فكان الواقع الجديد والصورة الحقيقة الداخلية مع واقع خارجي .
    ويتحول التفاعل بين جوليان سوريل ومدام دي رينال الى تفاعل لشاب مراهق ينظر الى طبقة عليا بحذر ويتحول الى دون جوان يتلذذ بحب الأخر ومعاناته ويسعده إحساس الانتصار على هذه الطبقة الراقية ونكتفي من تلك القصة بما أسلفنا .





    ونلاحظ أن الأدب الفرنسي أو الغربي عموما أمعن في تصوير مشاهد اللقاء الجسدي المباشر وأمعن في وصف الصورة بالتفاصيل الدقيقة المسيرة للغرائز ، كجائع يتضرع جوعا وأمامه أصناف من الطعام فيسيل لها لعابه و نكتفي بتلك المرحلة وبتلك النماذج الموجودة قطعا في حياتنا في أنفسنا في من حولنا . وننتقل لصور أخرى من الحب عند العرب فالمحب العربي الشاعر الرقيق النبيل الذي يترفع أن يذكر اسم حبيبته لكي لا يتشبب بها الناس إكراما وإجلالا لها وتقديرا ووفاء لشخصيتها وحبا وكرامه .

    - وجوه الحب عند العرب :


    1- الحب العذري :

    ويعتمد على المحب لحبيبة واحدة حب صادق وهو تبدأ بالحب وينقلب إلى الهوى وهناك فرق شاسع بين الحب والهوى وسنتحدث لاحقا عن الفرق بين الحب والهوى .
    جميل بن معمر وأجمل أبياته قوله :
    - يهواك – ماعشت – الفؤاد فإن أمت يتبع صداي صداك بين الأقبر
    وكأن الحب لن ينتهي بالحياة بل سيظل إلى ما بعد الحياة ، وكما كان في الحياة قلبه يتبعها في كل مكان ففي الموت سيتبع صداه صداها يبحث عنه بين الأموات لعله يأنس بها .
    - قيس بن الملوح – مجنون ليلي –
    - يحكي انه نزل بنساء ويقطع لهم اللحم وجاءت ليلي لتمسك معه اللحم فجعل يجز بالسكين في كفه وناظر إليها حتى قطع كفه ولا يشعر فجذبت يده . قال لها : ألا تأكلين الشواء : قالت نعم ؟ فطرح اللحم على الجمر واقبل يحدثها فقالت له : انظر إلى اللحم هل استوى أم لا ؟ فمد يده إلى الجمر وجعل يقلب بها اللحم فاحترقت ولم يشعر ، فلما علمت ما بداخله صرفته عن ذلك ثم شدت يده بهدب قناعها .
    ومن أجمل أبياته قوله :
    - أمر على الديار ديار ليلى أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
    وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا
    - بالله يا ظبيات القاع قلن لليلاي منكن أم ليلى من البشر ؟
    - أقول لظبي مر بي وهو شارد أأنت أخو ليلى ؟ فقال يقال .
    - أقلب طرفي في السماء لعله يوافق طرفي طرفها حين تنظر .
    - أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلبا فارغا فتمكنا

    ويوضح الشاعر السبب الرئيسي للتولع والوله بحبيبته أنها وجدت قلبا فارغا فتحكمت وتحكم فيه حب من يحب حتى يسلب منه العقل فيتحول من حب إلى هوي ، ولذا حرص القرآن الكريم والسنة المشرفة بان توجه مصير الحب الى الله وفي الله ومع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم مما يجعل القلب والفؤاد ممتلئا بحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإذا جاء حب الحبيبة او المحب وجد القلب ليس فارغا . ويكون الحب من خلال حبه لله ولرسوله ولتعاليم دينه وعقيدة . وهنا تتأكد مقاصد السنة النبوية المطهرة من أن الهوى يكون موافق لما جاء به ووفقا لمنهج الله سبحانه وتعالى .

    ولذا نجد أبو القاسم الشابي – شاعر تونسي - في قصيدة صوات في هيكل الحب :
    عذبة أنت كالطفولة كالأحلام كاللحن ، كالصباح الجديد .
    كالسماء الضحوك كالليلة القمراء كالورد كابتسام الوليد .
    يا لها من طهارة تبعث التقديس في مهجة الشقي العنيد .
    أي شيء تراك ؟ هل أنت فينوس تتهادي بين الوري من جديد
    أم ملاك الفردوس جاء إلى الأرض ليحي روح السلام العهيد .
    ونجد الرقة والجمال في تصوره للحبيبة فهي الطفولة في عذوبتها ونعومتها ورقتها وبراءتها وهي الحلم في جماله وتمنيه ، وكاللحن في شدوه ونشوة التي تسري في الروح فتريحها وتزيح عنها ما أثقلها وأتعبها ، وهي الصباح الجديد والأمل في الغد المشرق ، وهي السماء بخيرها وعطائها، والليلية القمراء بشاعريتها وجمالها ، والزهر بنعومته ونضارته ورقته وأثره على روح الحياة ، وابتسامة الوليد بالسكون والرحمة . وتلاحظي فتاتي أنه استخدم الوصف الخاص بالحبية في كل صور الكون من حوله ولم يصف الحبية كعين أو شعر أو شفاة كشاعر آخر رأي الحبيبة قبلة وشفاة وهنا يجعلها كائنا سماويا يفيض رقة وطهرا وعفاف ، ويسألها من أنت ويقول لها هو كيف يراها وكيف هي له وهنا سيدتي نجد أن نظرة المحب إلى من يحب يراها صور حقيقة في نظرته هو لها ويراها بمفرده هو فقط وهنا يستحضرني قول للطفي بشناق في أغنيه له قالولي أش عجبك فيها قلت لهم خوذو عيني شوفوه بيها
    فالشابي يسألها أنت .. ما أنت ؟
    أنت .. ما أنت ؟ رسم جميل عبقري من فن هذا الوجـود
    أنت ... ما أنت ؟ أنت فجر من السحر تجلي لقلبي المعمود
    أنت تحيين في فؤادي ما قد مات في أمسي السعيد الفقيد .
    أنت ... أنت الحياة في قدسها السامي وفي سحرها الشجي الفريد .
    أنت ... أنت الحياة في رقة الفجر وفي رونق الربيع الوليد .
    أنت فوق الخيال والشعر والفن وفوق النهي وفوق الحدود .
    أنت قدسي ، ومعبدي ، وصباحي وربيعي ، ونشوتي ، ووجودي
    وهنا ينتقل إلى وصف أخر لها فيرها هي قمة العبادة لله الواحد الأحد المعبود فهي قدسيه ومعبده وصباحه وربيعه ونشوته ويراها وجودة رائع تلك الأوصاف بأنها اشتملت على أجمل الأشياء من قدسية وطهر وصلاة وصباح ومساء وسعادة ووجود.
    يا ابنة النور إنني أنا وحدي من رأي فيك روعة المعبود .
    فدعيني أعيش في ظلك العذب وفي قرب حسنك المشهود
    عيشة للجمال والفن والإلهام والطهر ، والسنا ، والسجود
    عيشة الناسك البتول يناجي الرب في نشوة الذهول الشديد
    وأمنحينى السلام ، والفرح الروحي ياضوء فجري المنشود .
    وانفخي في مشاعري مرح الدنيا وشدي من عزمي المجهود
    وابعثي في دمي الحرارة على أتغنى مع المنى من جديد .
    أنقذيني من الأسى ، فقد أمسيت لا أستطيع حمل وجودي .
    أنقذيني فقد سئمت ظلامي انقذينى ، فقد مللت ركودي .
    وهنا ينتقل الشاعر يطلب منها الحماية وان يعيش في ظلها وحلوها ومعها ويطلب منها ان تنقذه من ذاته من الحزن والأسى من الظلام من السكون فهي له النور والضياء والطهر والسجود والمحرك لذاته ووجوده .
    ثم ينتقل إلى ماذا فعل فيه حبها وماذا بدل وغير في داخله وخارجه وهذا فعل المحب الصادق الحقيقي .
    آه يازهرتي الجميلة لو تدرين ما جد في فؤادي الوحيد
    في فؤادي الغريب تخلق أكوان من السحر ذات حسن فريد .
    وشموس وضاءة ونجــــوم تنثر النور في فضاء مديد .
    وطيور سحرية تتناغى بأناشيد حلوة التغريد .
    وقصور كأنها الشفق المخضوب أو طلعة الصباح الوليد .
    كل هذا يشيده سحر عينيك وإلهام حسنك المعبود .
    ثم يستعطفها الا تحطم هذا الصرح الجميل وتلك الحياة التي يعيش فيها بالإعراض او الصدود له او عدم الوصل إليه فيقول لها :
    وحرام عليك أن تهدمي ما شادة الحسن في الفؤاد العميد .
    وحرام عليك ان تسحقي مال نفس تصبو لعيش رغيد .
    منك ترجو سعادة لم تجدها في حياة الورى وسحر الوجود .
    فالإله العظيم لا يرجم العبد إذا كان في جلال السجود .
    وينتقل الشاعر فيبرر لها سبب رغبته في أن تظل معه لكي لا تدمر كل هذا الحسن في فؤاده وكل الصور الجميلة الرقيقة وأنه ليس من العدل ان تسحق نفس لا تريد سوى الوصول اليها والوصول معها الى سعادة لن تجدها في حياة سواها من البشر ويذكرها بمغفرة الله سبحانه وتعالى ورحمته ورفقة بعباده


    2- الحب الجسدي الذاتي :
    - وهو حب الرغبة والشهوة والجسد وعدم التقيد بواحدة وهنا المحب يتحدث عن الحب في ذاته ولذاته وليس لفتاة واحدة يحبها بعينها ولذا تجدي فتاتي أن الفرق بين المحب وبين ما يدعي الحب المحب ينظر دوما إلى الأمام في رغباته وسموها ويراها بعد اليوم وألف يوم وحتى بعد الموت ينظر إليها ولكن مدى الحب يراها لذة أنية وكما يقول عمر بن أبي ربيعة:

    - سلام عليها ما أحبت سلامنا فإن كرهته فالسلام على أخرى .

    وهي صورة متوهم الحب ومدعيه يتنقل بين فتاة وأخرى ، يراها كما يريد هو يتحدث عن نفسه ورغباته فإن كرهت الفتاة حديثه وسلامه ، فالسلام على أخرى تقبل بما ترفضين أيتها الفتاة الصغيرة التي تتمرغين في غدر عابث ، فأنت واحدة مثل الأخرى .


    وضاح اليمن – قصيدته اليتيمة -
    يصور حوار مع حبيبته للفوز منها بلقاء يشفي غليله فيعطيها من الحجج والأمان للقاء :
    قالت : ألا لا تلجن دارنا إن أبانا رجل غائر
    قلت : فإني طالب غرة منه وسيفي صارم باتـــــــــر .
    قالت : فإن القصـر من دوننا قلت : فإني فوقه ظــــاهــر .
    قالت : فإن البحــر من دوننـا قلت : فإني سباح ماهــــر .
    قالت : فحولي إخوة سبعة قلت : فإني غالب قـاهـــــــر .
    قالت : فإن الله من وفوقنا قلت : فربي راحم غافــــــــر .
    قالت : لقد أعييتنا حجة فأت إذا ما هجـــع السامــــــر .
    واسقط علينا كسقوط الندي ليلة لا ناه ولا زاجـــــــــر .

    يتدرج الشاعر مع حبيبته في المخاوف ويزيل كل عقبة للوصول إليها واللقاء بها ، فسرعان ماأطمئنت ووثقت في قوة شاعرها فجاءت المكافأة والهدية بدون أي نهي أو زجر أو منع للتواصل بينهم فقد أزال كل المخاوف من عقلها وأصبحت خالصة القلب له .

    - وديع عقل – شاعر لبناني - يقول لمن يحب :
    ولثمتها فطبعت في الحمراء أصفــــرا
    قالت : ألا تخشى المسيح وأنت تأتي منكرا
    تنتابنى وأنا مصـلية إليه كمــا تــرى
    فأجبتها إن كنت من دين المسيح بلا مـرا
    فأنا لثمت الخد الأيمن كي تديري الأيـسرا
    خففي اللوم فالصبا ساعة تمضى ونشقى من بعدها أياما
    وهنا الشاعر يرد على حجتها بأنها مسيحية فيقول لكونك مسيحية فيجب أن تعطيني الأيسر وخففي من اللوم والقيد فيا سيدتي ربما نبعد ولا نتقابل أيام وشهور ولعل قبلات على حائط جدار او لمسة يد او عناق استسلام تكون للعاشق زاد في رحلة المسير ومعينا لقاء ربما لا يأتي إلا بعد أيام وأيام . فالآن وقت القبلات والعناق والاستسلام ودعي الملامة لما بعد ذلك وليكن شفيعنا أننا لن نلتقي إلا بعد شهور وشهور ، وأعلم ان هنا ديار قوم مؤمنين لا يدق عليهم الباب ولكن أيضا لايتركون سائلا مشتاقا إلى رؤية عين صافية وشفاه رقيقة ولمسة يد خارج الباب يكتوي بنظرة اللقاء وحديث ملامة وعتاب وخوف وارتقاب ولتعلم ان من قدر الأقدار قادر على أن يغفر الذنب ويمحو الأثام . كما يقول في موضع آخر
    يا ثريا كلما كنت معي فأنا، في الناس ، من أغنى الرجال .
    وهنا الشاعر يؤكد على تغير المحب وتحوله إلى الأفضل والأغنى والأرق بين الرجال في وجود الحبيبة

    صار يزعجها المجيء – يونس الأبن – شاعر لبناني –
    أقول لها : تعالى لا تجيء تصور صار يزعجــها المجيء
    لماذا صار يزعجــها ؟ لأني لهيب صرت أحرق لا أضيء
    لأنـي والكلام لها جـــريء أمــد يدي إلى حد يـسيء
    لأن الحـب يعجبها " بريئا " ويتعبني أنا " الحـب البـريء "

    وهنا الشاعر يعترض على محبوبته التى تريد الحب البريء الأفلاطوني الرقيق ونظرة الخيال والهيام والمحب الذي يتبع ضوء شرفتها من الخارج وهي تقف خلف شرفتها تتابع نظراته في ليلة ماطرة ، فيقول لها نختلف في الرؤية فتاتي ولذا الحب الصادق رؤية مشتركة حب الهوى وهو نوع من الحب تختلف فيه الرؤيا وان اتفقا في الطباع والحدث فهي تريده بريئا وهو يتعبه الحب البريء .وينتقل معها إلى مكان أخر في مكتبه . ويتخيلها في حجرتها خلف مدفئتها تتدثر بالدفء المنبعث من المدفئة تقلل من برودة الجو الخارجي تداعب قطتها أسفل منها وتحيك وسادتها وهو يداعبه بيده العابثة في مناطق كثيرة فيري منها بأنامله ألوان تتوهج له قلبه فتصرخ فيه غاضبة معاتبة تدعوه أن يتوقف ولكنه يعلم كما تعلم أنه يعلم أنها تريده أن يستمر فتقول له :

    عجنت ملابسي ! أجننت يا ماما ! كفى ..... دعني
    هنا أصبحت !؟ يا ويلي سأصرخ إن توجعني ....
    تصور لو أتي أحد رآنا (( هكذا )) يعنى ....
    والآن ستسألني أمي : من بعثر شعري ؟ أأسمي ؟
    وإذا سميتك ، فانتقلت من (( كيف )) ؟ و (( أين )) ؟ إلى (( الكم ))
    أأخبرها كم أنت عنيف كيف تبالغ في ضمي ؟
    إن أذكر ما كان وما صار أموت أمي من همي !

    - وشاعرنا متأثرا بالثقافة الفرنسية في الأدب والشعر فمال إلى الوصف وإلى تصوير مشهد اللقاء وكانت الكلمات مليئة بالصور وأن نلحظ في الصورة موافقة الحبيبة وتمنعها واعتراضها شكليا ولكن الفعل مستمر واللقاء بينهم متصل وهي في حالة من النشوى والتمتع ففي البداية تخشى على ملابسها لقد بهدلت ملابسي وعجنتها فقدت هيئتها وشكلها وأقول لك توقف دعني أتركني أذهب وتستمر ولكن لا توجعني فإذا أوجعتني سأصرخ وهنا ربما يأتي أحد ويراني هكذا ، وإذا رأتني أمي وسألتني من بعثر شعري وداعب من الليل نسمات الشعر الرقيق فأخذ منه وأعطاه حركته وانبعاثه وجنونه ومجونه ، أسمى لها من فعل هذا ؟ ولكن من الأفضل ألا أقول لها شيئا لأنها ستسألني كيف فعل هذا ولماذا فعل هذا وأين فعل هذا وما مقدار ما فعل ؟ أأخبرها كم أنت عنيف في قبلاتك في انفعالاتك في نظراتك في حركة يديك في تطابق شفتيك في غمرك لي ، إذا ذكرت لها كل شيء تموت أمي من الهم والحزن علي أبنتها ولكن أنا لن أقول ولن أخبرها وأنت حاول ألا توجعني ؟ ....




    - فتاتي تحدثنا في الشعر والشعراء وإذا استرسلنا لن ننتهي فلكل واحدا منهم رؤية وقصة وحادثة وتعبير فلنقف الآن ونكتفي بما أخذنا من قصائد الشعر والأدب العربي قديمه وحديثه وتنوعه بين نماذج ترى الحب أفلاطوني مجردا والحبيبة صورة منزهة وأخر يراها عشقا وجسدا وهنا يظهر التباين الشاسع بين هذا وذاك وان كان كلاهما ممتعا رائعا في تعبيره نقيا في قوله قويا في صوته ورقة مشاعره . ونحن نري الحب مزيجا من صورة الروح في سموها وعليائها والجسد في استمتاعه واستمراره فيجب في الحب المزج بين الأفلاطوني في أفكاره وتعبيره والجسدي في لمسته وقوته . مع الحرص آلا نغيب العقل في كلا الحالات فغياب العقل ضلال ووهم يؤدي بصاحبة إلى الهلاك وأسؤ اللذات لذة يعقبها حسرة أو ندم او ألم فيجب الترفع عن اللذة المحرمة التي تعقب فاعلها من الندم والأسى والحسرة ما يدمر أي إحساس بالنشوة والراحة والسعادة في الحب ، لأن الحب يبقى ويزدهر يوما بعد يوم وتأخذ قبلة فتبحث عن أختها وتبحث عن جاراتها ولكن اللذة اللحظية الوقتية لحظة انفعال ونشوى وتغير فسيولوجي في الجسم يتبعه توازن وإحساس بالألم والحسرة تفسد الذكرى كما تفسد المستقبل سيدتي .


    والآن بعد حديثنا السابق نستطيع أن نحدد النقاط التالية :
    1- الحب عمل رائع جميل رقيق وإحساس ممتع ويجب أن يتصف به الإنسان في كل الأشياء ولكل الأشياء فالحب ليس قصرا على العلاقة بين الرجل والمرأة فقط بل الحب ضرورة من ضرورات الحياة ولازمة للأستمرارها ولذا فالحب لكل الأشياء حتى الجماد فحب الجماد التعامل بلطف ورقة وإحساس مع كل الأشياء فتعود بالرقة والرحمة على صاحبها .
    2- الفرق بين وهم الحب والحب ، فحالة وهم الحب نشوي وعلاقة ذاتية جسدية خاصة بصاحبها تنقضي بقضاء اللذة وسرعان ما يبحث عن غيرها وهي حالة من الوهم يضيع الإنسان فيها تتنافي مع العقل والمنطق ويصدق فيها الفتى او الفتاة الآخرين ويعلم أن هناك صوت داخلي يقول لك هذا غير صحيح ولكن تستمر في العلاقة للرغبة في أن تكون في علاقة حب تجد فيها لذة دقائق ومشاكل ومعوقات أيام وأيام فبعد اللقاء اختلاف وغضب وقلق وتوتر واختلاف بين كلمة وكلمة وبين فكرة وفكرة وسرعان ما تزول لحظات اللقاء الجميلة إلى لحظات من الألم والعتاب تستمر أيام فهنا لحظات الشجار أكثر بكثير من لحظات الاتحاد والالتقاء فتلك وهم الحب وتدفع بصاحبيها الى القلق والتوتر والشرود والضعف على المستوين النفسي والفكري والجسدي أيضا فهذا وهم الحب وذم الهوى الذي يورد صاحبه موارد الهلاك والدمار .
    3- الحب الحقيقي حالة من العقل يتبعها عاطفة أو عاطفة يغذيها العقل والفكر والحكمة فتمتلك المشاعر وتتحكم فيها وتمتلك التفكير وحالة من النجاح والسعادة والنمو وكل يوم تصبح أكثر جمالا وأكثر رقا وإحساسا بالآخرين وعطاء ونجاحا وبذلا في كل الأشياء وكل الاتجاهات ، فإذا كانت العلاقة مثمرة للأفضل وتعطي نتائج ايجابية على المستوى الفكري والنفسي والعقلي والمادي في تطوير الأداء والنجاح والرقي فهذا حب حقيقي ، وفي الحب درجة من درجات الملائكة يرتقى إليها من قدر أن ينسى من حبيبه المادة الإنسانية وهي تملئ عينيه ومشاعره وعقله .
    4- أن الحب ليس فقط في صورة واحدة أو حالة واحدة وإذا فقدت جانب منه من الممكن استعادة الحب في جوانب كثيرة أخرى في حياة أسرية تعطيها كل ما لديك ، في أولاد تصنعين منهم الأسعد والأفضل بإذن الله ، في عمل الخير ومساعدة الآخرين فربما يكون مفتقد الشيء أكثر الناس إحساسا به ولذا يعطيه بكل الصدق والحب والحنان ولعله يجد في هذا عوضا عما فقده في علاقة الحب بين الرجل والمرأة المباشرة ، وإذا قام بذلك كل مايريد بكل الحب والتعلم المستمر وبذل أقصى المجهود فسيجد الحب والراحة النفسية والسعادة فيما يبحث عنه وليعلم أن العقل يدل على نفسه بالنظر في الكون والتفكر فيه ولكن القلب يدل على نفسه بالنظر إلى من يحب ( أيً كان من تحب ) ويعبر عن ذلك بأشواقه .
    5- الحب حالة ذاتية شخصية ربما لا يشعر بها ولا يطلع عليها سوى صاحبها فقط وهو حينئذ ليس في الوجود كله مثل هذا الشخص الذي هو فيه ، ولكن أيضا زهرة رقيقة تحتاج دوما إلى من يغذيها ومن يعتني بها وهنا الفارق الكبير بين حالة من يبدأها محبين هائمين في بعضهم وبعد أن يرتبطا بفترة تتغير الحياة وتتبدل الرسائل وتتبدل التعابير وتضيع الكثير من الكلمات والمعاني لأنهم علموا أن الارتباط سويا هو الهدف من العلاقة والهدف من التفكير المستمر علما بأن ذلك ليس صحيح فالهدف ليس الارتباط فقط ، الهدف هو السعادة واستمرار الحب بينهم وهذا لن يتم إلا من خلال العمل المستمر في كل يوم على أن تضيف إلى نفسك لحظات من السعادة ونقاط من الأمل ومعرفة جديدة في كل يوم وزيادة أشياء جميلة بداخلك للأخر وتقليل من جوانب أخرى مظلمة فتكون العلاقة مستمرة كل يوم متجددة كل يوم يراها كأول مرة يراها هنا يظل الحب متقدا متجددا مستمرا مستحوذا على الفكر والعقل والروح معا.



    ولست مع نزار قباني – شاعر سوري - في قوله
    الحب ليس رواية شرقية بختامها يتزوج الأبطــال
    لكنه الإبحار دون سفينة وشعورنا أن الوصول محال
    هو أن تظل على الأصابع رعشة وعلى الشفاه المطبقات سؤال
    فأقول أن الحب يبدأ في رعشة في الأصابع ويتحول إلى راحة وهدوء وسكينة ورحمة في التواصل الخلاق المبدع وإحساس بالالتقاء بالأخر في كل يوم وفي كل يوم صورة جديدة تشعرك بأن الوصول قائما وأن الحب ليس رواية شرقية أو غربية بل طبيعة إنسانية ذاتية لكل البشر وليس في الحب مسافات فالمتحابان دائما في فكرة متصلة بينهم وإن كان أحدهم شرقا أو غربا .



    - نقول الحب الصادق المستمر حب دائم مستمر لا ينقطع ولكن دعنا نوضح نقطه هامة مصدر الحب القل

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 10:29 am